كتاب مفتوح | مورينيو "مانيكان" في عين جوارديولا
خرج المدير الفني لنادي مانشستر سيتي "جوزيب جوارديولا" خلال الأسبوع الماضي بتصريح مر على الكثيرين مرور الكرام، ولكنه يحمل في طياته الكثير من المعاني والتلميحات المباشرة وغير المباشرة.
حامل لقب البريميرليج شدّد على أنه لن يدرب ناديًا آخر في إنجلترا باستثناء فريق مانشستر سيتي، وأنه إن فعل هذا الأمر سيكون كالمانيكان -التمثال- الذي يُمثل على نفسه وعلى أي نادٍ آخر.
وجهة نظر العبقري الإسباني كما يحب عشاقه تلقيبه قد تكون مقبولة لدى الكثير من جماهير كرة القدم، وخاصة تلك الفئة من الجماهير التي تعيش على الكلاسيكيات وتبغض "المودرن فوتبول"، والتي تصدق أنه لا يزال في كرة القدم جزء يتحكم به القلب وليس العقل، وأن مفهوم الاحتراف غير كامل، ولن يعرف للكمال أي سبيل.
أحدث وأهم مثال في وقتنا الحالي على كلمات جوارديولا سيكون المدرب البرتغالي "جوزيه مورينيو"، والذي مر بقصة أشد التهابًا وعاطفية مع جماهير نادي تشيلسي، حيث يعتبر في مفهومهم هو البطل المغوار الذي كان صاحب الطفرة التي نقلت الفريق من فريق وسط في إنجلترا إلى عملاق أوروبا كلها تخشاه.
ثم ماذا بعد ذلك؟! ذهب إلى غريم ومنافس تقليدي لهم هو نادي مانشستر يونايتد، بل وبدأ في مضايقتهم واستفزازهم للدرجة التي جعلته يقبل شعار ناديه الجديد أمام أنظارهم، ويعايرهم في كل مرة يرونه بها بالبطولات والإنجازات التي حققها لهم، وهو النقيض تمامًا لما تحدث عنه بيب من أمر أخلاقي في المقام الأول بالنسبة له، فهو يرى أن هذه الأمور التي يقوم بها مورينيو ما هي سوى تمثيل ولا تنبع من القلب.
المدرب الذي غير الأفكار التدريبية في كرة القدم ربما يكون مخطئا وربما يصيب في اتجاهه، ولكنه بدون أن يقصد -أو عن عمد- فسّر لنا سر فشل مورينيو مع اليونايتد، فكل ما يفعله البرتغالي "مزيف" يفقد للحقيقة، بداية من تصريحاته مرورًا بتعليماته وعلاقته بلاعبيه، إضافة إلى الانسجام المفقود بينه وبين الجماهير والإدارة، قلبه نبض دماءً زرقاء في الماضي، فكيف له أن ينبض باللون الأحمر بعد ذلك، شكرًا بيب فكعادتك خلاقًا، بكلمات مقتضبة كشفت لغزًا أسيل بسببه الكثير من الحبر.