
نَرْجُو مِن مسؤُولينا الإِستفَادة من درْس الكْروات فالإِصلاح يبدأ من الذّات أولاً.. وداعاً "المونديال"!
محمد زايد (البطولة)
كرة القدم لا تهب أفراحها دائما للأجدر أو الأمتع أو الأكثر احتكارا، أو حتى الأكثر شعبية، بل تتحكم بها و فيها تفاصيل دقيقة تتغير من مباراة لأخرى ومسابقة وأخرى، وحتى دقيقة و أخرى.
كما تفوقت كرواتيا على بعض المستويات، تفوقت فرنسا في أخرى منحتها اللقب العالمي، ولو أن هذا التفوق أقل متعة وإجماعا بالجدارة، لكنه واقعي وراسخ، وهنا تكمن حلاوة ومتعة هذه المستديرة، أي في "الاختلاف".
كرواتيا التي يبلغ عدد ساكنتها أقل من 5 ملايين نسمة، أي تقريبا عدد سكان مدينة الدار البيضاء، نالت احترام وتقدير وتعاطف العالم أجمع، و فتحت الباب أمام منتخبات وفِرق كروية للتشبث بالأمل والثقة والطموح لبلوغ أعلى المراتب، وأن المستحيل كلمة ليست لها مكانة في عالم "كرة القدم".
مبروك لفرنسا كرها لا طوعا، و مليون مبروك لكرواتيا إنجازها هذا رغم عدم التتويج، نودع هذه المسابقة التي ألفناها واعتدنا على مبارياتها على أمل معاودة الوصال إن بقي في العمر فترة، و نعود لمسابقاتنا ومشاكلنا و بطولتنا، ومستوانا الذي نأمل يوما أن يتطور ويتحسن نحو الأفضل، و لم لا نشاهد منتخبنا نحن أيضا مكان كرواتيا في يوم من الأيام، ما دام عدد ساكنة الشعوب و عدد الممارسين ليس مقياسا، ومستوى الدوري المحلي لا يُقاس عليه أيضا، إلا إذا كان الدوري الكرواتي أفضل من دورينا بكثير.
نأمل أن يتقلد مسؤولون كُرويُون عِندنا مهمة القيادة بإلهام من الكروات، على رأسهم رئيسة البلاد التي أثبتت أن أولى خطوات النجاح تبدأ من شخصية المسؤول قبل أي أحد آخر، نتمنى أن يُستوعب الدرس الكرواتي جيدا.
للتواصل مع الكاتب: m.zaid@elbotola.com