رومان غانم سايس
حوار خاص/ رومان سايس لـ"البطولة": "أنحدر من عائلة تشجع الوداد الرياضي وأنا كذلك أُناصره.. أتفهم أن تكون الجماهير أحياناً غاضبة من أداء المنتخب الوطني"
تُصدر صحيفة "البطولة" الجزء الثالث والأخير من الحوار الحصري الذي أجرته مع رومان غانم سايس، قائد المنتخب الوطني المغربي، والذي تطرق فيه إلى ارتباطه بنادي الوداد الرياضي ومناصرته له رفقة أسرته، مؤكداً أنه يُحاول متابعة مباريات الفريق الأحمر كُلّما سنحت له الفرصة.
كما أبدى مدافع وولفرهامبتون واندررز الإنجليزي تفهُّمه للسخط الذي يعتري الجماهير المغربية في بعض الأحيان إزاء مردود "أسود الأطلس"، مُضيفاً: "أعدهم بأننا سنعطي كل ما لدينا على أرضية الملعب وسأحرص شخصيا على أن نبذل نسبة 200 في المئة من مجهوداتنا في كل مباراة لتحقيق مشوار مشرف في نهائيات كأس أمم أفريقيا القادمة والتأهل لمونديال قطر".
وفيما يلي الجزء الثالث من حوار صحيفة "البطولة" مع رومان سايس:
البطولة: ماذا تفضل، اللعب في خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين أو أربعة؟
رومان غانم سايس: بصراحة ليس لدي تفضيل. رفقة وولفرهامبتون، نحن معتادون على اللعب بثلاثة لاعبين منذ بضعة مواسم، لكن بالمقابل في المنتخب، نلعب بلاعبين اثنين في وسط الدفاع وهذا يخول لي أن تكون لدي علامات وآثار في النظامين معا بالرغم من أنهما مختلفين. أعتقد أن نظام اللعب بمدافعين في الوسط شائع جدًا مقارنةً بالنظام المبني على ثلاثة لاعبين والذي وجب الاشتغال عليه كثيرا قبل الاعتماد عليه. إنه لمن الصعب اللعب بثلاثة مدافعين هكذا دون العمل على ذلك لأسابيع عدة لأن الحركات ليست هي نفسها ولا تدافع بنفس الطريقة. لكن في ما يتعلق بي، ليست لدي أي مشكلة وأعرف كيف علي التمركز في رقعة الميدان سواء لعبنا بلاعبين اثنين أو ثلاثة في المحور.
البطولة: هل تشعر بأريحية على مستوى التوازن عندما يقوم المدرب بوضعك في مركز مدافع أوسط أيمن في دفاع مكون من 4 لاعبين؟
رومان غانم سايس: عندما تريد أن تدافع أو تتحرك بالكرة فإن الأمر مختلف تماما على مستوى التوازن، ولكن في كرة القدم الحديثة، عليك أن تتكيف مع الوضع. أريد أن أشير إلى أنني لا أجد أي صعوبات في الدفاع لأنه في السابق كنت أشغل مركز متوسط ميدان دفاعي، إذ كنت أدافع في كلا الجانبين. من ناحية أخرى ولكي أتحرك بالكرة، أجد نفسي دائما ملزما باستخدام قدمي اليمنى، بينما علي التمركز بطريقة مغايرة إذا أردت استخدام قدمي اليسرى. بصفتي لاعبًا يساريًا ، أفضل اللعب في الجهة اليسرى ويمكنكم أن تسألوا أي لاعب يساري آخر، سيقول لكم نفس الشيء. ومع ذلك، ليست لدي أدنى مشكلة في اللعب في الجهة اليمنى من الدفاع. أضع نفسي تحت التصرف التام للمدرب وحيد في المنتخب الوطني.
البطولة : هل تظن أيضا أنك قادر على اللعب كمتوسط ميدان دفاعي إذا احتاجك المدرب في هذا المركز؟ مع الإشارة إلى أنك لعبت فيه عندما كنت في نادي أنجيه...
رومان غانم سايس: لعبت آخر مرة في هذا المركز العام الماضي ضد ليفربول بعد "البوكسينغ داي". أعتقد أنني قادر على اللعب كمتوسط ميدان دفاعي لأنه مازالت عندي علامات في هذا المركز والذي قضيت فيه أيضا جزءاً كبيرا من مسيرتي الكروية. ولكن اليوم، أحب شغل مركز مدافع أوسط الذي أراه يناسبني كذلك.
البطولة: بعد أقل من شهرين، سوف تدشنون مشواركم في إقصائيات كأس العالم 2022 بمباراتين صعبتين أمام كل من السودان وغينيا اللذين تأهلا أيضا لنهائيات كأس أمم أفريقيا القادمة. كيف ترى حظوظكم في تحقيق الست نقاط؟
رومان غانم سايس: على أي حال، ليس لدينا خيار آخر. في مثل هذه التصفيات، المهم هو أن نفوز بجميع مبارياتنا على أرضنا، الشيء الذي سيمكننا من كسب التسع نقاط. علينا أيضا أن نكون حاضرين بالشكل المطلوب في لقاءاتنا خارج الميدان على الرغم من أن الظروف لن تكون مساعدة لنا. ولكن على هذا النحو، سنتجنب الدخول في الحسابات مع العلم أننا وقعنا في مجموعة صعبة. كنا بدأنا آخر مرة بتعادلين وكان الجميع لم يعد يؤمن بحظوظنا في التأهل، وفي الأخير، قلبنا كل الموازين وحققنا المبتغى. بالنسبة للمبارتين اللتين ستجريان في شهر يونيو القادم، سيكون من الأفضل أن نحقق الفوز فيهما لكسب الثقة، خصوصا أننا سنكون في عطلة مباشرة بعد لعبهما ولن نستأنف التصفيات إلا في شهر شتنبر.
