
"يا لمزوّق من برّا.. آش خبارك من لدَاخل..!"
محمد زايد (البطولة)
حتى لو استبعدنا هاجس التحيز وعدم تكافؤ الفرص، فسنجدنا أمام حقائق "ميدانية" تثير الشكوك فيما يتعلق بمباريات فريق النهضة البركانية هذا الموسم، الفريق الذي كثُر الجدل حول أداء الحكام في مبارياته التي خاضها لحد الساعة.
فبلغة الأرقام، لعب الفريق البرتقالي 12 مباراة في البطولة، تم انتقاد الأداء التحكيمي في 7 مواجهات كاملة بها، أي في ثلثي مباريات الفريق "الشرقي"، تقريبا، انتقادات يستطيع الجميع العودة لتسجيل هذه المباريات عبر روابط مواقع التواصل الاجتماعي ويُطالعها، والتي ماكانت ستخلق جدلا كبيرا وتطفح على السطح حاليا، لولا أحداث "بيرجيكو" الأحد الماضي ويومه الأربعاء.
ولكي نتسم بالدقة ونتحدث بلغة المعطيات، دون توجيه الاتهامات لأي جهة، مع طرح التساؤلات الكبرى وفتح باب الشكوك والظنون، سأطرح عليكم الأخطاء "التقديرية" التي عرفتها هذه المباريات:
الجولة 1- ضربة جزاء ضد مولودية وجدة في الدقيقة 95 لاقت احتجاجات كبيرة من طرف الفريق الضيف، منحت الفريق نقطة التعادل.
الجولة 3- ضربة جزاء مشكوك في صحتها بعد احتسابها لصالح أمين الكاس، بدل احتساب خطأ لصالح أنور جيد، لاعب فريق الدفاع الجديدي، منحت الفريق نقطة التعادل أيضا.
الجولة 6- عدم احتساب ركلتيْ جزاء لصالح الرجاء، لكل من حدراف والرحيمي، والتحفظ على مشروعية هدف لابا كودجو بدعوى وجود تسلل، منحت الفريق نقطة التعادل، بغض النظر عن تعديل الرجاء للنتيجة بواسطة ضربة جزاء معلنة في الدقيقة الأخيرة من المباراة.
الجولة 7- ركلة جزاء في الدقيقة 85 أمام الجيش الملكي، احتج عليها كذلك الفريق العسكري بدعوى لمس الكرة باليد دون تعمد، أهدت الفريق 3 نقاط في تلك المباراة.
الجولة 11- عدم احتساب ركلة جزاء لصالح الكوكب المراكشي في الدقيقة 67، إذ انتهت المواجهة متعادلة ويكسب الفريق البرتقالي نقطة منها.
الجولة 12- في واحد من أغرب الأهداف المحتسبة في تاريخ الدوري المغربي، عادل زوراق يُقرّ بمشروعية هدفٍ لحمزة الركراكي في الدقيقة 15، لم يرَه إلا هو ومساعده، ساهم في فوز النهضة بنتيجة 3-2.
الجولة 13- عدم احتساب هدف أجمع أغلب المتتبعين على مشروعيته لمهاجم الوداد ويليام جيبور، مكن الفريق البرتقالي من كسب نقطة التعادل.
معطيات شئنا أم أبينا تضعنا أمام واقع يفرض علينا توجيه أسئلة غير مشفرة للجنة التحكيم: لماذا تكثر أخطاء الصافرات وهفواتها فقط لصالح النهضة البركانية؟ هل هي زلّات غير مقصودة والقدر جعلها تتوالى لتعشش في مفكراتنا نظرية المؤامرة؟ أم أن حُكامنا دون المستوى المطلوب ولا يملكون الجرأة الكافية للتجرد إلا من رحم الله فيجتهدون تلقائيا "ساقطين" في المحظور؟
تأويلات وأسئلة ليست وليدة اللحظة في مجملها، إذ يتبنى الشارع الرياضي منذ فترة فكرة استفادة فريق النهضة البركانية من امتيازات خاصة، تظهر في برمجة مبارياته بنحوٍ إيجابي له، كالأخيرتين أمام الرجاء والوداد البيضاويين، وكذلك التسامح المبالغ فيه مع "حماس" مدربه الزائد والخارج عن المألوف، وحتى التساهل في معاقبة لاعبيه، عبر البطاقات الصفراء والحمراء، خاصة عبر الاحتجاجات المتتالية لعناصره في كل مواجهة بطريقة منفعلة تظهر للعيان وتدخلاتهم العنيفة بين حين وآخر، دون الحديث عن بعض التجاوزات الاستثنائية آخرها التساهل أيضا مع الحارس عبد العالي المحمدي الذي لم تصدر في حقه أية عقوبة تأديبية، بعد واقعة "المناوشات" التي كانت بينه وبين بعض جماهير الرجاء الأحد الماضي، وكأنّ مسؤولينا في اللجنة التأديبية بهذا التساهل يمنحون الضوء الأخضر للاعبي الدوري الاحترافي بالتصرف بكل حرية بعد المباريات وذلك بالسماح لهم بالدخول في مناوشات مع جماهير الفرق المنافسة دون تردد، في وقت نتساءل فيه عن الطريقة التي نحارب بها شغب المدرجات!.
أسئلة وأخرى فرضها علينا واقع المبارتين التين لُعبتا بالأب جيكو بين النهضة البركانية والرجاء وكذلك الوداد، دون الحديث عن تضرر بعض الفرق الأخرى بشكل مبالغ فيه من طرف التحكيم، آخرهم فريق الرجاء الرياضي في مباراته اليوم أمام مولودية وجدة، وهو يحرم من ضربة جزاء واضحة، احتسبت ضده قبلها ركلة أقل وضوحا، جعلت جماهير الفريق فعلا تتبنى نظرية المؤامرة، بل ودفعت إدارة النادي للخروج رسميا للاحتجاج على التحكيم، ودق جرس الإنذار عبر تصريحات الرئيس جواد الزيات، الذي أعلن ذلك مباشرة على الملأ ودون تشفير.
ننتظر أن تُكذبنا الوقائع، وأن تكذبنا أيضا الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بقرارات حاسمة، لا سيما تجاه اللجنة المركزية للتحكيم، ولما لا الدعوة لفتح تحقيق نزيه يبرز للعوام سبب تحول الاحتجاجات على التحكيم كأي دوري محلي في المنطقة، إلى اتهامات غير مباشرة بالتآمر والانحياز، اتهامات لا تخدم مصلحة الكرة الوطنية بشكل عام، وإلا سينطبق علينا المثل الشعبي الرّائج: "يا لمزوّق من برّا.. آش خبارك من لدَاخل..؟!"
للتواصل مع الكاتب: m.zaid@elbotola.com