مدرب المنتخب الهولندي فرانك دي بور / كأس أمم أوروبا
الصحافة الهولندية: "دفعنا ثمن غباء دي بور في كأس أمم أوروبا"
فتحت الصحافة الهولندية النار على مدرب المنتخب فرانك دي بور، محملة إياه المسؤولية عن الخروج من ثمن نهائي كأس أمم أوروبا بعد الهزيمة 2-0 أمام التشيك، وكانت قد شككت في قدراته قبل انطلاق البطولة لتنتقد الآن "غباءه".
وكتبت صحيفة (دي تيليخراف) على موقعها الإلكتروني "منتخب هولندا يدفع ثمن غباء دي بور"، بينما عنونت نسختها الورقية الصادرة اليوم بـ"بطاقة حمراء للفريق (البرتقالي)".
ووجهت أوسع صحيفة انتشارا في هولندا سهام النقد اللاذع أيضا لممفيس ديباي وفاينالدوم ورفاقهما، معتبرة أنهم لم يتمكنوا من تجاوز "مجموعة من اللاعبين التشيكيين المتواضعين" الذين شبهت مستواهم بأداء فريق جرونينجن المتوسط في الدوري الهولندي، لكنهم أجبروا لاعبي المنتخب الهولندي على "متابعة ما تبقى من كأس أمم أوروبا بمنازلهم".
وأرجعت (دي تيليخراف) هذا الخروج المبكر للفريق الهولندي إلى "خط الدفاع الكارثي" الذي لعب به دي بور والذي انكشف مستواه منذ تولي المدرب لمسؤولية (الطواحين) في شتنبر 2020 والذي قاد الفريق في 15 مباراة فاز في ثماني منها وتعادل في أربع ومني بثلاث هزائم بمعدل انتصارات 53.3%.
ولا تختلف أرقام دي بور كثيرا عن تلك التي حققها رونالد كومان، الذي نجح في قيادة منتخب هولندا إلى كأس أمم أوروبا قبل انتقاله إلى إسبانيا لتولي مسؤولية فريق برشلونة، حيث جلب كومان لهولندا 11 انتصارا وخمسة تعادلات وأربع هزائم في 20 مباراة، بمعدل انتصارات 55%.
وشملت الانتقادات بالطبع خطة 5-3-2 التي لعب بها دي بور أربع مباريات، ووصل الأمر للمطالبة باستخدام طريقة 4-3-3 عبر لافتة على متن طائرة صغيرة حلقت فوق معسكر المنتخب.
لكن هذه الأصوات خفتت بعد تحقيق (الطواحين) للعلامة الكاملة في دور المجموعات وحصد ثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات، حيث كان المنتخب الهولندي أحد الفرق القليلة التي أنهت مرحلة المجموعات بتسع نقاط إلى جوار إيطاليا وبلجيكا.
إلا أن الانتقادات عادت مجددا مدفوعة هذه المرة بخسارة الفريق أمام جمهورية التشيك التي تأهلت بشق الأنفس إلى الأدوار الإقصائية كأفضل ثوالث مجموعات.
واقتصر الإطراء المحدود في الصحف الهولندية اليوم على التشيكيين حيث أثنى الصحفي سام بلانتينج بجريدة (دي فولكسكرانت) على "الخدعة الخططية البسيطة التي نفذها التشيكيون لإبطال فعالية هولندا" والتي لم تكن سوى الضغط على دالي بليند، اللاعب الذي "تبدأ من عنده جميع الهجمات الهولندية".
كما أجمعت وسائل الإعلام الهولندية على الإشادة بـ"شجاعة" منتخب جمهورية التشيك الذي رغم أنه لا يضم بين صفوفه نجوما من العيار الثقيل، لكنه "لم يتحصن في نصف ملعبه".
أما أحد أبرز النقاط التي أثارت حفيظة وسائل الإعلام المحلية فكانت إخراج دونيل مالن مهاجم بي إس في آيندهوفن والدفع بكوينسي بروميس بعد طرد قلب الدفاع دي ليخت "المثير للجدل" والذي غير تماما مجريات الأمور.
واعتبرت صحيفة (ألخمين دابنلاد) التي تصدر من روتردام أن "التغيير جاء بنتائج عكسية. فقد تم نزع صمام الأمان الخاص بالإطار الذي كان مهتزا بالفعل".
وخصصت الجريدة قدرا وافرا من النقد لممفيس ديباي نجم المنتخب والمنتقل مؤخرا إلى برشلونة والذي "ظهر بأسوأ صورة ممكنة". وانتقدت بالمثل الاتحاد الهولندي لكرة القدم على "عدم التفاوض مطلقا مع مدرب من الطراز الرفيع" بعد رحيل كومان إلى برشلونة.
وأضافت نفس الوسيلة "باختيارهم لدي بور، وضع المسئولان إريك جودي ونيكو-يان هوخما رهانا على مدرب لا يملك سجلا تدريبيا".
وأجرت (ألخمين دابنلاد) استطلاعا شارك فيه حتى الآن 75 ألف شخصا رأى 49% منهم أنه يتعين على دي بور الاستقالة، وأكد 42% أن الاتحاد الهولندي ينبغي عليه إقالته "في الحال". بينما أعربت وسائل أخرى مثل (ديندي) أن دي بور أصبح خارج مقاعد بدلاء المنتخب بالفعل.
من جانبه، أقر المدرب الهولندي أمس الأحد عقب المباراة بأنه يتحمل مسؤولية الفشل لأنه في نهاية المطاف "المسؤول الوحيد عن الفريق"، رغم أن هذا الاعتراف يبدو أنه لم يساهم ولو بالقدر اليسير في تهدئة حفيظة الصحافة المحلية التي لم تغفر له إجهازه على جميع أحلام (الطواحين) في الذهاب بعيدا بكأس أمم أوروبا.