سانتي كاثورلا .. "حذره الأطباء من الشلل فأنصفته كرة القدم"
أصبح صانع ألعاب نادي فياريال "سانتي كاثورلا" مثالاً حيًا يحتذى به على صعيد المثابرة والإصرار على تحقيق الأهداف في الحياة، عقب عودته لتصدر أغلفة الصحف الإسبانية من جديد بعد سنوات من الاختفاء.
وعاد لاعب آرسنال السابق للواجهة من جديد مع استعادته للمسته المفقودة في ملاعب كرة القدم، وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، وكانت ليلة الثلاثاء بالنسبة له موعدًا استثنائيًا مع المجد، بتسجيله هدفًا مبهرًا على أرضية ميدان الكامب نو في مرمى بطل إسبانيا نادي برشلونة، خلال لقاء اختير خلاله النجم الإسباني كأفضل لاعب على حساب عدة نجوم شباب في المستطيل الأخضر.
ورغم خسارة الغواصات الصفراء أمام البلاوجرانا، إلا أن الأضواء اتجهت إلى كاثورلا، عقب قذيفته المدوية في شباك العملاق "مارك أندريه تير شتيغن"، والتي أكدت أنه كلما تقدم العمر بالورود البديعة فاحت رائحتها أكثر.
كل مباراة يلعبها سانتي كاثورلا في الوقت الراهن، هي مقامرة ليس فقط على مسيرته بل على حياته ككل، فقد تم تحذيره من قبل الأطباء داخل إسبانيا وخارجها، من خطورة ممارسة كرة القدم مرة أخرى، بعدما أجرى 11 عملية في قدمه خلال عامين، غاب فيهما عن إدمان لعب كرة القدم.
الأمر وصل بالأطباء المعالجين لحالة كاثورلا الحرجة، إلى تحذيرهم له من اللعب مع أطفاله في حديقة منزله، مؤكدين خطورة الحركة عليه، وأنه في أي وقت يغامر بعدم القدرة على المشي مرة أخرى، ولكن عزيمة فنان المدريجال قادته إلى تجاوز فكرة اللعب في حديقة المنزل، إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، باللعب في حديقة الكامب نو.
تألق سانتي كاثورلا في عالم كرة القدم مرة أخرى، ووصوله إلى شارة قيادة منتخب إسبانيا، في هذا العمر، وهو ما لم يتمكن من فعله في أوج صحته، يبقى نموذجًا يجب الاقتداء به من قبل أي شخص يشعر باليأس أو الإحباط من الوصول إلى هدفه وحلمه في الحياة.