إلى تُركي آل الشّيخ .. هل اسْتَوْعبْتَ الدَّرْس المغربي؟! - El botola - البطولة

تركي آل الشيخ

إلى تُركي آل الشّيخ .. هل اسْتَوْعبْتَ الدَّرْس المغربي؟!

أيوب رفيق (البطولة)
04 أكتوبر 2018على الساعة18:34

حينما تجتمع "السلطة" والمال في يَدٍ واحدة، يَصيرُ صاحبها مندفعاً بدون قيود، ينظر إلى الجميع من جبلٍ شاهق، كَمَنْ يَمُنُّ بعطايا وهِبات ينتظر الخضوع والإذعان كمقابل لها، ويَرْهَنُهَا بالصبر والتَّجَلُّد في صمتٍ على تحمل حماقاته وانحرافاته.


هذا هو حال تركي آل الشيخ، الذي يصوب بمدفعيته "الفارغة" نحو كل حدب وصوب، دون أن يعتمد رقابة ذاتية أو يحفظ، على الأقل، ميثاقا أخلاقيا يَحُولُ دون أن يهْويَ بتصريحاته الحادة على دولٍ يُفْتَرَضُ أن تجمعه بها وبشعبها علاقات الود والتقدير، بناءً على قواسم مشتركة ومتجذِّرة تاريخيا.


أَمْعَن رئيس الهيئة العامة السعودية للرياضة، منذ عدة أشهر، على شَحْنِ صِلته بالمغرب بالاحتقان والتوتر، وهو يَجْهَرُ باصطفافه إلى جانب الملف الأمريكي لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026، بل لم يتوانَ أكثر من ذلك عن حشد الدعم الآسيوي واستمالة الأصوات لصالح منافسي المملكة الثلاثة في السباق نحو احتضان المحفل المونديالي.


المُثير في الأمر هو أن المسؤول السعودي عاد، آواخر شهر شتنبر الماضي، ليُحاول إذابة الجليد في علاقته بالمملكة وشَعْبها، حينما قال إنه مُستعد لتسخير إمكانياته لصالح المغرب، في حال نظَّم كأس أمم إفريقيا بدل الكاميرون، ثم جدَّدَ مُناصرته له، اليوم الخميس، عبر تغريدة "تويترية"، أكد فيها دعمه لاستقبال الحدث القاري.


إن تُركي آل الشّيخ هو "رجل سياسة" في جُبَّةِ مسؤول رياضي، يحتكم في كل تحرُّكاته إلى منطق براغماتي وواقعي، لا مجال فيه للعواطف، فالكل يُدرك أن مُوالاته للملف الأمريكي خلال التصويت على مُنظِّم كأس العالم 2026 جاء بإملاءات من جُهات عليا تعكس المُنعطف الذي أخذته علاقة السعودية ببلاد "العم سام" منذ زيارة دونالد ترامب لها. 


ولَئِنْ كان عزْفُ تركي على وتر الحسابات السياسية مفهوماً، فإن ما لا يُمكن أن يَهْضِمَهُ المغاربة هو لهجة التَّحدِّي التي خاطبهم بها، في مرحلة التنافس على احتضان المونديال، كما أن الكثيرين ليسوا غافلين عن سِجلّه الشخصي الذي يَنْطِقُ بإساءة أخرى وجَّهها إلى المغرب، بعدما نظر إلى مدينة مراكش من زاوية واحدة، مُلمِّحاً إلى كونها مرْتَعا للانحلال الأخلاقي. 


يبدو رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم مِثْلَ "تائِه" لا يُقيم أي وزنٍ للحِكمة في سلوكاته، فرغم أن كل ما يقوم به يدخل في نطاق سياسة مُخطَّط لها، غير أنه لا يهدأ له بال إلا إذا عكَّر صفو علاقاته مع البلدان، بصورة مجَّانية في بعض الأحيان، وها هو يُنصِّبُ نفسه عدوّاً لدوداً في كل من المغرب ومصر.


التَّفاعل الذي أظهره المغاربة تُجاه "شطحات" و"تناقضات" المسؤول السعودي كانت خير جزاء لمن يمسُّ حُرمة الدول ويطعن في عرض الشعوب، لا لشيء سوى لأنه يَحْسَبُ أن الأموال تُبيح كل تهور وانحرافٍ وخروجٍ عن النّص.

طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة