خليلوزيتش يسوق "الأسود" إلى المُنحدر السّحيق.. هل تنفرط عُقدة "الأجنبي" ويلقى مصير الزاكي قبل خمس سنوات؟ - El botola - البطولة

وحيد خليلوزيتش

خليلوزيتش يسوق "الأسود" إلى المُنحدر السّحيق.. هل تنفرط عُقدة "الأجنبي" ويلقى مصير الزاكي قبل خمس سنوات؟

أيوب رفيق (البطولة)
31 مارس 2021على الساعة00:48

أخلف الموعد مُجدّداً، وبدا مُكبّلاً وعاجزاً عن الارتقاء إلى الآمال المعقودة عليه من طرف الجماهير المغربية. في غيابِ أداءٍ يبثُّ شحنات التفاؤل ويُشفي الغليل، تظل كل الأرقام المُحيطة بتأهل رِفاق منير الحدادي إلى "الكان" القادم فاقدة للجدوى، ما دام الرأسمال المعنوي للمجموعة آخذاً في التآكل مع تعاقب فصول "اللا إقناع"، رغم تواضع الخصوم والمنافسين الذين ألقتهم تصفيات كأس أمم أفريقيا في طريقنا.


تقلَّد المدرب مهامه على رأس العارضة الفنية للمنتخب الأول قبل 17 شهراً، والواقع يُوحي بأن الإطار البوسني الأصل تولى لتوه هذا المنصب، فالرّجل تعوزه البوصلة ولم يهتدِ بعد إلى الوصفة الكفيلة باستنهاض مكامن قوى المجموعة، والتي ظهرت مُعطَّلة في معظم المواعيد التي خاضتها تحت قيادة المدير الفني لنانت السابق.


العروض المُقدّمة من "أسود الأطلس" في عقد الناخب الوطني الحالي لا يستقيم معها الحياد أو لزوم الصّمت، ولم تعد في حاجة إلى أي مُبرّرات أو ذرائع إضافية لتسويغ الصورة غير المطمئنة التي لاحَ فيها المنتخب المغربي. البوادر تغيب والمؤشرات الإيجابية لا تكاد تجد لها أثراً في الوضع الراهن للسفينة التي يقودها خليلوزيتش.


ما شاهدناه من أداءٍ على امتداد المباريات التي قادها وحيد يضعنا أمام منتخبٍ مفصولٍ عن هويةٍ ميَّزته خلال حقبة سلفه هيرفي رونار، لقد أُفرغ من شخصيته وروحه، وصار عبارةً عن أفرادٍ يلتقون في مواعيد دورية لأداء "الواجب"، وهنا تجوز مساءلة البوسني الأصل على اختياراته وفلسفة عمله التي بقيت منذ قدومه محط نقاشٍ اكتسب شرعيته الآن وأمست الحاجة إليه مُلحة لاستباق ما يُمكن أن يُحيق بنا من انتكاسات وتعثرات في المستقبل.


المقارنات التي بدأت تطفو إلى السطح بين خليلوزيتش ورونار لها ما يُبرّرها وتستند إلى منطق سليم في اعتقادي، وأصحابها يلمسون بوناً شاسعاً بين حقبتيْ الرجليْن، وبين من جلب مكتساب إيجابية وشيَّد أرضية مُثمرة وآخر ضلَّ الطريق، وذلك لا يعني بالضرورة أن المرحلة الخاصة بالأول كانت وردية ولا تشوبها شائبة، غير أنها لم تكن على الأقل مفتوحةً على مخاطر تُهدّد بالفشل مثل التي نعيشها اليوم رفقة مدرب دينامو زغرب سابقاً.


إن مسؤولية القائمين على الكرة الوطنية في هذا الإطار ثابتة ولا يُمكن التملص منها، وهم من اختاروا التعاقد مع الناخب الوطني الحالي دون معايير وأسس واضحة للرأي العام، ولم يثبت لحدود الآن أنها مُنصهرة في الاستراتيجية المُسطَّرة لإعادة المنتخب المغربي إلى منصات التتويج.


مدربٌ بشخصية مماثلة لخليلوزيتش تُسرّب الشكوك إلى مدى نجاعة علاقاته باللاعبين، ومرور التيار بينهما، وهو الذي لا يجد أدنى حرج في جلدهم أمام الملأ من خلال خرجاته الإعلامية، بدل احتضانهم وتأطيرهم داخل الغُرف المُغلقة لتكريس جو من الثقة والانسجام بين مُختلف مكونات المنتخب المغربي.


أن تملك ترسانة بشرية تضم لاعبين يُمارسون في أقوى الدوريات الأوروبية ورفقة أكبر الأندية في القارة العجوز وتخفق في صنع التوليفة التي بوسعها الخلق والإبداع والإمتاع هي مُعادلة تُرتّب المسؤوليات على نحو جلي، وتُشير بالأصبع إلى المدرب الفرنسي الجنسية ومن أسقطه على رأس الكرة الوطنية، بدون مخطط مُقنع وواضح المعالم.


المرحلة التي يعيشها المنتخب المغربي لا تحتمل البقاء بأيدي مكتوفة، وترك مصيره في كف عفريت، فالجماهير نفد صبرها وملَّت انتظار تتويج قاري لم يُنجز لأكثر من 45 سنة، في لُعبة تُشكّل لهم ملاذاً يُنفّسون به عن مشاق الحياة ومتاعبها. وفي هذا النطاق سيبرز دور الماسكين بزمام الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وإن كانوا سيتبنّون نفس السلوك الذي ذهب بهم قبل أربع سنوات إلى إقالة الإطار الوطني بادو الزاكي وتعويضه برونار، في الوقت الذي كان فيه الأول يحصد نتائج مُرضية وإيجابية.

طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة