حصاد المُحترفين | زياش يُغرِّد خارج السّرب .. حكيمي يكتب شهادة ميلاده .. وفجر يَبْرُزُ ويتوهَّج - El botola - البطولة

حصاد المُحترفين | زياش يُغرِّد خارج السّرب .. حكيمي يكتب شهادة ميلاده .. وفجر يَبْرُزُ ويتوهَّج

أيوب رفيق (البطولة)
02 أكتوبر 2018على الساعة20:25

انْطَوت الجولة الأخيرة من الدوريات الأوروبية على فصل جديدٍ من فصول الحضور المغربي في القارة العجوز، ببروز العديد من لاعبي ، واستمرار آخرين في رسم لوحات التألق، في الوقت الذي توارت فيه فئة أخرى عن أجواء التباري، وهو ما يُفرز لنا فسيفاء وتنوُّعاً في طبيعة الحضور وجودة المردود كذلك.


ولعلَّ أبرز ما يُمكن استيقاؤه من الصورة التي شكَّلها "أسود الأطلس" في نهاية الأسبوع هو التأرجح بين الغياب وعدم التواجد ضمن اللوائح المؤهلة للمشاركة في المقابلات وكذلك مواصلة التميُّز بعروض مُشرقة تجذب الأنظار وتستأثر بالإشادة من طرف عدة أسماء يظل في مقدمها ، صانع ألعاب .


زياش يعزف على وتر الاستمرارية والثَّبات

هو من اللاعبين المغاربة القلائل الذين استطاعوا السَّيْر على نسقٍ ثابت والاحتفاظ بإيقاع غير مُتغيِّر منذ بداية الموسم الكروي الجاري، إذ شكَّل فشله في مغادرة أياكس وخوض تجربة احترافية جديدة "رجَّة نفسية" بالنسبة لصاحب الـ25 سنة، ليُضاعف من أهميته ويُكثَّف من أدواره داخل الفريق الهولندي.



ضابط إيقاع فريق العاصمة رفع من ألَقِهِ وتوهُّجِه في اللقاء الأخير أمام ، حينما أحرز هدفاً ساهم به في انتصار أياكس بثنائية نظيفة، رافعاً بذلك غلَّته التهديفية إلى ثلاثة هذا الموسم، بالإضافة إلى ثلاث تمريرات حاسمة أخرى أهداها إلى زملائه في مسابقة الدوري المحلي.


وكرَّس زياش الأهمية التي يحتلها داخل أياكس بالمردود الذي وقَّع عليه في اللقاء الأخير، والذي مكَّنه من حيازة جائزة نجم المباراة، مُثبتا أن حضوره في كتيبة المدرب إيريك تين هاغ رُكنٌ أساسي من أركان نجاح ومُضيْ الفريق في المسار الصحيح، بفضل الأدوار المنوطة إليه والمهام التي يضطلع بها على أرضية الملعب.


فجر يثأر لنفسه وحكيمي يكتب شهادة ميلاده بألمانيا

بعد تجربة سريعة مع خيتافي لم تتعدَّ موسماً واحداً، عاد إلى أحضان ، وبالتحديد إلى "" الذي سبق له الدفاع عن ألوانه. وسُرعان ما فرض اللاعب البالغ من العمر 30 سنة نفسه، بفعل "المِثالية" وحتى "الشُّمولية" التي تطبع أداءه على المستطيل الأخضر مع الكتيبة المُمارسة في كنف دوري الدرجة الأولى الفرنسي.


ويشغل فجر مركز متوسط ميدان دفاعي، بيد أن أدواره تفوق ذلك بكثير، إذ يتقمص صِفة "البوكس تو بوكس"، أي اللاعب الذي يُغطِّي كافة جوانب الملعب، وتُسند له مهام في تكسير الهجمات واستخلاص الكرات، فضلا عن صِناعة اللعب، علاوة على تألقه في تنفيذ الركلات الحرة وضربات الركنية.



واصطف لاعب ديبورتيفو لاكورونيا سابقاً إلى جانب أفضل لاعبي المقابلة الماضية أمام أميان، والتي انتصر فيها فريقه بهدف نظيف، ذلك أنه حاز على علامة "7.6" من مؤشر "هوسكوريد"، كثاني أفضل الأسماء تنقيطاً بعد المقابلة.


تقديم فجر لأوراق اعتماده مع كان يتزامن مع تدشين مواطنه لمسيرته مع على إيقاع التوَّهُّج، فخريج مدرسة ريال مدريد كان في حاجة إلى مقابلتيْن فقط مع الفريق الأصفر كيْ يُظهر جدوى استعارته في الصيف الفارط ويُقدِّم إرهاصات لما يُمكن أن يجلبه إلى كتيبة لوسيان فافر.