البطولة: هل تعتقد أنه شيء إيجابي بالنسبة لكم أن تلعبوا أول مباراة من التصفيات في المغرب؟
رومان غانم سايس: نعم بالتأكيد ولكننا سنرحل أيضا خارج ميداننا. آخر مرة، بدأنا وأنهينا التصفيات خارج قواعدنا، والآن سنبدأ داخل أرضنا وسيكون من الجيد جدا أن نحقق الفوز في هذه المباراة لكسب الثقة قبل اللقاء الثاني أمام غينيا، كما أنه من المهم كذلك عندما يأتي خصومنا إلى المغرب، أن يقولوا لأنفسهم أنهم لن يستطيعوا تحقيق أي نقطة.
البطولة: نود أن نعرف من أي مدينة أنت في المغرب؟ هل تتابع مباريات البطولة الإحترافية إذا سمحت لك الفرصة، وإذا كان الجواب نعم، فمن هو ناديك المفضل؟
رومان غانم سايس: أنا من الدار البيضاء ومن عائلة تشجع الوداد الرياضي. بالتأكيد شاهدت بعض مبارياته على شاشة التلفاز رفقة أفراد من عائلتي، وعندما كنت أتي إلى المغرب لقضاء العطلة، كان هنالك دائما حديث عنه. أحاول أيضًا مشاهدة الديربي ضد الرجاء عندما تسمح لي الفرصة، وفي بعض المرات لا يكون ذلك ممكنا لأن توقيته يتزامن مع توقيت مباريات فريقي. بالطبع أحب الوداد لأن أفراد أسرتي غرسوه في داخلي ولكنني أفرح أيضا عندما يحقق أي نادي مغربي إنجازا خصوصا في المسابقات الإفريقية. وأحيطكم علما بأنه تربطني في المنتخب علاقة جيدة مع لاعبي الدوري المغربي، سواء تعلق الأمر بلاعبي الرجاء أو لاعبي فريق آخر.
البطولة: بعيدا عن التربصات، هل لديك إتصال مع زملائك في المنتخب وعلى سبيل الخصوص أولئك الذين لا يتحدثون الفرنسية؟
رومان غانم سايس: كما قلت لكم سلفا، أتحدث كثيرًا مع حكيم زياش وأسأل أيضا عن أحوال الآخرين. عندما يسجل أحد منا هدفا أو يبصم على أداء جيد في مباراة ما، فإنني أبعث له رسالة لتهنئته. ولا أخفي عنكم أننا لا نتصل ببعضنا البعض كل يوم (إبتسامة)، ولكن من المهم جدًا أن يبقى الاتصال قائما بيننا.
البطولة: ما هي أفضل وأسوأ ذكرى لك رفقة الأسود؟
رومان غانم سايس: أفضل ذكرى لي هي عندما فزنا على منتخب ساحل العاج أمام جماهيره، الشيء الذي مكننا من حجز مقعد في نهائيات كأس العالم روسيا 2018، مع الإشارة إلى أننا قمنا برحلة تصفيات استثنائية. أتذكر جيدا فرحة الجماهير بعد المباريات التي فزنا بها على أرضنا وكذلك بعد المباراة الآخيرة بأبيدجان. كل ما عشناه هو شيء رائع حقا وسيظل محفورًا في ذاكرتي. أما بالنسبة لأسوأ ذكرى لي مع المنتخب فهي المباراة أمام البرتغال التي بقيت فيها حبيس كرسي الاحتياط.
البطولة : كلمة أخيرة للجماهير المغربية...
رومان غانم سايس: أتمنى أيام مباركة لجميع المغاربة بدون استثناء. آمل أن يدعموننا في اللقاءين المقبلين من إقصائيات كأس العالم 2022. نفتقدهم كثيرًا في الملاعب خاصة وأنهم لا يستطيعون المجيء بسبب أزمة فيروس كورونا. نحن في حاجة إلى أن نشعر بهم إلى جانبنا لأنه إذا أردنا الذهاب إلى كأس العالم مرة أخرى، فعلينا أن نفعل ذلك معاً كما هو الشأن في تصفيات كأس العالم الماضية. كانت المباريات التي لعبناها على أرضنا مذهلة لأن الجميع كان يدفع في نفس الاتجاه.
أطلب منهم أن يساندوننا وأتفهم أنهم في بعض الأحيان غضبهم من الأداء الذي نقدمه لأنهم جماهير متطلبين ومن حقهم أن يكونوا كذلك نظرا للاعبين الجيدين الذين نتوفر عليهم. أعدهم بأننا سنعطي كل ما لدينا على أرضية الملعب وسأحرص شخصيا على أن نبذل نسبة 200 في المئة من مجهوداتنا في كل مباراة لتحقيق مشوار مشرف في نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة والتأهل لمونديال قطر.