
مباراة المغرب وجزر القمر | عدسة: عز العرب نايبط
جزر القمر يُكرِّسُ "لا منطق الكرة" .. ويُنبِّهُ "الأسود" إلى تعامُلِهم مع اللقاء
خلافاً لكل السِّيناريوهات التي رسمها الكثيرون حول مقابلة المغرب وجزر القمر، والتي صبَّت في اتِّجاه فوز يسير وفي المتناول لـ"أسود الأطلس"، جاءت المباراة صعبة وشاقة ومُعقَّدة لممثلي الكرة الوطنية، الذين اصطدموا بخصمٍ مُنظَّم ومتماسك ومنسجم على أرضية الملعب، خاصة في الشِّق الدِّفاعي.
الضُّيوف حلوا بـ"المركب الرياضي محمد الخامس" بثقة هائلة في إمكانياتهم، ودبَّروا مجريات اللقاء بهدوء بالغ، وتعاملوا مع الكرة بتأنٍّ وتؤدة، حين كان يخرجون بها من منطقتهم الدِّفاعية بتمريرات مُحكمة للغاية مكَّنتهم، غير ما مرة، من مرتدات خطيرة شنُّوها على مرمى الحارس ياسين بونو.
جزء كبير من الرأي العام الوطني كان يَحْسَبُ أن أطوار المباراة لن تخرج عن نطاق كسب المغرب للنقاط الثلاث بسهولة، وهو ما يحيل إلى إمكانية تسرُّب هذه الثقة المُفرطة إلى لاعبي المنتخب الذين لاحوا مُفتقدين الجدية اللازمة على المستطيل الأخضر، وكذلك الاندفاع والرَّغبة الجامحة.
وغَابَ عن الكثير من المغاربة رُبَّما أن منتخب جزر القمر سبق له إحراج نظيره الكاميروني وانتزع منه التعادل، بهدف لمثله، الشهر الماضي، مؤكداً بذلك أن كرة القدم لا تُقرُّ بالتفاوتات البشرية أو الفنية، بل تحتكم إلى الجاهزية والراهنية فقط، وتنتصر إلى كل من أخلص في التحضير وأَعْمَل تركيزه الكامل.
ويتحتَّمُ على أفراد المنتخب الوطني استخلاص الدروس من هذه المقابلة، والخروج بالاستنتاجات اللازمة التي بإمكانها توجيههم نحو المسار الصحيح، كما يُشكِّل اللقاء وطبيعة مجرياته فرصة للمدرب الفرنسي كي ينتبه إلى مجموعة من الجوانب والنِّقاط.
وسيظل هامش الخطأ ضيِّقاً للغاية أمام "الأسود"، حين يواجهون، يوم الثلاثاء المقبل، منتخب جزر القمر، حيث صاروا مطالبين بالأداء والنتيجة، حتى يُعيدوا الاطمئنان إلى نفوس المغاربة، ويُقدِّموا البوادر التي تُوحي بقدرتهم على المنافسة على اللقب الإفريقي في السنة القادمة.
وترحل النخبة الوطنية إلى جزر القمر وهي تملك في رصيدها ست نقاط، شاغلة المركز الثاني في سلم ترتيب المجموعة الثانية، بينما يملك المنافس نقطة واحدة فقط في المرتبة الأخيرة، مما سيجعله يبذل كل شيء في لقاء الثلاثاء من أجل إحياء آماله في العبور للمحفل القاري.