وبعدما أحرز هدفاً في أولى مبارياته مع الفريق في مواجهة نورنبيرغ، عاد صاحب الـ19 سنة ليقِف خلف مُهندسي وصُنِّاع الريمونتادا المثيرة للنادي الفيستيفالي أمام باير ليفركوزن، بِفِعل تمريرة حاسمة أدلى بها للإسباني باكو ألكاسير، مُسهماً بذلك في فوز دورتموند بأربعة أهداف لهدفيْن.



وأثبت حكيمي لمدربه السويسري بأنه قادر على مُنافسة البولندي لوكاس بيتشيك بضراوة على الرسمية، رغم فارق الخِبرة بين اللاعبيْن، غير أن الجموح والاندفاع الإيجابييْن اللذيْن جاءاً بهما الدولي المغربي قد يكونان أكثر إفادة من التجربة التي يحوزها اللاعب الآخر لدورتموند.


أيت بناصر وأكرد ودرار خارج أجواء المنافسة

استبشر الكثيرون خيراً بالانطلاقة التي دوَّنَها كل من و مع فريقيْهِما موناكو وديجون على التوالي، لكن ذلك سُرعان ما تلاشى واسْتَحال إلى تساؤلات عن الوضعية التي يعيشانها، بعدما غابا عن بعض المقابلات التي أُجريت مؤخراً.



أيت بناصر الذي شارك لثلاث مقابلات متتالية كأساسي مع فريق الإمارة، قُذِف به خارج خيارات مدربه البرتغالي ليوناردو جارديم في آخر مباراتيْن، إذ لم يتواجد حتَّى في القائمة الخاصة بموناكو، قبل أن يُسجِّل عودته في لائحة فريقه التي ستواجه بوروسيا دورتموند، يوم غد الأربعاء، ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا.


أما نايف أكرد، فقد كان مثل ومضة سريعة الانطفاء، بمشاركته في لقاء واحد، ورغم تسجيله هدفاً في المباراة وتقديمه لمستوى طيب، إلا أنه لم يعد بعد لأجواء التباري مع ديجون، حيث ظلَّ خارج الحسابات في المباريات الخمسة الأخيرة للفريق الفرنسي.



وتتناسل مجموعة من التساؤلات حول العوامل التي تجعل لاعب الفتح الرباطي السابق بعيداً عن مباريات الفريق الفرنسي، مع وجود إمكانية كبيرة بأن تكون نابعة من اختيارات فنية من طرف المدرب أوليفيو دا لوغليو، الذي يبدو أن هدف أكرد لم يكن كافيا لإقناعه بضرورة الاعتماد عليه.


وإذا كان أيت بناصر وأكرد تُحاط بهما الشكوك وتحوم حول وضعيتهما، فإن مواطنهما ، جناح فنربخشه التركي، صار مُستبعداً من حسابات مدربه الهولندي، فيليب كوكو، بشكل نهائي وقطعي، فاللاعب لم يخض أي دقيقة من المباريات الخمسة الأخيرة للفريق الأسود والأصفر.



كما أن صاحب الـ32 سنة لا يتواجد في القائمة التي سجَّلها فنربخشه لدى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للمشاركة في منافسة "اليوروباليغ"، وهو ما يقطع الشك باليقين ويؤكد أن الدولي المغربي غير حاضر البتة في قناعات الربان الهولندي، وأن مسألة بقائه في فريقه الحالي مسألة وقت فقط، في انتظار حلول الميركاتو الشتوي القادم.


حاريت ومنديل في الطريق الصحيح

نجح كل من أمين حاريت و في تجاوز البداية المتعثرة التي بصما عليها مع الألماني، من خلال العروض الجيدة التي قدَّماها في المقابلتيْن الأخيرتيْن رفقة الأزرق الملكي، والذي حقَّق فوزه الأول ضمن مسابقة الدوري الألماني على حساب إفسي ماينز.



وأبلى اللاعبان البلاء الحسن في اللقاء، مُرسِّخيْن قناعة العديدين بأنهما لاعبان قادران على جلب الإضافة للفريق الألماني، رغم حداثة سنهما وهامش التطور الواسع الذي لازال ماثلاً أمامهما.



وتعرّض حاريت لإصابة في الفخذ عند الدقيقة السبعين من اللقاء، خرج على إثرها من المواجهة، كما عانى منديل من انزعاجات عضلية، لكنها لا تكتسي أية خطورة، إذ سيكون حاضراً في لقاء دوري أبطال أوروبا، يوم غد الأربعاء، أمام لوكوموتيف موسكو الروسي.

طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة