مالديني لحظة حديثه مع أعضاء "كورفا سود" المساندة لنادي إي سي ميلان
بعبارة "ميلان قد عاد" الـ"كورفا سود" تشكر اللاعبين ومالديني يخابطهم.. هل هي "نهاية حرب" دامت لسنوات بين القائد الأسطوري وأعضاء الـ"أولتراس"؟
اجتمع أول أمس الإثنين، العشرات من أنصار نادي إي سي ميلان، وتحديدا أعضاء "أولتراس كورفا سود"، أمام مقر الفريق "كازا ميلان"، لتوجيه شكرهم للاعبين والإدارة، بعد عودة "الروسونيري" لمسابقة دوري أبطال أوروبا، التي غاب عنها لسبع سنوات متتالية.
ونافس ميلان على لقب الدوري الإيطالي في الموسم المنقضي، إلا أنه "انهار" في الجولات الأخيرة، ليتوج "غريمه" إنترناسيونالي باللقب، إلا أن رفاق السويدي زلاتان إبراهيموفيتش نجحوا في إنهاء السباق بالمركز الثاني، وبالتالي ضمان مقعد في "تشامبيانز ليغ" الموسم القادم.
وتواجد عدد من أعضاء "كورفا سود" أمام مقر النادي، واحتفلوا بالموسم الذي قدمه الفريق، كما رسموا عبارة "ميلان قد عاد" بالشهب الاصطناعية، في إشارة إلى العودة إلى دوري الأبطال.
وتميزت هذه الاحتفالات، بلقطة لم تكن لتحدث في السنوات الماضية، حيث خرج القائد السابق باولو مالديني، وتحدث إلى "الأولتراس"، وبدورهم استمعوا لكلماته، كما أنهم قاموا بالتصفيق بعد إلقاء خطابه، وهي ربما إشارة إلى "نهاية الحرب" بين الطرفين. وقال مالديني: "شكرًا يا رفاق على دعمكم على مر السنين. يمكنني أن أقول ذلك كلاعب وكمدير أيضًا. هذه فقط البداية، إنها هدف (التأهل لدوري الأبطال)، لكنها نقطة بداية فقط، وليست نقطة وصول. كانت هناك لحظات صعبة وسيكون هناك المزيد. واجهناها على ما أعتقد بالطريقة الصحيحة. نحن ميلان ويجب أن نكون أبطالا. شكرا مرة أخرى".
* ما هي قصة الخلاف بين مالديني و"كورفا سود"؟
بدأ "الخلاف" بين مالديني و"أولتراس" ميلان، في موسم 1997-98، عندما خسر الفريق "على الورق" ضد بارما، حيث أوقف أنصار الفريق المباراة بسبب احتجاجاتهم، ليقرر الاتحاد الإيطالي لكرة القدم منح النقاط الثلاث للفريق الخصم، وهو ما أغضب باولو، الذي أكد في ذلك الوقت أن الجماهير هي المسؤولة عن خسارة فريقها نقاط اللقاء. في الموسم الموالي تُوج ميلان بلقب الدوري الإيطالي واحتفل مالديني باللقب في حين تجاهل الجماهير.
وبعد سنوات من "الخصام"، جاء نهائي دوري الأبطال لسنة 2005 ضد ليفربول، حينها طلب مالديني من الأنصار التوقف عن إطلاق صافرات الاستهجان وتشجيع اللاعبين، ثم في موسم 2007-08، وبينما احتجت الجماهير على النتائج السلبية التي كان يحققها الفريق، خرج المدافع التاريخي وصرح قائلا: "ليست لهم علاقة بكرة القدم".
* "باريزي قائدنا الوحيد"
رغم مسيرته "الطويلة" التي امتدت قرابة 25 عاما، ورغم لعبه فقط لميلان طوال مسيرته، إلا أن دخوله في "حرب كلامية" مع "كورفا سود"، أصبح مالديني "من المغضوب عليهم"، الشيء الذي جعل "الأولتراس" تعترف بقائد واحد فقط وهو فرانكو باريزي، الأخير قضى 20 عاما في الدفاع عن ألوان الفريق.
واعتزل مالديني كرة القدم سنة 2009، وعندما خاض مباراته الأخيرة في "سان سيرو" ضد روما (خسر ميلان 2-3)، ظن أن أعضاء "الأولتراس" سيسامحونه على ما قام به في الماضي، إلا أنه تفاجأ في يوم "توديع" الملعب التاريخي، بلافتة رفعتها مجموعة "كورفا سود" كتب فيها: "شكرا أيها القائد، فوق أرضية الملعب أنت بطل كبير، لكنك قللت من احترام من جعلوك ثريا"، وفي رسالة أخرى كتبوا: "شكرا جزيلا على 25 عاما من حياتك المهنية المجيدة. (الرسالة) من أولئك الذين وصفتهم بالمرتزقة والمتشردين".
ولم تتوقف المجموعة عند هذا الحد، ورفعت قميص ميلان عليه الرقم 6، في إشارة إلى باريزي، ورددوا عبارة: "قائدنا الوحيد"، ما دفع مالديني لإلغاء احتفالاته وذهب إلى مستودع الملابس، رغم محاولات زملائه لدفعه إلى تغيير قراره، ثم قال المدافع الإيطالي: "أنا فخور لأنني لست واحدا منهم"، في إشارة إلى أعضاء "كورفا سود".