تركي آل الشّيخ "المتناقض" يتودَّدُ للمغاربة .. وهُم: "دَعمُك لنا مرفوضٌ"

في غُضون ثلاثة أشهر فقط، اتَّخذ تركي آل الشّيخ، رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، الموقف ونقيضه، وعزَفَ على أوتارٍ مُتعارضة؛ فبعدما أعلن، شهر يونيو الماضي، دعمه للملف الأمريكي لتنظيم نهائيات كأس العالم 2026 على حساب المغرب، عاد ليُعلن مُساندته للمملكة في حال أُتيحت لها مهمة استضافة كأس أمم إفريقيا 2019 بدلا من الكاميرون.

وفي خضمِّ الصَّراع المغربي أمام نظيره الأمريكي والمكسيكي ثم الكندي للفوز بشرف احتضان نسخة 2026 من المونديال، سخَّر رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية كافة إمكانياته واستخدم جميع وسائل الضَّغط من أجل حشد الدَّعم لصالح الملف الأمريكي، مُفضلا المصالح والحسابات السياسية على ما يجمع المغرب والسعودية من قواسم مشتركة. 

موقف تركي آل الشيّخ لم يقتصر على مؤازرة الولايات المتحدة الأمريكية، بل تعدَّاه ليصير ما يُشبِهُ عداءً للمغرب، حيث قال في تغريدات سابقة عبر حسابه الرسمي على الموقع الاجتماعي "تويتر": "لم يطلب أحد أن ندعمه في ملف 2026، وفي حال طُلب منا سنبحث عن مصلحة المملكة العربية السعودية أولا ... اللون الرمادي لم يعد مقبولا لدينا ...!". 

غير أن اصطفاف المسؤول السعودي ضد مصلحة المملكة لم يُفاجئ المغاربة بقدر ما استغربوا تودُّده لهم، حينما نشر، يوم أمس الخميس، تغريدةً على موقع التدوين المصغر، جاء فيها: "بصفتي رئيسا للاتحاد العربي لكرة القدم أعلن عن دعمي الكامل للمغرب الشقيق في استضافة بطولة الأمم الأفريقية بدلاً من الكاميرون. كما أعلن عن تسخير كل الإمكانات في حال طلب مني الأشقاء من المغرب ذلك". 

كما أضاف ذات المصدر في تغريدة أخرى: "جنّه ...جنّه ... جنّه .. مغرب يا أهلنا ... وإن شاء الله كأس أفريقيا في المغرب"، وهو ما قوبل بموجة اسْتِهجانٍ من طرف الرأي العام الوطني، والذي صدُّ عرضه لمساعدة المغرب لاحتضان "كان 2019"، مؤكدين (المغاربة) له أنه مزَّق كافة آواصر الود والاحترام مع المملكة ولم يعد هناك خطُّ للرِّجعة. 

وانْطلق العديدون في نعت آل الشيخ بوصف "السكيزوفريني" الذي يتبنَّى الرأي ونقيضه، داعين إياه إلى تسخير الإمكانيات التي يُريد مساعدة المغرب بها في قضايا تحمل أبعاداً إنسانية وقومية، قبل تذكيرهم إياه كذلك بدعمه السابق للولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك ثم كندا، إذ اعتبروه خاضعاً ومُنصاعاً وطيِّعاً للأوامر القادمة من "بلاد العم سام". 

ويُعتبر المغرب من المُرشَّحين لاستضافة نهائيات كأس أمم إفريقيا الصيف المقبل بدلا من الكاميرون، ذلك أن هذه الأخيرة تعترضها مجموعة من الصعوبات في تهيئ نفسها لوجيستيكيا وعلى مستوى البنية التحتية لتنظيم الحدث القاري، علما أن الحسم النهائي في هذا الشأن سيتم من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في الأيام القليلة المقبلة.