حوار خاص/ تيسودالي لـ"البطولة": "سنُبرهن لبلجيكا وكرواتيا أننا لسنا بلقمة سائغة.. أُشجّع المغرب التطواني وصَبرت كثيراً قبل التحاقي بالمنتخب الوطني" - El botola - البطولة

طارق تيسودالي

حوار خاص/ تيسودالي لـ"البطولة": "سنُبرهن لبلجيكا وكرواتيا أننا لسنا بلقمة سائغة.. أُشجّع المغرب التطواني وصَبرت كثيراً قبل التحاقي بالمنتخب الوطني"

حاوره: أيوب رفيق (البطولة)
23 أبريل 2022على الساعة16:55

تحدّث مهاجم البلجيكي، ، عن مجموعة من المواضيع ذات الصّلة بحاضره الكروي وآفاقه كذلك سواء على صعيد النادي أو مع ، وذلك في حوارٍ أجرته معه "البطولة"، بعد مساهمته في التأهل إلى قطر 2022 رفقة "أسود الأطلس".

وعبَّر تيسودالي عن سروره الغامر بإحراز لقب كأس بلجيكا مع فريقه، والذي سيُتيح لهذا الأخير المشاركة الموسم القادم في منافسة الدوري الأوروبي، مُشيراً في الوقت نفسه إلى أنه سيواصل مضاعفة المجهودات حتى يحافظ على مكانته في كتيبة المنتخب المغربي للحضور في كأس العالم.

وفيما يلي الحوار الكامل:

س: بداية، ما هي المشاعر التي خالجتك وأنت تقبض على ثاني الألقاب في مسارك لحدود الآن وتُتوّج بكأس بلجيكا مع فريقك جينت؟

ج: لا يُمكنني إلا أن أكون سعيداً بهذا اللقب، إنه محطة بالغة الأهمية في مساري الكروي، خاصة أنني أطمح إلى المشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي الموسم القادم للمنافسة على حظوظي للتواجد في نهائيات كأس العالم رفقة المنتخب الوطني المغربي. أنا مُطالب أكثر من أي وقت مضى بالعمل والاجتهاد ومضاعفة المجهودات علّنى أحافظ على مكانتي وأنجح في خوض المحفل المونديالي بقطر نهاية السنة الحالية.

س: كيف تعاملت مع المراحل السابقة التي لم تكن تُستدعى فيها لقائمة المنتخب الوطني المغربي، ونتذكّر في هذا الإطار تدوينة عبر حسابك على "أنستغرام" أبرزت فيها أنك ستستمر في الصّبر والعمل بعد غيابك في بادئ الأمر عن لائحة كأس أمم أفريقيا الكاميرون 2021؟

ج: لقد كُنت على الدوام ساعياً خلف هدف حمل قميص المنتخب الوطني المغربي، احتفظت بهذا الهدف واعتبرت أن اللعب لمنتخب بلدي هو أولوية قصوى في مشواري. كُنت أقول في قرارة نفسي بأنني لست سيئاً أو أقل على مستوى القدرات من الأسماء التي يتم استدعاؤها، لكنني في ذات الوقت احترمت قرارات المدرب وضاعفت إيقاع العمل والاجتهاد، آمنت بنفسي وكُنت أدري أن فرصتي ستأتي وينبغي علي أن أكون مُستعداً لها.

حرصت على مواصلة العمل وركّزت على الرّهانات التي كنت أخوضها مع فريقي، لكن في الآن ذاته كان قلبي ينبض بالرغبة الجامحة في تمثيل المنتخب الوطني الأول، وحمدا لله، فقد كُتبَ لي ذلك، وحصلت على هذه الفرصة التي لطالما بحثت عن التقاطها في السنوات الأخيرة.

س: حدّثنا عن مشاركتكم في نهائيات كأس أمم أفريقيا الكاميرون 2021؟

ج: ينبغي التأكيد أولاً على أننا كنا نملك تركيبة بشرية جيدة للغاية ومجموعة زاخرة بالمؤهلات والإمكانيات الفردية والجماعية، رَاكمنا النتائج الإيجابية في دور المجموعات وثمن النهائي، قبل اصطدامنا بالمنتخب المصري في ربع النهائي. لقد كُنا نسعى بشدة إلى تحقيق الفوز على مصر وكُنا نُدرك في دواخلنا بقدرتنا على بلوغ هذا الطموح وترجمته إلى أرض الواقع.

لكن للأسف، كرة القدم ليست لها موازين ثابتة وتُقدّم لك نتائج مُختلفة في كل مرة، المنتخب المصري لم يكن بالمُطلق أفضل منا، لذلك كان من الصّعب للغاية تقبّل هذه الخسارة وهضمها واستيعابها. هذا الإقصاء حَمل ألماً ثقيلاً لنا، والتفاصيل الصغيرة هي التي تحكّمت في مجريات هذه المواجهة، ففي مقابلات المستوى العالي يُمكن أن تُرجّح كفّتك أبسط الجزئيات وفي نفس الوقت أنت مُعرّض بهوامش بسيطة أن تنهزم وتخسر الرِّهان.

س: كيف ترى المجموعة التي وقع فيها المنتخب الوطني المغربي ضمن نهائيات كأس العالم قطر 2022 إلى جانب كرواتيا وبلجيكا وكندا؟

ج: في مسابقات من هذا النوع، فأنت تحتاج إلى قليلٍ من التوفيق والحظ حتى تكتمل المُعادلة وتحقق ما تصبو إليه. مهمتنا لن تكون سهلة، لكننا قد نستفيد من أن الضغط مُلقى أكثر على كرواتيا وبلجيكا، هذان المنتخبان ربما يعتبران أننا سنكون لقمة سائغة، غير أننا سنُؤدي بالقلب والروح ونبذل بسخاء كل ما لدينا على أرضية الملعب.

سنعمل على أن نبرهن لهما أن المنتخب المغربي قوي بدوره ولديه من المؤهلات والقُدرات ما يكفي لمقارعتهما في كأس العالم، وفرض نفسه كرقم صعب في المسابقة. نحن مؤمنون بأنفسنا ولا نشكو من أي مُركب نقص، سنذهب إلى هناك للمنافسة على حظوظنا بكل ما أوتينا من قوة، ونأمل أن ننجح في الوصول إلى ما نسعى إليه في آخر المطاف.

س: خلال شهر رمضان الحالي، خُضت مع جينت مباريات حاسمة أبرزها نهائي كأس بلجيكا، كيف قَارَبت مسألة الصّوم في ظل هذه المواعيد؟

ج: إنني معتاد على الصوم حتى في فترة المباريات، في هذا الشهر توجت بلقب كأس بلجيكا وأحرزت ثلاثة أهداف وكل هذا تزامن مع صومي. الأمر ليس بالصّعب، وإنما يتطلّب فقط استعدادا ذهنياً. الله سبحانه وتعالى يُزوّد الصائم بالقوة اللازمة حتى لو كان يبذل مجهودا بدنياً. عليك أن تؤمن بالأمر، وعندها ستكون قادرا على فعل أي شيء حتى في أعلى المقابلات إيقاعاً وتنافسيةً.

س: هل تُتابع الدوري الاحترافي المغربي؟ ما هو الفريق الذي تُشجّعه؟

ج: في الواقع، لا أُشاهد كثيراً مباريات الدوري المغربي الاحترافي، لكن النادي الذي أجده أقرب إلى قلبي هو المغرب التطواني، إنني سعيد لهم بصعودهم إلى القسم الأول، إنهم يستحقون هذه الخطوة وقد كانوا في أمس الحاجة إليها. أُشاهد بعض مباريات الفريق وفي الوقت نفسه أحرص على مساندة الأندية الوطنية الأخرى كلما شاركت في المسابقات الخارجية، وكلما أُتيحت لي الفرصة لمتابعة مبارياتها.

س: ماذا عن مستقبلك والوِجهة التي قد تُقبل عليها، هل هناك إمكانية لمغادرة جينت أم أنك ستواصل المسار مع النادي؟

ج: جينت عَرضَ علي عقدا جديداً، وفي ذات الآن أحظى باهتمام في إسبانيا وبلجيكا وكذلك الخليج، لكنني لا أفكر في الذهاب إلى الشرق الأوسط حالياً. أُريد المشاركة في مسابقة أوروبية، لذلك سأبحث مع فريقي الحالي الخطوة القادمة ونقرر الأفضل لنا. الدوري الأوروبي مسابقة مهمة بالنسبة لي، أتطلع إلى اللعب في أفضل مستوى حتى أكون مؤهلاً للمشاركة في نهائيات كأس العالم مع منتخب بلدي.

س: أخيراً، ما رأيك في الجماهير المغربية وما رسالتك إليها؟

ج: الجماهير المغربية هي التي منحتنا وزوّدتنا بالقوة حتى بلغنا نهائيات كأس العالم، من الرائع أن نُشاهد الملعب مُمتلئاً بها في "مركب محمد الخامس" بمدينة الدار البيضاء أمام الكونغو الديمقراطية، أود توجيه الشكر الخالص لهم، ونحن كمجموعة من جانبنا سنواصل العمل والاجتهاد للارتقاء إلى مستوى آمال الأنصار وانتظاراتهم.

سنبذل كل ما لدينا لإسعادهم، وندعوهم إلى أن يحجوا بكثافة إلى قطر لمساندتنا في كأس العالم ونعيش هناك حلماً نُكلّله بإنجاز جديد للكرة الوطنية في المحفل المونديالي. شكرا لهم وديما مغرب.

طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة