إنكلترا تعول على شبانها للثأر من وصيفة المونديال كرواتيا
تبحث إنكلترا الطامحة إلى تجديد جيلها عن الثأر من كرواتيا التي أقصتها من نصف نهائي المونديال الأخير، عندما تحل عليها في رييكا دون جمهور، الجمعة ضمن المستوى الأول من دوري الأمم الأوروبية.
وبرغم التقدم الكبير الذي أحرزته إنكلترا الصيف الماضي في روسيا، وبلوغها نصف نهائي الحدث العالمي للمرة الأولى في 28 عاما، إلا أن وسطها رضخ أمام أفضل لاعب في العالم بحسب الاتحاد الدولي لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش، فأهدرت تقدمها بهدف كيران تريبيير المبكر، قبل أن يعادل إيفان بيريسيتش في الشوط الثاني ويقتنص ماريو ماندزوكيتش هدف الفوز في الوقت الإضافي.
وكان الشعور مماثلا في ملعب ويمبلي الشهر الماضي عندما سيطرت إسبانيا على الاستحواذ وعادت بأولى نقاطها في المسابقة الجديدة (2-1) ضمن المجموعة الرابعة.
وعدت تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت الشابة في المونديال بالكثير، لكنه لم يكتف بذلك بل تابع بحثه بين اللاعبين الموهوبين لإيجاد مايسترو يفتقده في خط الوسط منذ أيام بول غاسكوين.
حصل كل من جايدون سانشو (18 عاما)، مايسون ماونت (19 عاما) وجيمس ماديسون (21 عاما) على فرصتهم الأولى لحمل ألوان منتخب "الأسود الثلاثة".
وحقق سانشو بداية جيدة مع بوروسيا دورتموند الألماني بعد رفضه البقاء مع مانشستر سيتي حامل لقب الدوري، وذلك لإيجاد مكان أساسي على أرض الملعب.
وأصبح سانشو الذي يشبهه البعض بالبرازيلي نيمار، أكثر لاعب يمرر كرات حاسمة في البطولات الأوروبية الكبرى حتى الآن (9)، بينها واحدة في دوري أبطال أوروبا.
قال سانشو الذي واجه رجال الإعلام للمرة الأولى بقميص إنكلترا "أثق بنفسي، لذا لم يرعبني الانتقال الى ألمانيا". وتابع "أنا صعب نوعا ما، مباشر وواثق بنفسي تماما. أثق بنفسي عندما أواجه خصومي".
- "تقنيا هو رائع" -
لم يلعب ماديسون وماونت بعد على هذا المستوى، لكنهما فضلا الانتقال إلى أندية أقل لمعانا في البرميرليغ للحصول على وقت إضافي في الملعب.
بعدما أرداه نادي ليفربول في مراهقته، فضل ماونت الانتقال إلى نوريتش ثم ليستر سيتي الصيف الماضي للانضمام إلى الدوليين هاري ماغواير وجايمي فاردي.
قال ماديسون الذي سجل ثلاثة أهداف ومرر كرتين حاسمتين في 8 مباريات في الدوري "نظرت إلى تشكيلة ليستر ورأيت أن هاري وجايمي متواجدان دوما في تشكيلة إنكلترا. أعتقدت أنه المكان الذي يجب أن أتواجد فيه".
لا يزال ماونت لاعبا في صفوف تشلسي، لكن بعد تسجيله 13 هدفا خلال إعارته إلى فيتيس أرنهيم الهولندي الموسم الماضي، يخوض إعارة ناجحة مع دربي كاونتي تحت إشراف لاعب الوسط الدولي السابق فرانك لامبارد.
قال لامبارد "يمكنه أن يصل إلى القمة، لأنه بعمر التاسعة عشرة ويلعب بكفاءة ونوعية. تقنيا هو رائع".
ورأى لاعب الوسط العائد روس باركلي أن إنكلترا قادرة على مواجهة كرواتيا التي حققت انجازا كبيرا ببلوغها نهائي المونديال للمرة الأولى في تاريخها قبل الخسارة أمام فرنسا 2-4.
وقال باركلي (24 عاما و22 مباراة دولية) المنتقل إلى تشلسي والذي كان ضمن تشكيلة إنكلترا التي ودعت باكرا في مونديال 2014 وكأس أوروبا 2016 "سيكون تحديا. رأيتم في كأس العالم مدى جودة مودريتش وراكيتيش الذي يلعب مع فريق برشلونة الكبير. نملك اللاعبين للمنافسة مع الدول الكبرى. بات لدينا هوية الآن. ذهبنا إلى كأس العالم وبلغنا نصف النهائي ونسير بالاتجاه الصحيح".
- من دون جمهور -
في المقابل، تخوض كرواتيا أول مباراة على أرضها بعد الانجاز المونديالي، لكن وراء أبواب موصدة تنفيذا لعقوبة مباراتين من دون جمهور على أرضها، بسبب نحت الصليب المعقوف النازي على أرض الملعب خلال تصفيات كأس أوروبا 2016 ضد إيطاليا في يونيو 2015.
وقال المدرب زلاتكو داليتش لوكالة فرانس برس "هذا ليس عادلا لأننا سنواجه إنكلترا، منتخبان بلغا نصف نهائي المونديال، وسنلعب من دون جماهيرنا".
وتابع "أعرف أن الاتحاد الأوروبي يعاقبنا لكن ليس صحيحا أن نلعب من دون جمهورنا. يجب أن نتقبل ذلك ونحاول تقديم الأفضل".
وحققت كرواتيا بداية كارثية في البطولة بخسارتها أمام إسبانيا صفر-6، ما دفع داليتش إلى القول "هدفنا كأس أوروبا 2020. أعرف أنه لدينا دوري الأمم الاوروبية، لكننا مرهقون الآن وقدمنا كل ما نملك في كأس العالم. نحتاج إلى الوقت لتحقيق إنطلاقة جيدة".
وضمن مباريات المستوى الأول، تبحث بلجيكا عن فوزها الثاني في المجموعة الثانية عندما تستضيف سويسرا في مباراة قوية في بروكسل حيث لم تخسر منذ 2016.
وكانت بلجيكا، ثالثة المونديال الأخير ومتصدرة تصنيف الاتحاد الدولي، تخطت ايسلندا افتتاحا بثلاثية نظيفة، فيما سحقت سويسرا إيسلندا بنصف دزينة.
وفازت بلجيكا في المواجهة الودية الأخيرة 2-1 بهدفي روميلو لوكاكو وكيفن دي بروين المصاب راهنا، وتتقدم في المواجهات المباشرة بـ12 فوزا مقابل 8 لسويسرا.
وحذر المدرب الاسباني روبرتو مارتينيز الذي يعول على نجمه المتألق راهنا أدين هازار من أن مواجهة سويسرا ستكون "صعبة للغاية".
وتخوض بلجيكا المباراة بعد فضيحة تلاعب وتبييض أموال كبيرة هزت البلاد الاربعاء تورط فيها لاعبون، وكلاء، حكام وادريون.