حوار خاص/ فاندنبروك لـ"البطولة": "أنا سعيد في الجيش الملكي وهناك رغبة في تمديد العقد.. نملك جماهير مهووسة وشغوفة ومن سنضمُّه يجب أن يُقدّم الإضافة" - El botola - البطولة

سفين فاندنبروك

حوار خاص/ فاندنبروك لـ"البطولة": "أنا سعيد في الجيش الملكي وهناك رغبة في تمديد العقد.. نملك جماهير مهووسة وشغوفة ومن سنضمُّه يجب أن يُقدّم الإضافة"

حاوره: أيوب رفيق (البطولة)
27 يونيو 2021على الساعة14:20

أجرت صحيفة "البطولة" حواراً خاصاً مع مدرب ، سفين فاندنبروك، تطرَّق فيه إلى راهِن وآفاق الفريق العسكري وتحدث عن وضعه وكذلك المخططات المستقبلية الخاصة بالنادي، مُعرّجاً في الوقت نفسه على الشعبية التي يزخر بها "الزعيم" والمساندة التي يُقدّمها أنصاره لأفراد الكتيبة، خاصة مرافقة المشجعين للمجموعة قبل مباراة الأخيرة.


وقال المدير الفني البلجيكي: "ما يمكنني قوله هو بأنني سعيد للغاية في الجيش الملكي وأشعر بالراحة بالتواجد في هذا النادي والإقامة في مدينة الرباط، المناصرون يقفون خلف الفريق وخلفي، أنا متفائل بشأن إمكانية تمديد العقد والحديث مع الإداريين حول مشروع مُمتد زمنياً لعدة سنوات ويفوق عاماً واحداً".


وأضاف: "إذا ما انتدبنا أي شخص، ينبغي عليه أن يكون أفضل من اللاعبين الموجودين، وكذلك أن يتماشى مع مستوى الميزانية المُخصّصة من النادي، إنهما مقياسان هامان للغاية، الأساس هو البحث عن أسماء عصرية، لكن في نفس الوقت الفريق يحتاج إلى لاعبين بِسمات مُختلفة".


وتابع: "ما يُثلج صدري هو التغير الذي طرأ على نظرة الجماهير للفريق، إنه تحوّل لمسته مقارنةً بالمرحلة التي سبقت قدومي، أدري أن كل شيء يأتي أو يذهب مع النتائج، الأنصار حاليا مُفعمون بروح إيجابية ويقفون خلف الفريق ونحن كطاقم فني ولاعبين نشعر بهذا الدَّعم الجماهيري وبأن المشجعين يتواجدون هنا من أجل مؤازرتنا".


كما تناول طبيعة علاقته بلاعبيه واستراتيجية التعاطي معهم، بقوله: "أنا مدرب لا يشتغل كثيراً ما على ما هو إحصائي وتحليلي، بل أعتمد على ما هو مُركّب، ما يعني الجوانب التكتيكية والفنية والبدنية وكذلك الذهنية، أعمل على دفع اللاعبين إلى تقديم أقصى ما لديهم في رقعة الميدان، كما أنني شخص يُحبّ التواصل".


وفيما يلي نص الحوار الكامل لـ"البطولة" مع البلجيكي سفين فاندنبروك:



البطولة: هل أنتَ راضٍ عن الأداء المُسجَّل والنتائج المحققة لحدود الآن في الموسم الحالي مع الجيش الملكي؟


فاندنبروك: نعم أنا سعيد بالنتائج وكذلك بالصورة التي يستجيب بها اللاعبون في التداريب وكذلك المباريات، أنا مسرور للغاية من الناحيتيْن، حينما قَدِمت إلى هنا كان الفريق في أسفل الترتيب والآن نحن ضمن أفضل خمسة أندية، وهذا يعني أن المجموعة اجتهدت كثيراً من أجل تسجيل هذا التغير على مستوى النتائج المُحققة.


البطولة: يبدو أن هذه النهضة على صعيد النتائج تتجاوز مُجرّد رجّة نفسية، ما هي الأسرار والعوامل المُساهمة في هذا التحسُّن؟


فاندنبروك: أعتقد أن ما ذكرتَ بُني أساساً على خطابي وطبيعة تواصلي مع لاعبي الفريق، وكذلك مع وسائل الإعلام، هناك الكثير من الضغط في هذا النادي، الجميع ينتظر منا النتائج الجيدة، لكن المدرب ينبغي عليه تدبير هذا الضغط، ولقد نجحنا في ذلك، نُحاول ما أمكن تحرير اللاعبين مما يُحاط بهم حتى يستعيدوا الثقة في أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، ربما يُعزى التحسن كذلك إلى نهج تكتيكي وأسلوب لعب ذي ديمومة وامتداد زمني، مما يسمح لنا بالاستناد إلى مرجع نعود إليه سريعاً، فاعتماد ذات النظام والهوية يُتيح للاعبين يُسراً في استيعابهما وتطبيقهما على أحسن وجه. ثالثا، يعود ذلك أيضاً إلى قابلية اللاعبين لتنزيل ما يُطلب منهم وانخراطهم الكامل في ورش إعطاء هذا النادي القيمة التي يستحقها.


البطولة: مناصرو النادي العسكري بدأوا في إطلاق مطالبهم بتمديد تعاقدك وبقائك هنا لمدة طويلة، ما هو موقفك؟


فاندنبروك: ما يمكنني قوله هو بأنني سعيد للغاية في الجيش الملكي وأشعر بالراحة بالتواجد في هذا النادي والإقامة في مدينة الرباط، المناصرون يقفون خلف الفريق وخلفي، أنا متفائل بشأن إمكانية تمديد العقد والحديث مع الإداريين حول مشروع مُمتد زمنياً لعدة سنوات ويفوق عام واحد، سيكون أمراً جيداً بالنسبة لي وكذلك للنادي، فهذا الأخير تعطّل سيره لأعوام عديدة، لذلك فمهمتي إلى جانب القائمين على الفريق هي إعادته لسكته وقيادة عجلته لاستعادة دورانها، وأيضاً لتدارك التأخر الذي يفصلنا عن عدة أندية وإحراز السّبق والامتياز على الأمد البعيد.


البطولة: هل فتحت معك إدارة النادي ملف تجديد العقد؟


فاندنبروك: هناك رغبة في تمديد العقد وقد بدأنا في الحديث والتطرق إلى الأمر ولكن يجب الآن علينا التركيز على ما تبقى من البطولة الاحترافية – القسم الأول "إنوي" وكذلك كأس العرش، اتركونا نفعل هذا، لا يجب التفكير في الأفراد سواء المدرب أو اللاعبين بدل المجموعة والفريق، لأنه لازال ينتظرنا عمل للقيام به هذا الموسم.


البطولة: أنتَ هنا منذ ستة أشهر تقريباً، هل وجدت أنك تتوفر على الصلاحيات المُطلقة في إدارة شؤون الفريق؟


فاندنبروك: هذا السؤال يتردَّد كثيراً في الواقع، لكن حسب رأيي تقديم السلطة الكاملة لفرد أو عُنصر واحد داخل النادي هو أمر مُستحيل، ولا يمكن القيام به لتفادي تضارب المصالح أو أي شيء من هذا القبيل من طرف من حاز هذه الصلاحيات. النادي يحترمني كثيراً ويُنصت إلي. أعتقد أن كلا الطرفيْن (النادي والمدرب) هما من عليهما أن يشتركا في اتخاذ القرارات بالتنسيق، ولا يوجد جانب واحد يملك الشرعية للاستفراد بذلك.


البطولة: هل باشرتُم التفكير في موضوع الانتدابات الخاصة بالموسم المقبل؟


فاندنبروك: بعد كل موسم، أي نادٍ يحتاج إلى لاعبين جدد، نعم فنحن نُخطِّط لاستقدام عناصر جديدة، أما من هم اللاعبون ومن أين، فهو أمر يظل سرياً بيني وبين إدارة النادي، لن أتحدث عنه بالتفصيل، لكنني أرى أن الترسانة البشرية التي نتوفر عليها تُشكّل قاعدة وأرضية جيدة للاستمرار والبناء عليها، أعتقد أنه ليس الوقت المناسب للحديث عن هذا الملف أو حتى وضعيتي، يجب علينا فقط التركيز على هذا الموسم ونواصل العمل، وعقب ذلك، سنرى ما سيمكننا فعله على مستوى التركيبة وكذلك الغلاف المالي المرصود.


البطولة: ما هي المعايير التي تعتزمون الاستناد إليها في استقطاب لاعبين جدد؟


فاندنبروك: الأمر بسيط، إذا ما انتدبنا أي شخص، ينبغي عليه أن يكون أفضل من اللاعبين الموجودين، وكذلك أن يتماشى مع مستوى الميزانية المُخصّصة من النادي، إنهما مقياسان هامان للغاية، الأساس هو البحث عن أسماء عصرية، لكن في نفس الوقت الفريق يحتاج إلى لاعبين بِسمات مُختلفة، هناك عُنصر له حس القيادة وآخر يُسانده وكذلك صِفات أخرى مطلوبة، هذا علاوة على استحضار عامل إحداث التوازن بين الدفاع والهجوم لدى انتقاء اللاعبين واختيارهم. هناك معايير متعددة في هذا الإطار، وسنحرص على احترامها لاستقطاب ما يُلائمنا ويخدم أهدافنا.


