تقرير خاص | بين أندية اكتسبت "مناعة" وأخرى تأثرت ماديًا.. يبقى السؤال مطروحًا حول دور الجامعة في حماية الفرق الوطنية في مرحلة "ما بعد كورونا"؟ - El botola - البطولة

فوزي لقجع رئيس الجامعة وسعيد الناصيري رئيس الرابطة الاحترافية

تقرير خاص | بين أندية اكتسبت "مناعة" وأخرى تأثرت ماديًا.. يبقى السؤال مطروحًا حول دور الجامعة في حماية الفرق الوطنية في مرحلة "ما بعد كورونا"؟

إسماعيل نعمان
06 يونيو 2020على الساعة21:45

ما إن سجلت المملكة أول حالة إصابة بـفيروس "كورونا" فوق التراب الوطني، حتى سارعت السلطات المختصة لإتخاذ العديد من الإجراءات الإستباقية، والتي تهدف لتطويق الوباء قبل استشرائه بين صفوف المواطنين، وهو المعطى الذي نجحت فيه لحدود اللحظة.


ومن جملة القرارات المتخذة، إعلان جامعة كرة القدم عن إجراء مقابلات "البطولة الإحترافية" خلف أبواب موصدة، قبيل الثاني من مارس (تاريخ تسجيل أول حالة)، قبل أن تقرر بعدها تعليق النشاط الكروي بصفة كلية.


توقيف النشاط الكروي بالمملكة، لم يصاحبه جدل في البداية، بقدر ما عرف استحسانا كبيرا من الفاعل الرياضي المغربي، وهو الأمر الذي حاولت الأندية تداركه عن طريق مجموعة من الحلول التي تهدف لمواصلة اللاعبين لبرامجهم التدريبية، ولو عن بعد.


لكن مرور الأيام كان كفيلا بإنهاء "الهدنة"، وإيقاظ بوادر أزمة كان اللاعبون طرفا فيها، ووباء "كورونا" مسببا لها، وتعليق النشاط الكروي محفزا على ظهورها وتطورها.


ووسط ثلة من المقترحات التي ترمي لإستئناف الأنشطة الكروية بالمملكة، ضاعت العديد من الأندية الوطنية وسط براثن الأزمة المالية، وهو ما يدفعنا لطرح تساؤلات حول مستقبل الأندية الوطنية لمرحلة "ما بعد كورونا".


ورغم ذلك فالمشاكل التي تسبب فيها تعليق النشاط الكروي بالمملكة، لم يزد إلا من مقاومة بعض الأندية لرياح الأزمة العاتية، وعلى رأسها قطبا مدينة الدار البيضاء الرجاء والوداد الرياضيين، بالإضافة لأندية حسنية أكادير والدفاع الحسني الجديدي...


وبالمقابل لعب توقيف منافسات "البطولة الاحترافية" في قسميها الأول والثاني دور القشة التي قسمت ظهر البعير، بالنسبة لبعض الأندية الوطنية على غرار مولودية وجدة، النادي القنيطري، اتحاد طنجة وجاره المغرب التطواني.


تخفيض الرواتب وصرف المنح العالقة

توقيف النشاط الكروي بسبب تفشي الوباء، إن كانت له تبعات جد سلبية على العديد من الأندية، فهناك بعض الفرق التي غردت خارج السرب وأظهرت مناعتها في مواجهة الأزمة، بتفعيل توصيات الاتحاد الدولي التي تنص على خفض رواتب اللاعبين والطاقم الفني، للحد من الخسائر الكبيرة التي يعرفها القطاع الرياضي.


وتتماشى هذه الخطوة مع العديد من المبادرات التي أقدم عليها ممثلو "البطولة الاحترافية"، للمساهمة في مواجهة الجائحة سواء في إطار رياضي محض، أو تدعيما للجهود الصحية التي ترمي للتغلب على الوباء، لعل أبرزها ضخ بعض الموارد المالية في صندوق تدبير "كورونا"، أو عن طريق التبرع بمداخيل المباريات الإفتراضية التي تنظمها ضد الفيروس، إلى جانب توفير المركبات الخاصة بالتداريب لعلاج بعض المرضى.


"تفعيلا لتوصيات الاتحاد الدولي لكرة القدم والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بآثار وباء فيروس كورونا على الالتزامات المالية للأندية، توصل نادي الرجاء الرياضي والطاقم التقني للفريق الأول، إلى اتفاق يقضي بخفض أجور الطاقم بنسبة 50٪"، هكذا أعلنت الصفحة الرسمية لـ"النسور" على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" عن خفضها لأجور اللاعبين والمدرب، وهو الأمر الذي لاقى ترحابا كبيرا من كل أفراد الأسرة الرجاوية.


وعلى نفس الدرب سار فريق الوداد الرياضي الذي وافق لاعبوه ومدربه الإسباني، خوان كارلوس غاريدو، على خفض أجورهم، ورمي وعود الرئيس سعيد الناصيري التي تنص على عدم المساس برواتب ممثلي الفريق الأول خارج النص، خدمة لمصلحة الفريق العليا.


وسارت فرق الحسنية ونهضة بركان على نفس النهج، حيث فضل الحبيب سيدينو، رئيس "غزالة سوس" صرف جل المستحقات العالقة بالنسبة للاعبيه وموظفيه، على أن يتم تأجيل النظر في خصم 50٪ من الرواتب للأيام القليلة المقبلة، وهو الأمر الذي أكدته مصادر خاصة ل"البطولة".


وأكد أمين الكاس، لاعب الفريق البرتقالي، تماشي الفريق مع هذه المبادرات حيث اوضح في تصريحات إعلامية أن اللاعبين والإدارة جسم واحد، وأن أي قرار بخصوص تخفيض الأجور سيحظى بقبول من قبل اللاعبين.


بين تأخير في صرف الرواتب وانعدام الموارد المالية .. أندية تجد نفسها وسط دوامة المشاكل المادية


ولم تسلم جل الأندية الوطنية من رياح الأزمة، حيث تخطت آثار "كورونا" المجالين الصحي والإقتصادي لتجثم بشكل كبير على التدبير المالي لبعض الفرق الوطنية، والتي تواصل الغرق رويدا رويدا في مستنقع المشاكل المادية.


وأدى توقف الكرة عن دحرجتها بالملاعب المغربية للمساس بالوضعية المالية للعديد من الفرق الوطنية، فبين انعدام الموارد وتماطل الإدارة عن دفع المستحقات المالية، يجد لاعبو بعض الأندية أنفسهم بين مطرقة الأزمة المالية وسندان الإلتزامات، باعتبار غالبيتهم مسؤولين عن الإنفاق على أسرهم.


ومن الأمثلة الكثيرة على سوء الأوضاع لدى أندية "البطولة الإحترافية"، الغضب العارم الذي ساد صفوف الفريق الطنجاوي، بعد أن أقدمت الإدارة على صرف راتبين وحرمان اللاعبين من آخرين، مع تخفيض مستحقاتهم الشهرية ل 50٪ دون استشارتهم، وهو الأمر الذي خلف موجة استهجان كبيرة من قبل نجوم "IRT".


"من الصعب ألا نحصل على راتبنا الشهري في هذا الوقت، هناك العديد من اللاعبين مسؤولون عن أسر ويعيشون محنة حقيقية هذا الشهر"، يقول هشام المجهد، حارس ممثل مدينة "البوغاز" في إحدى التصريحات الصحفية.


ورفض المغرب التطواني، الممثل الآخر للجهة الشمالية مقترح الإدارة الخاص بتخفيض الأجور نظرا للمشاكل التي يعاني منها اللاعبون، حيث صرح عبد الواحد الشخصي، لاعب "الحمامة" قائلا: "لقد منحنا الإدارة مهلة لحل مشاكلنا المالية، لهذا نأمل من الرئيس رضوان الغازي، حل الأزمة والإبتعاد قليلا عن الإنتقادات التي طالته مؤخرا".


وعلى نفس الدرب، وجد لاعبو المولودية الوجدية أنفسهم محرومين من راتب آخر شهرين، وسط إشاعات حول إمكانية تقليص رواتب اللاعبين للنصف، وفق ما أكدته مصادر خاصة لـ"البطولة".


ولم تسلم أندية القسم الثاني من شبح الأزمة المالية، حيث يعيش النادي القنيطري على وقع المشاكل المادية، والتي من المحتمل أن تعصف باستقرار الأوضاع داخل البيت الأخضر.


وسبق للاعبي الفريق المتوج بـ"الدوري المغربي" أربع مرات، أن كشفوا لـ"البطولة" عن حجم المعاناة التي يتكبدونها بسبب تعليق النشاط الكروي بالمملكة، وسط وعود وهمية من الإدارة التي تماطل في تسوية الأوضاع.


ويقول أحد لاعبي "الكاك" لـ"البطولة": "لا زلنا لم نتوصل بعد برواتب متأخرة لأربعة أشهر، وثلاث أشهر من ثمن كراء الشقق، بالإضافة للمنح وغيرها من الأمور المتعلقة بالجانب المادي".


وفيما من المنتظر أن يستمر مسلسل المعاناة لدى الفرق الممثلة لـ"البطولة الاحترافية" بين أندية تقاوم الأزمة، وأخرى تحاول ما أمكن التمسك بخيط الأمل الرفيع، فإن المتتبع الرياضي الوطني يبقى متسائلا حول الدور الذي تلعبه الجامعة الملكية والمسؤولين عن القطاع الرياضي بالبلد في حماية الأندية من نيران أزمة سترخي بظلالها لا محالة على مستقبل الكرة المغربية.


وحتى تقدم لنا الأيام المقبلة إجابات حول مصير الأندية الوطنية في فترة "ما بعد كورونا"، فإن الجامعة الملكية لكرة القدم تبقى مطالبة باعتبارها المسؤول عن الفرق المغربية بالبحث عن حلول لتسوية الجانب المادي للأندية، تفاديا لزيادة الوضع تأزيما لدى فرق كانت ولا زالت تعاني ماديا حتى قبل ظهور "الوباء".

طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة