تحليل | لماذا مورينيو هو "الزبون" المفضل لجوارديولا؟ - El botola - البطولة

تحليل | لماذا مورينيو هو "الزبون" المفضل لجوارديولا؟

فاروق عصام (البطولة)
12 نونبر 2018على الساعة08:55

في يوم من الأيام حين تتاح ليّ الفرصة ويبتسم الحظ بمقابلة المدرب الإسباني "جوزيب جوارديولا" في جلسة مشتركة -هي حتى الآن من وحي خيال الكاتب- سوف أعرض عليه مجموعة صور لخمسة مدربين وأطرح عليه سؤالاً باختيار واحد من ضمنهم من أجل مواجهته في مباراة واحدة لنهائي دوري أبطال أوروبا.


وستضم مجموعة الكروت الموضوعة أمام بيب خمسة أسماء هم الإيطالي "كارلو أنشيلوتي" ومواطنه "ماسيمليانو أليجري" والهولندي "لويس فان خال" والألماني "يورجن كلوب" وأخيرًا البرتغالي "جوزيه مورينيو"، شخصيًا وقبل أن يحدث هذا الأمر أراهن نفسي بأن قائد الثورة التيكتيكية الحديثة سوف يستغرق وقتًا في الاختيار بين اسمين هما أليجري ومورينيو، وفي النهاية سيذهب اختياره للأخير لعدة أسباب.


أعتقد ومن الرجوع لسيناريو المواجهات التاريخية بين المدربين، أتوقع أن بيب يشعر بمتعة خاصة في كل مرة يواجه فيها الرجل الذي أطلق على نفسه لقب الاستثنائي، فهي من تلك النوعية من المقابلات التي تشعره بقوته ونجاح فلسفته في كرة القدم، حتى في حالة عدم تحقيق الانتصار وهو ما حدث في 11 مناسبة سابقة، ولكن جوارديولا بينه وبين نفسه يخرج من المباراة راضٍ تمامًا عن فكره في كرة القدم.



المدرب الإسباني هو الاسم الذي طالما استعصى على مورينيو، حيث خضع أمامه في 11 مباراة سابقة، وهو ما لم يفعله أي مدرب من قبل بما في ذلك الأسطورة "السير أليكس فيرجسون"، ولكن هل سئل مورينيو نفسه لماذا أكون دائمًا أنا الملاكم الذي عندما ينتهي النزال لا تكاد ترى ملامحه من كثرة اللكمات؟


الديربي الأخير حمل المواجهة رقم 22 بين المدربين، وحتى الآن لم يتعلم مورينيو الدرس وفي كل مرة يذهب بنفسه إلى "الكورنر" ويترك جوارديولا يسدد له اللكمة تلو الأخرى، ولم يفكر ولو في مرة واحدة بأن يباغته هو أولاً، ألم يفكر بأن هذا هو السيناريو المفضل للرجل الوفي لأقليم كتلونيا؟ 



أطلب من مورينيو أن يرجع لشريط أي مواجهة خضع فيها فريق يدربه جوارديولا، سيجد أن أغلب تلك المناسبات -وإن كانت قليلة- تخلى فيها الخصم عن خوفه وتراجعه ولم يركن للدفاع، بل اعتمد على مقابلة لاعبي بيب من الأمام والضغط العالي في أغلب أرجاء الملعب، حتى لا تمكنه من فرض سيطرته ومحاصرتك في نصف ميدانك، بجانب تدريب فريقك على الارتداد السريع والوصول لمرمى الخصم من تمريرتين أو ثلاثة بالكثير، كلوب خير مثال!


ولكن للمرة الثانية بعد العشرين في الديربي الأخير أعطى البرتغالي تعليماته برجوع كل لاعبيه للثلث الثاني والاستغناء عن الضغط نهائيًا، وترك الكرة للاعبي مانشستر سيتي يتناقلوها 112 مرة قبل أن يسجلوا هدفًا، إن كان مورينيو لا يشعر بأي إهانة من هذا سيناريو، فجماهير المان يونايتد تأذت نفسيًا بعد المباراة، وباتت مُتيقنة بينها وبين نفسها أن فريقها أصبح القطب الأضعف في المدينة.