أنطونيو بينتوس في تدريبات ريال مدريد (أرشيف)
أنطونيو بينتوس "كابوس" اللاعبين.. من هو المعد البدني "العائد" إلى ريال مدريد؟
أعلن نادي ريال مدريد الإسباني أمس الجمعة، عودة المعد البدني الإيطالي "أنطونيو بينتوس" للتواجد في الطاقم التقني، الذي سيعتمد عليه المدرب كارلو أنشيلوتي خلال فترة إشرافه على الفريق، بداية من الموسم القادم.
ويعتبر البالغ من العمر 58 عاما، من أشهر المعدين البدنيين في عالم المستديرة، وقد طلب المدرب الفرنسي زين الدين زيدان التعاقد معه في صيف 2016، حيث كان قد قضى 3 مواسم مع النادي الملكي، قبل الانتقال إلى إنترناسيونالي (صيف 2019) الذي اشتغل معه لموسمين، رفقة المدرب أنطونيو كونتي.

* من هو أنطونيو بينتوس؟
بدأ المعد البدني مشواره سنة 1986، ما يعني أنه يملك 35 عاما من التجربة والخبرة في المجال، وقد دشن مسيرته مع نادي "سيتيمو" الإيطالي، ثم كانت "انطلاقته" مع أحد كبار القارة العجوز في صيف 1991، عندما تعاقد معه يوفنتوس، وهناك اشتغل لسبعة مواسم، وخلال تواجده مع "السيدة العجوز" درب النجم الفرنسي زين الدين زيدان.
خلال مساره، اشتغل بينتوس معدا بدنيا مع 14 ناديا، منهم "عمالقة أوروبا"، يوفنتوس وتشيلسي وريال مدريد، إضافة إلى نادي الإمارة موناكو وفريق أولمبيك مارسيليا، وأيضا ساندرلاند الإنجليزي.
* نجاح أين ما حل وارتحل
كلما انتقل بينتوس إلى فريق معين، إلا وجعل لاعبيه يتميزون بطراوة بدنية هائلة، وهو ما يتأكد فوق أرضية الميدان، وينتج عنه تتويج الأندية بالألقاب. خلال تواجده في يوفنتوس، فاز "السيدة العجوز" بالدوري الإيطالي 3 مرات، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا مرة واحدة، وبلوغه النهائي في موسمين متتاليين. ومع موناكو وصل الفريق إلى نهائي "تشامبيانز ليغ" للمرة الأولى في تاريخه سنة 2004.

أما رفقة ريال مدريد، فالفريق أحرز لقب الدوري الإسباني مرة واحدة، ثم دوري الأبطال مرتين متتاليتين، وفي المجموع أحرز 14 لقبا مع جميع الأندية التي اشتغل فيها.
* لماذا تعاقد معه ريال مدريد "مرة أخرى"؟
يرى النادي الإسباني، أن بينتوس يعتبر هو المفتاح ليكون اللاعبون في أفضل مستوياتهم البدنية، بفضل طريقته في العمل، حيث خلال مرحلة التحضير للموسم، قليلا ما يشتغل بالكرة، ويفضل التركيز على "الجهد البدني"، وجعل اللاعبين "يتحملون" ضغط المباريات طيلة الموسم، وقد سبق لأنطونيو أن صرح قائلا: "نعتقد أنه فقط من خلال العمل بالكرة يمكنك الحصول على لاعب في حالة جيدة. لكننا نعتقد أيضًا أنه يتعين علينا العمل بدون الكرة، لأن اللاعبين هم أيضًا رياضيون. في رأيي الأسلوب يُحدث الفارق، لكن إذا كان لديك بطلان بنفس المستوى الفني، فإن اللاعب الذي يجري بسرعة أكبر سيكون هو الأفضل".

ثم قال أيضا في تصريحات سابقة: "طريقة العمل تختلف من بلد لآخر. في فرنسا، خلال مرحلة التحضير للموسم الجديد، نقوم بالجري لمدة 45 دقيقة كل صباح، في إيطاليا لم نستطع فعل نفس الشيء لأن اللاعبين لم يكونوا مستعدين. يمكنني القول أنه في إيطاليا، المعد البدني يشبه الحكم، حيث يتعرض دائما للإهانة والشكاوي من قبل اللاعبين طوال الوقت (في إشارة إلى العمل الشاق الذي يقوم به المعدون البدنيون في إيطاليا)... أحب الجري (ترددت شائعات أنه في بعض الأيام كان يذهب جريا لعدة كيلومترات إلى مركز أولمبيك مرسيليا) ولكن لا يمكنني لعب كرة القدم... ولد المرء بطلا. لكن المشكلة بعد ذلك هي البقاء على هذه الحالة لأطول فترة ممكنة".

بالإضافة إلى صرامته في العمل، فإن بينتوس يجعل اللاعبين يتفادون الإصابات، وحسب الصحف الإسبانية، فيعود له الفضل الكبير في النجاح الذي حققه الفريق خلال الحقبة الأولى لزيدان، عندما ظهر أغلب اللاعبين في حالة بدينة جيدة في أغلب المباريات، ووصلوا للمرحلة النهائية من كل موسم وهم في أتم الجاهزية.
* نجوم أشرف على تدريبهم بينتوس
خلال مسيرته، اشتغل المعد البدني بينتوس مع مجموعة من النجوم، أبرزهم الفرنسي زين الدين زيدان، وديديي ديشان المدرب الحالي للمنتخب الفرنسي، إضافة إلى نجم الكرة الإيطالية السابق، روبيرتو باجيو، الذي فاز بالكرة الذهبية في 2003، وأيضا أليساندرو ديل بييرو، وكريستيان فييري وفيليبو إنزاغي وإدغار ديفيس وديسايي وجون تيري وإريك أبيدال وباتريس إيفرا ومايكون وموريانتيس والقائمة طويلة.
ويعتبر بينتوس "كابوسا" بالنسبة للاعبين، بسبب أساليبه "القاسية" في العمل، لكنها فعالة، حيث يشرف على التدريبات بطريقة "شبه عسكرية"، سواء تعلق الأمر بالجانب البدني، أو حتى فيما يتعلق بالنظام الغذائي.

* هل ينهي أنطونيو إصابات هازارد؟
يعول الطاقم التقني لريال مدريد، على بينتوس ليستعيد النجم البلجيكي إدين هازارد مستواه الذي بصم عليه مع تشيلسي، وتفادي "الإصابات المتكررة". اللاعب البلجيكي راكم الإصابات خلال أول موسمين له بقميص "الميرينغي"، كما أن أغلب اللاعبين عانوا من الإصابات في الموسم المنقضي.
ومن المنتظر أن يحدد بينتوس برنامجا خاصا لهازارد، إضافة إلى إيسكو ومارسيلو، قصد استعادة مستواهم، والتألق من جديد خلال الموسم الكروي القادم.
وسبق لمارسيلو أن قال عنه: "إذا كنا في حالة جيدة بدنيا، فإن الفضل يعود لبينتوس. لقد قمنا بعمل شاق في بداية الموسم، وأيضا خلال فترة التوقف في الشتاء".