بايرن ميونيخ يعود لتصدر البوندسليجا والمنافسة على اللقب
انتفاضة بايرن ميونخ تزيد الإثارة في البوندسليجا
فيما يجذب الدوري الألماني أنظار الكثير من عشاق كرة القدم بفضل احتدام المنافسة بين الفرق وثقافة التشجيع السائدة هناك، تواجه "البوندسليجا" عدة تحديات تحتم عليها اتخاذ قرارات مهمة يفترض أن تصب في صالح الجميع.
ليلة يوم الجمعة الماضي وفي حي "إيرنفيلد" في مدينة كولونيا الألمانية، اجتمع مجموعة من عشاق كرة القدم الإنجليزية، من أجل الاستمتاع بحفل موسيقي قبل عطلة نهاية الأسبوع في الدوري الألماني لكرة القدم.
وفي يوم السبت، توجهوا إلى مدينة دورتموند للانضمام إلى المئات من المشجعين البريطانيين الآخرين، والذين يحضرون كل مباراة يخوضها "الفريق الأصفر" على ملعبه، ثم عادت هذه الجماهير مرة ثانية إلى مدينة كولونيا، لحضور مباراة فريق المدنية أمام فرايبورج.
ولا شك أن هذه الجماهير الإنجليزية لن تشعر بخيبة أمل، لأن مباريات "البوندسليجا" تتوفر على كل العناصر، التي تمكنها من جذب الجماهير الأجنبية نهاية كل أسبوع: تذاكر بأسعار معقولة، مدرجات ممتلئة وأجواء صاخبة.
في دورتموند بدا أسطورة الفريق السابق نيفين سوبوتيتش على وشك البكاء، وهو يقف أمام الجماهير التي رددت اسمه، بالرغم من أنه يرتدي قميص الفريق الخصم يونيون برلين.
أما في العاصمة برلين، فقد كانت هناك مشاهد مماثلة مساء يوم الجمعة الماضي، حيث تنقلت جماهير شالكه بكثرة إلى برلين من أجل تشجيع فريقها أمام هيرتا برلين (انتهت بالتعادل 0-0).
وفي ألمانيا هناك أيضاً قاعدة "1+50"، والتي تمنع المستثمرين الكبار من الاستحواذ على الأندية إلاّ بتحقيق شروط جد معقدة، حيث تعد هذه القاعدة جزءاً من تقاليد الكرة الألمانية (يشار إلى النقاش حول تعديل هذه القاعدة فتح في أكثر من مرة، إلاّ أن الجماهير مازالت ترفض تغييرها، فيما لما تمانع بعض الفرق في إجراء تعديلات عليها).
يذكر أن هذه القاعدة، تساهم في بقاء أسعار تذاكر المباريات منخفضة بالمقارنة مع دوريات أخرى، وهو ما يؤدي إلى حضور الجماهير بكثرة من أجل تشجيع فرقها.
والمؤكد أن "البوندسليجا" من الدوريات التي تقدم كرة قدم جيدة، ففي هذا الموسم أثبت الدوري الألماني أنه يزخر بالعديد من المواهب الكروية الشابة والتي ينتظرها مستقبل واعد، بالإضافة إلى مدربين من الطراز الحديث.
فمثلاً يوم السبت الماضي، واصل نجم بوروسيا دورتموند إيرلينج هالاند تسجيل الأرقام القياسية (أصبح أول لاعب في تاريخ البوندسليجا يسجل سبعة أهداف في أول 3 مباريات).
أما في مدينة لايبزيج فقد تواجه المدرب الشاب جوليان ناجلسمان ومدرب بوروسيا مونشنجلادباخ ماركو روزي (كانت مباراة القمة وانتهت بالتعادل 2-2).
ورغم المجهودات الكبيرة التي بذلها الدوري الألماني، إلاّ أنه كان يعاب عليه دائماً سيطرة الفريق الواحد (بايرن ميونخ) لكن يختلف الوضع في هذا الموسم، إذ أن السباق على اللقب قريب مما يحدث في بعض الدوريات الأوروبية.
وتفصل نقاط قليلة فقط فرق المقدمة عن بعضها البعض، وهو ما يرفع من حدة المنافسة بشكل كبير.
فقبل أعياد الميلاد، تعادل بوروسيا دورتموند مع لايبزيج 3-3 في واحدة من أحسن المباريات هذا الموسم.
أما بوروسيا مونشنجلادباخ فقد عاد من بعيد وقلب تخلفه أمام بايرن ميونخ إلى انتصار ثمين بـ2-1.
وفي مباراتهم الأخيرة أمام لايبزيج، رفعت جماهير بوروسيا مونشنجلادباخ (فاز بالدوري الألماني خمس مرات) لافتة عريضة كتب عليها "النادي التقليدي منذ عام 1900"، وذلك في سخرية مُبطنة من الخصم لايبزيج، الذي أسس سنة 2009.
ويتمسك لايبزيج بقاعدة "1+50" فقط على الورق، كما أن المستوى الذي يقدمه هذا الفريق حالياً يطرح عدة تساؤلات مهمة عن جدوى هذه القاعدة، وكذلك المستقبل الذي يريده الدوري الألماني لكرة القدم.
أما سبب الإثارة حالياً في سباق الفوز بـ"البوندسليجا"، فإنه يعود جزئياً إلى البداية المتواضعة لبايرن ميونخ تحت قيادة المدرب المُقال نيكو كوفاتش.
لكن الفريق البافاري عاد الآن إلى سابق مستواه ويحتل الصدارة، بعد فوزه على فريق ماينز غير المحظوظ (يحتل حالياً المركز 15 في البوندسليجا).
أيضاً، أظهر فوز بوروسيا دورتموند على أوجسبورج، كولن ويونيون برلين الهوة بين فرق الدوري الألماني.
ويعد هذا من "أعراض" الاتجاه السائد حالياً في كرة القدم الأوروبية، حيث إن الفرق الغنية تواصل الابتعاد عن باقي الفرق المتواجدة معها في نفس الدوري.
ويدين الدوري الألماني بالفضل لقاعدة "1+50" وثقافة الأندية المتجذرة في ألمانيا، مما يحافظ على جاذبية "البوندسليجا" ويحميها في نفس الآن.
ولهذا السبب، كان هؤلاء المشجعون الإنجليز في ملعب دورتموند يوم السبت، وذهبوا لاحقاً إلى مشاهدة مباراة كولن.
أما في بريطانيا، فإنه كان سيتحتم على هذه الجماهير الإنجليزية اقتناء تذكرة مباراة مرتفعة الثمن من أجل متابعة فريقهم الذي يمتلكه أصحاب رؤوس الأموال من أمريكا أو الشرق الأوسط وغيرها.