نبيل درار
بعد شِجاره مع زميله إيمري .. درار يُغذِّي سِجِلَّه الحافل بالصراعات و"الاشتباكات"
خلق نبيل درار، ظهير المنتخب الوطني لكرة القدم، الجدل مؤخرا بعد طرده من التداريب الجماعية لفريقه فنربخشه التركي، عقب دخوله في شنآن سرعان ما تحول لاشتباك رفقة زميله التركي إيمري بيلوز أوغلو.
وفي الوقت الذي يشتهر فيه بعض لاعبي كرة القدم المحترفين بالمهارات الكروية، ويحرص البعض الآخر على أن يُعرف بحسن السلوك ودماثة الأخلاق، أبى درار إلا أن يخالف الصنفين معا ويضع نفسه ضمن خانة اللاعبين الذين يمتازون بكثرة صراعاتهم داخل وخارج الملعب.
وأضحت صراعات ومناوشات اللاعب المغربي بمثابة "نار على علم" تشتعل لأدنى سبب، وهو ما دفع العديد لتلقيبه باللاعب "المزاجي" الذي يضع تركيزه على "استعراض العضلات"، وتجاهل تطوير الموهبة التي أفاء الله بها عليه.
شتم الجماهير المغربية .. بداية مسلسل درار مع الصراعات
تعد مقابلة المنتخب المغربي ضد نظيره الهولندي شهر ماي من سنة 2017 بداية لمسلسل درار وصراعاته، حيث لعب إبعاد المدرب السابق للكتيبة الوطنية، هيرفي رونار، لحكيم زياش، لاعب تشيلسي الإنجليزي، عن القائمة التي ستخوض نهائيات "كأس أفريقيا"، دور الجمرة التي أوقدت نار الصراع بين الجمهور المغربي واللاعب ذو الـ34 عاما.
وظهر اللاعب المغربي بعد المباراة التي انهزم فيها "الأسود" بنتيجة هدفين لواحد، بالممر المؤدي لمستودع الملابس وهو يشتم الجماهير المنادية باسم "زياش" بكلمات نابية، قبل أن يضيف قائلا: "راه هو لي مابغاش يجي".
وأججت الحادثة المذكورة نيران الصراع بين الجمهور المغربي ودرار الذي قدم اعتذاره بعد ذلك، في وقت طالبت فيه الجماهير بإبعاده لحين التزامه وتحسن سلوكه، وهو ما أظهره اللاعب في الاستحقاقات التي تلت واقعة ملعب "أدرار".
ضربة جزاء ضائعة .. ودرار يؤثث المشهد مرة أخرى
سنتان بعد ذلك، واجه المنتخب المغربي نظيره الغامبي على أرضية "الملعب الكبير" بمراكش، استعدادا لخوض غمار "كأس أفريقيا" بمصر، وهي المقابلة التي عرفت انهزام "الأسود" بنتيجة هدف نظيف.
خسارة المنتخب الوطني لم تكن وحدها الحدث الذي استأثر باهتمام الشارع المغربي آنذاك، إذ عرفت المواجهة ضربة جزاء لصالح الكتيبة الوطنية في آخر دقائق المواجهة، وهي الركلة الترجيحية التي انبرى لها عبد الرزاق حمد الله، مهاجم النصر السعودي، قبل أن ينتزع منه فيصل فجر، متوسط ميدان خيتافي، كرة اللقاء ودور البطولة معا، في لقطة لم تسجل هدف التعادل للأسود، بقدر ما أسالت الكثير من المداد لـ"تراجيديتها".
ومباشرة بعد مباراة غامبيا "المشؤومة"، غادر حمد الله معسكر "الأسود" في قرار استنفر الجامعة الملكية لكرة القدم التي حثت مهاجم النصر السعودي على التراجع عنه دون جدوى.
مغادرة لاعب أولمبيك آسفي الأسبق للمعسكر كان فرصة لإعادة همزة الوصل بين درار ومناوشاته، إذ لم يدخر لاعب فنربخشه التركي جهدا في نشر مقطع فيديو يظهر فيه وهو يرقص رفقة "البطل الرئيسي"للواقعة، فيصل فجر، على أنغام أغنية تقول كلماتها: "باي باي راني مدمر”.
وضرب المقطع المذكور آمال تراجع حمد الله لمعسكر الأسود في مقتل، بعد أن ترجم الكثيرون فعل درار وفجر على أنها رسالة "مشفرة" لمهاجم النصر، وإقرار لسطوة المحترفين على قائمة لم تضم من لاعبي "البطولة الوطنية" والمحترفين من بوابتها سوى النزر القليل.
درار وأوزلو .. تجدد للصراع ومستقبل مجهول
ولم تمر إلا سنة واحدة ليثبت درار مرة أخرى أنه منبع "ثر" للصراعات والمناوشات بعد أن قام فنربخشه التركي، يوم أمس الجمعة، بطرد لاعبه المغربي خارج تداريب الفريق، بعد دخوله في اشتباك رفقة زميله ايمري بيلوز اوغلو.
وحسب ما ذكرته وسائل الإعلام التركية، فإن إيمري قد طالب درار باحترام موقعه بالملعب ليرد عليه المغربي قائلا: "من أنت؟ هل أنت المدرب"، وهو ما لم يستسغه اللاعب التركي ليتحول الأمر لصراع لفظي سرعان ما انقلب لاشتباك جسدي، دفع باقي اللاعبين للتدخل قبل أن تصل الأمور لنتيجة لا يحمد عقباها.
وغالبا ما سيشكل الحادث الأخير "درسا قاسيا" للمغربي الذي وضع مستقبله في كف عفريت، خصوصا وأن خصمه سيشغل مهمة المدير الرياضي لفنربخشه بدءا من الموسم الكروي المقبل، لتطرح العديد من علامات الاستفهام حول مدى إمكانية تداخل الجانبين "الرياضي والشخصي" في تحديد مصير درار الذي جدد رفقة النادي حتى صيف 2022.