
"را حنا غادين فالخسران أ حمادي.. غادين نيت..! "
محمد زايد ( البطولة )
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، لايمكن أن نجد إطارا لتصريحات ادريس مولاي رشيد، مدير شركة الدار البيضاء للتهيئة، إلا في إطار المصائب، كيف لا وهو الذي ادّعى أن جماهير الوداد هي من تسببت في "حادث تسرب المياه" بالمدرجات المغطاة، إبّان مباراة الفريق الأحمر والنجم الساحلي برسم كأس العرب الجمعة الماضية.
فقد جسّد المسؤول المذكور مقولة "العذر أقبح من الذنب" بعد تصريحاته تلك، إذ عِوض أن يقدم اعتذارا رسميا عما حدث تلك الليلة، قرر السيد رشيد الهروب إلى الأمام، وتحويل المظلوم إلى جاني، بشكل لم يستفز مناصري الوداد فقط، بل كل غيور مهتم بالشان الكروي المحلي، باختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم.
تصريحات مدير شركة الدار البيضاء للتهيئة مسّت حتى المقاربة الأمنية بمركب محمد الخامس بشكل غير مباشر، إذ ادّعى أن عددا من المناصرين فرّوا من المنعرج الشمالي نحو مدرجات "المنصة"، للاحتماء من بلل الامطار، مما دفعهم لتسلق الأسوار، وإتلاف "أنابيب تصريف المياه"، وهو المشهد الذي لا نعلم متى ولا كيف وقع، ونحن الذين عاينّا الواقعة منذ بدايتها، ورأينا كيف ان أحد الأنابيب انفجر من قوة ضغط مياه الأمطار به، وكيف تضرر العشرات من المناصرين منهم نساء وأطفال بشلال المياه المتدفق حينها، وكيف أيضا حاول بعض المناصرين إصلاح العطب تطوعا، وهي الصور الموثقة وقتها دون زيادة أو نقصان، ليبقى السؤال مطروحا؛ كيف تسلل هؤلاء المناصرون من جهة إلى جهة أخرى في وجود الأمن، ولماذا لم يتم الاحتكام إلى تسجيلات الكاميرات المثبتة في جنبات الملعب لتأكيد ادعاءات السيد رشيد؟
تصريحات أقل ما يمكن ان نقول عنها أنها غير مسؤولة، فهل يا سيدي جماهير الوداد هي المتسببة في توقف "خط الترامواي" عن العمل لأزيد من أربع ساعات أول أمس الثلاثاء بسبب الفياضانات؟ هل هي من اضطرت لجنة تتبع أشغال صيانة ملعب محمد الخامس، "صاحب 22 مليار سنتيم لإعادة تهيئته" للاجتماع مرة واحدة بصبغة قانونية منذ أزيد من سنة، حسب تصريحات إحدى المستشارات بمجلس مدينة الدار البيضاء؟ أم أن مناصري الوداد هم من أصدروا قرارا ببناء مراحيض بالمدينة تصل تكلفة الواحد منها لحوالي 60 مليون سنتيم؟
إن الاعتذار والاعتراف بالخطأ ليس عيبا بل هو من شيم النبلاء، ولكن يأبى مسؤولونا في هذا الوطن إلا أن يوسعوا الهوة بينهم وبين المواطن، غير آبهين للظرفية الحالية ولا للتوجهات السامية التي تربط المسؤولية بالمحاسبة للأسف الشديد.
عادت عبارة قالها الممثل نور الدين بكر لتخلق الحدث بين أوساط الشعب المغربي عبر المواقع الافتراضية، ولا بأس في استعارتها ولو بشكل آخر إذ نقول بكل أسى بما أن الحدث أكبر من كل الجمل والعبارات، إذ نجدنا عاجزين عن التعبير عن بعض المواقف مثل هذه قائلين:
" را حنا غادين فالخسران أ حمّادي.. غادين نيت..!"
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الإلكتروني:
m.zaid@elbotola.com
أو عبر صفحته بالفايسبوك: