بوغوتا عاصمة كولومبيا بعد رفع الحجر الصحي - فيروس كورونا
بوغوتا تحفّز على استعمال الدراجات الهوائية في "زمن كورونا".. ودول كبرى تتخذها "نموذجًا" لتخفيف ضغط المواصلات
نجحت كولومبيا في فرض نفسها كإحدى أنجح الدول في تدبير معضلة فيروس كورونا المستجد، بواسطة حزمة من الإجراءات الاحترازية إبان فترة حالة الطوارئ، وعزّزت نجاحها حتى بعد رفع الحجر الصحي بفضل تشبع المجتمع الكولومبي بثقافة "الدراجات الهوائية" التي تساعد على احترام التباعد الاجتماعي وتخفيف الضغط على المواصلات العامة درء لانتشار فيروس "كوفيد-19".
وتعتبر العاصمة "بوغوتا" إحدى أكبر المراكز الحضرية في أمريكا اللاتينية، فالمدينة الملقبة بـ"أثينا امريكا الجنوبية" يقطنها 7 ملايين نسمة، كانت لعقود معروفة برداءة جودة الهواء والأمراض التنفسية المنتشرة، غير أن وصول الناشطة الجمعوية المدافعة عن البيئة "كلاوديا لوبيز" لمنصب عمدة بوغوتا سنة 2019 غير كل شيء، فمن أولى قراراتها في بداية الأزمة الصحية "تحفيز استعمال الدراجات عوض المواصلات العامة".
وقالت لوبيز في فترة بداية ظهور فيروس كورونا في كولومبيا: "باعتبار الدراجة وسيلة تنقل فردية فهي تمثل الخيار الأنسب و الاكثر أمانا لتفادي عدوى الفيروس، خاصة في هذه المرحلة .. المطلوب هو تفادي التجمعات البشرية و ملامسة الآخرين".
وتعتبر ثقافة الدراجة الهوائية بمثابة "عقيدة" في العاصمة الكولومبية، فطرق و شوارع المدينة تتضمن مسالك خاصة بالدراجات منذ سبعينيات القرن الماضي، كما تمنع سلطات بوغوتا كل يوم أحد استعمال السيارات، لفسح المجال أمام "الأميرة الصغيرة" (الدراجة الهوائية) في موعد أسبوعي يطلق عليه "Ciclovia".
ولاقت تدابير عمدة بوغوتا في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد صدى واسعا عبر العالم، ميلانو الإيطالية أطلقت خطة "طرق مفتوحة" بتحويل 35 كيلومترا من الطرق إلى ممرات مفتوحة للدراجين، وسارت على نفس الدرب مدينة نيويورك الأمريكية التي منعت سلطاتها السيارات من حي "Manhattan" الشهير، إضافة للعاصمة الألمانية برلين.
هذا و انتشرت في وقت سابق، مقاطع تظهر الشرطة الكولومبية تقوم بمشاركة سكان شمال بوغوتا في تمارين المرونة والرقص، كطريقة جديدة لإبقاء معنويات الناس مرتفعة أثناء التزامهم منازلهم خلال الإغلاق التام بسبب فيروس كورونا.