البطولة: العديد من مناصري "الزعيم" يتساءلون عن وضعية عماد الرحولي، هم موقنون بأن اللاعب يملك إمكانيات مهمة لكنه غاب منذ فترة عن المشاركة؟


فاندنبروك: هذه حالة فردية، لا يجب أن أتحدث عما هو فردي، الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو أنه يُعاني من إصابة تتطلب بعض الوقت للاستشفاء منها، صحيح أنه يزخر بمؤهلات تقنية كبرى خاصة على الصعيد الهجومي، الآن نحن مُنغمسون في مساعدته على التعافي وبعد ذلك دفعه نحو تقديم المستويات المأمولة.


البطولة: ما هي الأهداف التي تُسطِّرونها في الموسم الحالي وكذلك القادم؟


فاندنبروك: أهدافنا لم تتغير، لقد أجرينا حواراً قبل شهريْن ولازالت مساعينا ثابتة؛ نتطلع إلى ترسيخ فلسفة مُعينة ووضع أسس لها داخل الفريق، وكذلك إنهاء الموسم ضمن الأندية الثلاثة إلى الستة الأولى، ثم البصم على مسار جيد في كأس العرش، وهما هدفان نمضي فيهما على نحو جيد، أما بالنسبة للموسم القادم، فالوقت لازال مُبكِّراً لمعالجته. إذا ما نجحنا هذا الموسم في تحقيق ما نصبو إليه، فإن ذلك سيُمكننا من الحفاظ على ذات التركيبة البشرية وإضافة أسماء أخرى مهمة وقادرة على تقديم الإضافة، أُفضِّل ألا نستهلك الحديث عن المستقبل الذي يغيب عنه اليقين، رسالتي لكل مكونات النادي من إداريين وأطقم تقنية وجماهير هي التركيز بشكل كامل على هذا الموسم، وبعد ذلك نتطرق للحالات الفردية وما يأتي من محطات.


البطولة: جماهير غفيرة ساندت ورافقت الفريق قبل مباراة مولودية وجدة الأخيرة، كيف وجدت هذا الزخم الذي يحظى به النادي؟


فاندنبروك: ما يُثلج صدري هو التغير الذي طرأ على نظرة الجماهير للفريق، إنه تحوّل لمسته مقارنةً بالمرحلة التي سبقت قدومي، أدري أن كل شيء يأتي أو يذهب مع النتائج، الأنصار حاليا مُفعمون بروح إيجابية ويقفون خلف الفريق ونحن كطاقم فني ولاعبين نشعر بهذا الدَّعم الجماهيري وبأن المشجعين يتواجدون هنا من أجل مؤازرتنا. ما شاهدته من دعم جماهيري قبل مواجهة مولودية وجدة يُزوّدني بالحماس والطاقة والثقة أكثر من ذي قبل وكذلك الرغبة الجامحة في إسعادهم وإرضائهم ورسم البسمة على وجوههم. أتمنى أن يستمروا في الوقوف بجانبنا في كافة الحالات خلال الأسابيع المقبلة لتأمين المركز الثالث والفوز كأس العرش.


البطولة: كيف تقيمون تجربة الاشتغال في المغرب؟


فاندنبروك: لحدود الآن أُقيِّمها بشكل إيجابي للغاية، وجدت ظروفاً حسنة للاشتغال وكذلك من ناحية العيش والإقامة هنا، البنية التحتية من ملاعب ومنشآت جيدة، وكذلك بالنسبة لمستوى الدوري المحلي الذي أراه الأفضل في القارة الأفريقية. القدوم إلى هنا كان طموحا شخصياً، لم أتردَّد لثانية واحدة في الالتحاق بمسابقة ذات إيقاع مرتفع وسمعة طيبة، أجد أن كل مدرب ليس بوسعه سوى السعي إلى العمل هنا. كما أنني أحببت مدينة الرباط الساحرة والرائعة، هناك الكثير من الأماكن الجيدة، لذلك أَنْعَمُ بتوازن بين ظروف الاشتغال وجودة العيش، ففي العمل أملك الحرية والنادي يُتيح لي ذلك على أرضية الملعب، وأي مُدرّب يطمح إلى هذه التوليفة.


البطولة: هل يمكن للفريق أن يستند إلى تجربتك وشعبيته للعودة إلى البوديوم سريعاً ولمَ هذا الموسم؟


فاندنبروك: أعتقد أن في سلم ترتيب الدوري يتواجد الوداد والرجاء في المقدمة، مُقابل منافسة على المركز الثالث بيننا وبين أندية مثل مولودية وجدة واتحاد طنجة والمغرب التطواني، خاصة أن كل هذه الأندية لازالت تنتظرها مباريات فيما بينها. كل هذه الفرق لديها إمكانية الصراع على المرتبة الثالثة، وبالقليل من الحظ يمكنك احتلال هذا المركز وبالقليل من سوء الحظ كذلك يمكنك أن تُنهي المسابقة سابعاً، من جانبنا، سنبذل كل ما لدينا ونُعطي كل شيء من أنفسنا لاحتلال أفضل مرتبة مُمكنة.


البطولة: ما الذي راقك أكثر في الجيش الملكي؟


فاندنبروك: في الواقع، ما أعجبني أكثر هو التغير الذي أُحدث في الجو العام للفريق وكذلك التحول الذي طرأ على المردود المُقدّم داخل أرضية الملعب، فضلاً عن الثقة التي اكتسبها اللاعبون، هناك الكثير من العناصر التي ساهمت في هذا التحسُّن والنهضة التي عرفتها نتائجنا، هذا ما راقني أكثر، لأنني أتيت في ظروفٍ صعبة قليلاً، وجدت الفريق يحتل المركز الـ13 ضمن مسابقة تُقام بـ16 فريقا، إنه أمر ليس من السهل بالنسبة لفريق له تاريخ عريق، وبالتالي فالنجاح في هذا الجانب يُثلج صدري، لكنه عمل مُشترك بين الأطقم والإداريين والأنصار، نحن جميعا اشتغلنا كثيراً من أجل تغيير هذا الوضع، ونحن الآن وسط مُناخ أكثر إيجابية، ونأمل أن نستثمر ذلك في تحقيق شيء ما هذا الموسم.


البطولة: كيف ترون نصف نهائي كأس العرش الذي ينتظركم أمام رجاء بني ملال؟


فاندنبروك: في هذه المباراة بالتحديد، إذا انتصرنا فهو أمر طبيعي، أما إذا انهزمنا فهو تعثر مُخيّب للآمال. الجميع حالياً يرى الجيش الملكي في النهائي، وهذا هو الخطر المُحدق بنا، لا يجب أبداً الاستهانة بالخصم، نعم فهو يُمارس في البطولة الاحترافية – القسم الثاني "إنوي"، لكنه أيضاً في المربع الذهبي، وهذا يعني أنه يملك مؤهلات جيدة، مثل هذه المواجهات تُكسب على المستطيل الأخضر وليس على الورق، نتمتع بحظوظ وافرة في هذا اللقاء لكن لا يجب استصغار المُنافس، هذه المباراة قد تكون هي الأصعب في الموسم.


البطولة: هل لك أن تضع تعليقاً على بعض اللاعبين من أمثال رضا سليم وجوزيف غنادو؟


فاندنبروك: لا يمكنني الحديث عن أسماء بعينها، لأننا ننتصر وننهزم جميعاً كفريق، اليوم رضا سليم من يُحدث الفارق، غدا جوزيف، وفي مباراة أخرى الخلوي وعميمي، كل مباراة ربما هناك اسم أفضل من آخر، لكن في مجمل الأحوال الفريق والمجموعة هي من تفوز، وبفضل روح الفريق بإمكاننا حصد النتائج التي نتوخى.


البطولة: ما هي طبيعة علاقتك باللاعبين، هل تقوم هذه الصلة على ما هو نفسي وذهني بالدرجة الأولى؟


فاندنبروك: أنا مدرب لا يشتغل كثيراً ما على ما هو إحصائي وتحليلي، بل أعتمد على ما هو مُركّب، ما يعني الجوانب التكتيكية والفنية والبدنية وكذلك الذهنية، أعمل على دفع اللاعبين إلى تقديم أقصى ما لديهم في رقعة الميدان، كما أنني شخص يُحبّ التواصل، وإذا أرَدْتَ شحذ هِمّة اللاعبين، فيلزمك بعث رسائل شخصية، لذلك أُحبِّذ أن أكون قائداً ظرفياً وآنياً، فأنا أنظر إلى اللاعب ليس كلاعب، بل كإنسان، هذا هو الأساس، ينبغي ملامسة الناحية الإنسانية حتى يستطيع اللاعب إخراج كل ما لديه في البساط الأخضر. وإذا نجحتَ في هذا الأمر، فإنك توقظ الحماس الداخلي للاعبين، وكل ذلك يُحيل إلى النتائج الإيجابية والانتصارات.


البطولة: ما هي رسالتك الأخيرة لأنصار الجيش الملكي ومكونات النادي؟


فاندنبروك: أنا مُعجب ومأخوذٌ كثيراً بانخراط جماهير الجيش الملكي فيما يرتبط بناديهم، وجنونهم لدفع فريقهم لتحقيق النتائج الإيجابية. المجموعة الآن تُبلي البلاء الحسن، وأن نحظى بهذه النوعية من المناصرين فهو أمرٌ يُثلج الصّدر. شكر خالص لهم وآمل أن يواصلوا مؤازرتنا في القادم من الأسابيع.

طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة