
هيرفي رُونار
"Monsieur" رونار .. كَفانا مُجاملات
بقلم : يوسف الشافعي
قَدم المُنتخب الوطني المغربي أمام جُزر القمر وَجها شاحبا وصُورة قاتمة لفريق أُصيب بجُنون العظمة بعد مُشاركة مُونديالية وَصفها البعض بالمُقنعة، رغم أن الحصيلة كانت نُقطة واحدة ومركز أخير .. تلك النقطة كَانت بمثابة الشجرة التي تُخفي الغابة، فَتَعالت الأصوات مُطالبة باستمرار "الثعلب" هيرفي رُونار مُدربا للنخبة المغربية .. وهُو ما جَعله يُرخي جَناحيه مُسيطرا على الوضع ضاربا عرض الحائط المَبادئ التي أرسى عليها مَشروعه في البداية ..
بَعد مُرور مَوجة الحُلم المُونديالي الخَادع، ومُسلسل "الثعلب" الثائر .. كَبُرت الآمال، فتَعالت طُموحات الأسود مُؤكدين أن الهدف التالي هُو المُنافسة على الظفر بلقب كأس إفريقيا .. فَتناسى هيرفي رُونار كُل الأسماء التي أَبانت عن أحقيتها في حمل القميص الوطني، مُشددا على ضرورة الحفاظ على النواة رَغم تعارضها مع المَبادئ التي وَضعها في البداية، وكَانت سببا رئيسيا وراء اغتيال أحلام أسماء وازنة في تمثيل النُخبة الوطنية ..
مُباراة جُزر القُمر جاءت بمثابة الصدمة، فدقت جرس الإنذار الذي رَفض "الثعلب" الفرنسي الاستجابة لندائه بعد مُباراة مالاوي الماضية والتي أعطت إشارات بأن الأمور لا تسير على ما يُرام .. وَعَادَ مَرة أخرى لتَبني مبدأ المُجاملات، فَشاهدنا شَارة قيادة المُنتخب تُزين ذراع "العاطل" مبارك بُوصوفة، الذي أنهكته العَطالة فَوجدَ نفسه يَقُود مُنتخبا قِيلَ عَنه أنه سيُنافس كِبار إفريقيا .. وعَاد المُدرب الفرنسي لمُحاباة نبيل درار الذي يُعاني التهميش في فريقه التُركي، لكنه لم يَبحث عن تغيير الأجواء بحثا عن التنافسية، لعلمه المُسبق أن مَكانته في المُنتخب لا تُمس ..
وكَان رُونار قد استثنى لاعبي الدوريات الخليجية من حمل القميص الوطني، ما عَدا بوصوفة، الذي يُعتبر بالعامية "مُول البالون في المغرب"، لينضم إليه كُل من نُور الدين أمرابط وكريم الأحمدي، هذا الأخير الذي يُعاني رُفقة فريقه الاتحاد السعودي، مُتذيل دوري "طَال عُمره"..
ولأن نَبيل الزهر "مَاعندو زهر" وسُفيان بُوفال تم وضعه في خانة الإهمال .. وَجدنا مُنتخبنا الوطني يلعب في وقت من الأوقات بمُهاجمين "صريحين" كلاعبي أروقة "جناحين"، ليس لشيء وإنما لأن "الثعلب" رُونار أصر على اختياراته التي طَبعتها المُجاملات .. وأصبحنا نَملك مُنتخبا يُعاني عموده الفقري من نقص حاد في التنافسية، بلاعبين يَغيبون عن أنديتهم، وآخرون يُمارسون في دوريات كان لاعبوها يَحتاجون لـ"فيتو بوصوفة" للتواجد رُفقة المُنتخب.
مُباراة اليوم لقنت "الثعلب المُتعجرف" درسا صريحا في ضرورة إيجاد الحُلول بعيدا عن سياسة "أنَا أكثركم مَعرفة" .. كَفَانا مُجاملات "Monsieur" رونار..