أديبايور يتحدث عن "الفقر" الذي عاشه في طفولته.. وكيف عانى بسبب العنصرية
جمال ملكي - البطولة
اعترف المهاجم التوغولي إيمانويل أديبايور، أنه عاش "الفقر" حين كان طفلا، لدرجة أنه كان يقضي حاجته في الشاطئ، كون المنزل الذي كان يعيش فيه رفقة عائلته، لم يكن به مرحاض.
وأجرى أديبايور، مقابلة مع صحيفة "ديلي ميل"، اعترف فيها بأنه كان يعاني، لدرجة أنه بدأ يشعر في بعض الأحيان، أنه لم يعد مثل باقي البشر: "شعرت أنني لم أعد إنسانا. كنت أتعرض لسوء المعاملة أكثر من اللازم. كنت على استعداد للموت...".
وقبل الحديث عن معاناته، كشف أديبايور عن أول اتصال له مع فينغير، الذي قرر أن يضمه إلى أرسنال: "كان عمري 21 سنة، حين اتصل بي فينغير لأول مرة. كنت لاعبا لفريق موناكو، كنت عطلة في التوغو، ألعب كرة القدم في الشارع. أحد أصدقائي أخذ هاتفي وأخبرني أن فينغير يتصل. قلت له: 'لا تكن سخيفا'، وطلبت منه أن يضع الهاتف. رن الهاتف مرة ثانية، أخذته، وفعلا كان فينغير هو المتصل".
وأضاف لاعب إسطنبول باشاك شهير التركي: "لما أخذت الهاتف، سمعت فينغير يقول 'أهلا'، أخبرني هل أنا مهتم بالانتقال إلى أرسنال، فقلت 'أنا أكثر من مهتم'، فأخبرته أنني سأكون حاضرا في اليوم الموالي، فقال لي: 'حافظ على هدوئك'، سألني هل لدي شروط، أهم شرط بالنسبة لي، كان هو الحصول على الرقم 25، للاعب كانو، والخزانة الخاصة به في مستودع الملابس، لقد كان قدوتي. فينغير أخبرني أن طلبي مقبول".
وأشار أديبايور، أن أرسنال، فريق لا يحتفظ بنجومه، مشيرا أن كل من يرحل، يصبح 'خائنا'، وتحدث عن سيسك فابريغاس كمثال، وقال: "إذا ذهب سيسك إلى برشلونة، فإنه سيحصل على راتب أكبر، والكثير من الرعاة، وفي نفس الوقت سيعود إلى بلده. ماذا فعل أرسنال لإبقائه في النادي؟ لا شيء. الآن يقول المشجعون إنه غير مخلص. عندما تغادر أرسنال، تصبح خائناً، بغض النظر عما قمت به.نفس الشيء حدث مع فان بيرسي".
ثم كشف كيف تم إخباره بأنه سيرحل عن أرسنال: "وقعت عقدا لمدة 5 مواسم مع أرسنال. عندما عدت لأبدأ التحضير للموسم الجديد، قال لي فينغير 'عليك أن تغادر'، فقلت له 'لماذا علي الرحيل؟'، طلبت منه البقاء لموسم آخر، وإذا لم أقدم الإضافة حينها سأرحل. شعرت أنه يريد أن يقول 'لا'، كونه أخبرني أنه إذا بقيت في الفريق، فلن يعتمد علي. حين تسمع هذا الكلام فعليك الرحيل".
وبما أن العنصرية هي حديث الساعة في عالم كرة القدم، فإن أديبايور كشف معاناته مع هذه الظاهرة، وقال: "لم أتحدث عن هذا الموضوع في الأسابيع الأخيرة. عندما كنت أحتفل، الاتحاد الإنجليزي يفرض علي غرامات، ويعاقبني. في حين لا يحدث أي شيء مع جماهير أرسنال، وبالتالي فإن العنصرية حاضرة منذ فترتي، وقبلها".
وأضاف البالغ من العمر 35 سنة: "أتذكر، في إحدى المباريات دخلت إلى الملعب، وجماهير أرسنال كانت حاضرة. أبرز ما أثار انتباهي، هي هتافات كانت تقول 'والدة عاهرة، ووالدك يغسل الأفيال'... لكن الظاهرة استمرت. فكيف يمكنني الرد؟ لم يكن عندي صوت ضد آلاف المؤيدين. الآن الاتحاد الإنجليزي يريد إيقاف العنصرية؟ أنا آسف، لكن لا يمكن فعل ذلك بهذه الطريقة. لقد فات الأوان، وتعبنا. أرى ما يقوم به ماريو بالوتيلي وديديي دروغبا على إنستغرام. كم مرة يتعين علينا نشر شيء معين؟ علينا أن نتفاعل. علينا أن نغادر الملعب".
وبعيدا عن مشاكله مع كرة القدم، فإن أديبايور تحدث عن "الفقر"، وكيف عاش طفولته: "كان الماء يتسرب من سقف المنزل، وبالتالي كنت أستيقظ كل ليلة، لتجفيفه. لم يكن لدينا كهرباء، كنا نكتفي بالشموع لإضاءة البيت. وأيضا لم يكن لدينا مرحاض، كنا نذهب مسافة ميل لقضاء حاجاتنا، يمكنك أن تتخيل نفسك، وأنت تقضي حاجتك في الشاطئ، والرياح قوية... هذه كانت حياتي".
وأضاف: "كنا نتجول بين الأحياء، لأجد شاشة تلفاز، لمشاهدة كرة القدم، لكنني كنت أعتقد أن اللاعبين الذين كنت أشاهدهم، كانوا غير حقيقيين. كنت أعتقد أنها كانت لعبة، يمكنك فيها أن تضع الصور في الصندوق الأسود. عندما أصبحت لاعب، وقال الناس إنهم رأوني على شاشة التلفاز، حينها بدأت أعتقد أن جورج وياه كان حقيقياً. ربما زيدان حقيقي. هكذا رأيت كرة القدم في طفولتي".