
الحكومة تُعلن مستقبل "حالة الطوارئ الصحية" في "الدقيقة التسعين" .. وتُخلّف الارتباك والحيرة لدى المواطن "المتسائل"
خلَّفت السياسة التواصلية التي اعتمدتها الحكومة في الإعلان عن القرارات المتعلقة بـ"الحجر الصحي" و"حالة الطوارئ الصحية" ردود أفعال عُنوانها الاستياء وعدم الرضى، حيث سجَّل الكثيرون العديد من المؤاخذات على المقاربة المُنتهجة في هذا الملف.
وانتظر أعضاء الحكومة وباقي المتدخلين "الدقيقة التسعين" ليبتُّوا ويتداولوا حول "الحجر الصحي" و"حالة الطوارئ الصحية"، وذلك على بُعد ساعات قليلة من حلول العاشر من شهر يونيو، الموعد المبدئي والمقرر قبل شهر لانتهاء حالة الطوارئ.
وانتقد العديدون تأخر القطاعات المعنية في الكشف عن التوجه العام بشأن المرحلة القادمة، مُعتبرين أن الحكومة كان من واجبها إبلاغ الرأي العام الوطني بالخطوط العريضة للفترة القادمة قبل مدة حتى يتهيأ الجميع لها على كافة الأصعدة.
وقارن بعض المتابعين بين المغرب ومجموعة من البلدان التي أقرّت خطة رفع "الحجر الصحي" قبل أسابيع من موعدها، على غرار إسبانيا وفرنسا وتونس، وبَسطت المخطط الاستشرافي الذي وضعته لمستقبلها على جميع المستويات وفي كافة القطاعات.
علاوة على ذلك، طَبَعَ الارتباك المنهجية التي تم بها تبليغ الرأي العام بتمديد "حالة الطوارئ الصحية"، والتي قامت أساساً في مسلسلها على "التسريبات" دون تكبد عناء إصدار بلاغات رسمية محيَّنة ومحدَّثة تُغلق الباب أمام التأويلات والإشاعات والأنباء المغلوطة.
وساهم انتشار مشروع القانون الذي حَمِله وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، إلى أعضاء المجلس الحكومي، والذي ينص على تمديد حالة الطوارئ لشهريْن، ثم تقليص المدة إلى شهر واحد، بناءً على اتفاق الحكومة بعد اجتماعها، في خلق نوع من الضبابية في إحاطة المواطن بحقيقة الوضع.
وبدا أن السلطات الوصية قد غابت عنها في الأيام القليلة الماضية رؤية موحدة بشأن مستقبل المملكة في عدة جوانب، مما يفسر انتظارها إلى غاية الساعات الأخيرة لكشف رفع "الحجر الصحي" وتمديد حالة الطوارئ حسب البعض.
كما وجد جزء كبير من الرأي العام الوطني صعوبة في التمييز بين "حالة الطوارئ الصحية" و"الحجر الصحي"، فبمجرد إعلان تمديد الأولى حتى واعتقد العديدون أن إجبارية المكوث في المنازل وتقييد حرية الأفراد داخل المدن ستستمر، في حين أن ارتباط الإثنيْن ليس حتمياً، إذ من الممكن اعتماد حالة الطوارئ مع تخفيف قيود "الحجر الصحي" ورفعه فيما بعد.
ومن المُنتظر أن يبسط رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، تفاصيل وحيثيات تخفيف "الحجر الصحي" هذه الليلة، وفقاً لما ذكره عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك".
وعاش المغاربة على امتداد الأيام القليلة الفارطة على وقع الترقب والانتظار لقرار السلطات الوصية حول الحالة العامة بالمملكة، وإن كانت قيود العزل الصحي ستستمر أو ستُخفف وتُرفع، بعد ثلاثة أشهر كاملة من اعتمادها فوق التراب الوطني.