حصاد المُحترفين | زياش وَفيٌّ للتألق وحكيمي ثابت الإيقاع وعليوي يعود بقوة

انقضت الجولة الماضية من الدوريات الأوروبية على وقْعِ بروز العديد من اللاعبين المغاربة الذين قدَّموا الإضافة لأنديتهم، وأبلوا البلاء الحسن، كامتدادٍ بالنسبة للكثيرين منهم للمستويات التي بدأوا يعزفون عليها منذ بداية الموسم الكروي الجاري، على غرار حكيم زياش وأشرف حكيمي. 

في المقابل، شكَّلت نهاية الأسبوع الفارط مناسبة لتسجيل لاعبين آخرين لعودتهم إلى الواجهة، وإعادة تقديم أوراق اعتمادهم، كما هو الحال لرشيد عليوي، مهاجم أولمبيك نيم، الذي تعافى من إصابة لازمته لعدة أشهر وانضم من جديد إلى زملائه في معترك التباري.

زياش وحكيمي .. ثبات في الأداء 

لعلَّه أفضل المحترفين المغاربة في الخارج منذ بداية الموسم، إذ لا يدع حكيم زياش، صانع ألعاب أياكس أمستردام أي مجال للشك في أن ما يُقدِّمه مع فريقه الهولندي يُعد من أجود المستويات بتأكيد من كافة المراقبين والمتابعين، الذين لمسوا تطورا لافتاً في مردود صاحب الـ25 سنة. 

النجم السابق لنادي تفينتي أنشخيده ساهم، كعادته، بجلاء في الفوز الهام الذي حصده أياكس بثلاثة أهداف نظيفة، على حساب فينورد روتردام، حيث أحرز هدفاً ونال أفضل علامة في المباراة من مؤشر "هوسكوريد"، والتي تأتي لتُكافئ زياش على ما أنجزه في اللقاء. 

هذه العروض اللامعة التي وقَّع عليها حكيم تندرج ضمن سيرورة انطلقت منذ بداية الموسم الجاري، عُنواها التألق اللافت، وهو ما يضع اللاعب في صدارة أفضل لاعبي فريقه هذا الموسم بعلامة "8.63" من قبل المؤشر السالف الذكر. 

وعلى نفس الدَّرب، يسير المغربي الآخر أشرف حكيمي، ظهير فريق بوروسيا دورتموند، والذي يأبى إلا أن ينسج فواصل من التألق في كل مباراة يخوضها مع النادي الألماني، آخرها المواجهة الأخيرة أمام هيرتا برلين، التي حسمها التعادل بهدفيْن لمثلهما، ضمن الجولة التاسعة من "البوندسليغا". 

اللاعب البالغ من العمر 19 سنة، قدَّم تمريرة حاسمة وذكية أتاحت للقائد ماركو رويس الانفراد بالحارس والإنجليزي جادون سانشو إيداع الكرة في الشباك، وهو ما رفع الرصيد الإجمالي من التمريرات الحاسمة للمغربي إلى ستة، فضلاً عن هدف سجَّله في أول لقاء له أمام نورنبيرغ. 

رشيد عليوي .. أحلى عودة

لم يتأخر رشيد عليوي، مهاجم أولمبيك نيم، كثيراً كي يُعيد الحياة إلى علاقته بالشباك، حيث احتاج إلى أقل من 60 دقيقة كي يزور المرمى، عقب عودته من إصابة طويلة أبعدته عن المنافسة منذ آواخر الموسم الكروي المنصرم. 

وفي رابع لقاء يُشارك فيه المغربي كاحتياطي هذا الموسم، نجح صاحب الـ26 سنة في تسجيل هدف قاد به نيم إلى تحقيق التعادل أمام سانت إيتيان، لحساب الجولة الـ11 من الدوري الفرنسي، رغم أنه خاض 20 دقيقة فقط من المباراة كبديل. 

وسيرفع هذا الهدف من رأسمال الثِّقة لدى المهاجم المغربي الذي غاب عن نهائيات كأس العالم الأخيرة، كما سيُعزِّزُ فرصه للحصول على دقائق لعب أكثر في المباريات المقبلة بقيادة مدربه برنارد بلاكارد. 

مصطفى الكبير يَشعُّ بروزاً في تركيا 

يمضي المغربي مصطفى الكبير، مهاجم أنقرة غوتشو التركي، أحد أفضل مواسمه، وهو الذي يحوز مركزاً أساسيا داخل فريقه، نظراً للإضافة التي يُقدِّمها، خاصة على المستوى الهجومي، بإحرازه ثلاثة أهداف في ثمانية مباريات منذ بداية المسابقة. 

اللاعب البالغ من العمر 30 سنة كان في الموعد خلال مقابلة فنربخشه، ودوَّن هدفاً، أتاح به لفريقه تحقيق انتصار ثمين وهام للغاية بثلاثة أهداف لهدف على أحد أقطاب الكرة التركية، ليتقدم بذلك إلى المركز السادس في سلم ترتيب الدوري برصيد 16 نقطة. 

وحاز الكبير على لقب أفضل لاعب في المواجهة من طرف "هوسكوريد"، بفضل ما قدَّمه في اللقاء من مستويات جديرة بالإشادة والثَّناء. 

بوربيعة وأيت بناصر .. بهدوء لكن بثبات 

يمضي مهدي بوربيعة، متوسط ميدان ساسولو الإيطالي، في مسارٍ تصاعدي منذ بداية الموسم الحالي، يعكس الأداء المميز الذي بصم عليه في المباراة الأخيرة أمام بولونيا، التي آلت إلى التعادل بهدفيْن لمثلهما، برسم مسابقة الدوري الإيطالي. 

وقدَّم المغربي الذي يبلغ من العمر 27 سنة مردوداً مثاليا في المباراة التي شارك فيها كاملة، غير أنه لازال بإمكانه التوقيع على عروض أفضل، بالنظر إلى الإمكانيات الخام التي يزخر بها اللاعب، والتي قد تُتيح رفع الإيقاع في حال اشتغل على تطويرها. 

أما يوسف أيت بناصر، الذي يقضي أولى مواسمه مع موناكو، بخلاف الموسميْن الماضييْن اللذيْن أُعيرا فيهما إلى نانسي وكان، فإنه صار يحتل مكانة هامة في منظومة المدرب الفرنسي الجديد، تييري هنري، إذ شارك اللاعب في المقابلات السابقة كأساسي. 

اللاعب الشاب أبلى البلاء الحسن في لقاء ديجون الذي شارك فيه كاملاً، وأكد استحقاقه للثقة التي يضعها فيه "الغزال الأسمر"، بخلاف المدرب البرتغالي السابق ليوناردو جارديم الذي لم يكن يزج بمتوسط الميدان المغربي في مناسبات كثيرة.