ألمانيا الآسفة تبدأ رحلة البحث عن "أسباب الكارثة" - Elbotola - البطولة

ألمانيا الآسفة تبدأ رحلة البحث عن "أسباب الكارثة"

وكالات: أ.ف.ب
28 يونيو 2018على الساعة15:07

يعود  إلى بلاده الخميس، غداة صدمة الخروج التاريخي المبكر من الدور الاول في ، مع ما سيعانيه المدرب يواكيم لوف من تبعات رحلته الكارثية إلى روسيا، ومحاولة البحث عن الأسباب واستخلاص العبر.


ومن المتوقع أن تحط الطائرة التي تقل أبطال العالم 2014، في مدينة فرانكفورت عند الساعة 14:20 بالتوقيت المحلي (12:20 ت غ)، غداة الخسارة أمام 0-2 في الجولة الثالثة الأخيرة من المجموعة السادسة، والتي أدت إلى إقصاء المنتخب من المرحلة الأولى للمونديال للمرة الأولى منذ 1938.


عبر حسابه الخاص على موقع "تويتر"، قدم المنتخب رسالة اعتذار إلى "المشجعين الأعزاء، لقد خاب أملنا بقدركم. نحن آسفون لأننا لم نلعب كأبطال للعالم. لهذا استحقينا الإقصاء، بقدر ما كان مريرا".


أقر لاعبو المنتخب بأنهم كانوا دون التوقعات، بعدما ظهر المنتخب كشبح للفريق الذي كان يحسب له ألف حساب، واعتبر من أبرز المرشحين للاحتفاظ بلقبه، ليكون أول منتخب منذ 1962 يحقق ذلك.


"نحن جميعا ارتكبنا أخطاء" قالها بعد خسارة الأربعاء التي كانت الثانية لأبطال العالم في الدور الأول، بعد المباراة الأولى أمام (0-1). لم يفز المانشافت سوى مرة في المباريات الثلاث، وكان ذلك بشق النفس على (2-1) في المباراة الثانية.


"جميعا" تشمل اللاعبين ولوف ومدير المنتخب أوليفر بيرهوف.


لم ترحم الصحافة الألمانية منتخب بلادها. "لا كلمات" لتعبر بها صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار، و"عار تاريخي" بحسب "دير شبيغل".


ليست ألمانيا أول حامل للقب يخرج من المرحلة الأولى. سبقتها ايطاليا في 1950 في أول بطولة بعد توقف بسبب الحرب العالمية الثانية، والبرازيل في 1966، وفرنسا في 2002، وايطاليا في 2010 واسبانيا في 2014...


بعد فترة ذهبية من 12 عاما تولى خلالها الاشراف على المنتخب وقاده الى الفوز بمونديال 2014 في البرازيل، سيواجه لوف مصيره بعدما اعتمد تكتيكات خاطئة وأبقى على ثقته بلاعبين لم يقدموا المتوقع منهم.


- "صدمنا" -

قائد المنتخب حارس المرمى قدم تقييما مؤسفا للمشاركة المتواضعة "لا يمكنك أن تشعر بأننا كنا نلعب في كأس العالم".


بدوره، قال توماس مولر "لقد صدمنا". كان مهاجم بايرن ميونيخ الذي سجل خمسة أهداف في مونديال 2014، من أكثر اللاعبين المخيبين في روسيا 2018. قال لوف عنه قبل مباراة كوريا الجنوبية انه يحافظ على ايجابيته وسيقدم أداءه المعهود. أبقاه على مقاعد الاحتياط ودفع به بديلا... دون جدوى.


تحمل المسؤولية لوف الذي قاد ألمانيا الى نصف النهائي على الأقل في كل بطولة شارك فيها منذ توليه مهامه.


أحرز كأس القارات 2017 بتشكيلة من الشباب، فاعتقد الجميع ان ألمانيا ستكون اللاعب الأقوى في مونديال 2018. لم ير أحد الخيبة آتية.


سيكون لوف تحت المجهر. في مايو الماضي، مدد الاتحاد الألماني حتى 2022، عقد المدرب الذي منح المانشافت الاستقرار والهيبة. حاليا، كل الاحتمالات باتت مطروحة. لوف نفسه قال انه يفكر بالرحيل.


لم تخف الصحف الألمانية الحاجة الى "بداية جديدة" قد لا يوفرها سوى مدرب جديد. لاعبون مثل مولر وسامي خضيرة ومسعود أوزيل وجيروم بواتنغ وطوني كروس، صنعوا فرحة الأعوام الماضية. ظهورهم الهزيل في روسيا 2018، يدفع للاعتقاد بأن السنوات المقبلة تتطلب دما جديدا.


قالت صحيفة "فرانكفورتر ألغيمايني تسايتونغ" ان "انتهاء الاحتفال قبل ان يبدأ فعلا هو أمر يمكن تحمله، لكن فقط في حال أدرك واضعو استراتيجيات كرة القدم الألمانية، الاشارات وتصرفوا على هذا الأساس".


أما صحيفة "كيكر" الرياضية فتحدثت عن "فشل جماعي" بعد الخسارة أمام كوريا. بعد السقوط الافتتاحي ضد المكسيك، كانت قد أصدرت حكما جازما "لا يوجد فريق حقيقي في روسيا".


وضع لوف ثقته أيضا بلاعبين شبان لم يكتسبوا خبرة كافية، على غرار تيمو فيرنر ويوشوا كيميش، ومنح فرصا نادرة ليوليان براندت وليون غوريتسكا وسيباستيان رودي ونيكلاس سوله. أقدم على خطوة بقيت دون تفسير مقنع: استبعاد لوروا سانيه، لاعب مانشستر سيتي وأفضل لاعب شاب في الدوري الانكليزي، من التشكيلة التي سافرت الى روسيا.


ويرى الخبير الالماني رالف هونيغشتاين ان "ثمة العديد من اللاعبين يعتبرون انفسهم سفراء اللعبة ومن طينة فريدة"، لكنهم يبدون اهتماما بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي اكثر من التركيز على كرة القدم.


على هامش الرياضة، كانت السياسة حاضرة أيضا، وانشغلت ألمانيا لأسابيع في نقاش حول مسعود أوزيل وايلكاي غوندوغان. لاعبان من أصول تركية، التقطا صورة في لندن الى جانب الرئيس رجب طيب أردوغان، ما تسببت بعاصفة لم تهدأ رياحها حتى الآن.


ينس ماير، النائب عن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المناهض للهجرة، اختصر معاناة المنتخب بأربع كلمات "لولا أوزيل، لكنا فزنا!".


كانت ألمانيا تتفاخر بأنها "منتخب بطولة" يعرف كيف يقتنص الفرصة، لكن هذه المقولة تحطمت في روسيا. فاز المنتخب في مبارياته العشر في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال، الا انه حقق منذ ذلك فوزا واحدا فقط في ست مباريات ودية تحضيرية للمونديال.


مسار انحداري لخصه هوميلس "آخر مرة لعبنا فيها بشكل جيد كانت في خريف 2017".

طاغات متعلقة