مدرب المنتخب الألماني يواخيم لوف
لوف يستعيد ثقة الألمان من بوابة بطل العالم
أن يفوز المنتخب الألماني في أول مباراة عصيبة بعد "مأساته" بمونديال روسيا، أمر لم يكن أحد ينتظره، لكن أن يعيد الأمل إلى قلوب المشجعين بهذه السرعة، فهذا أمر لم يكن متوقعا، لكن أشبال المدرب يواخيم لوف نجحوا في ذلك بامتياز.
التعادل السلبي كانت نتيجة المباراة الافتتاحية لمنافسات المستوى الأول من النسخة الأولى لدوري الأمم الأوروبية، بين الفريق الفرنسي المنتشي بفوزه باللقب العالمي والألماني الجريح، الذي ودع مونديال روسيا من دور المجموعات لأول مرة في تاريخه منذ نسخة 1938.
المباراة أقيمت مساء الخميس (السادس من سبتمبر/أيلول) على ملعب "أليانز أرينا" في ميونخ. وبالنسبة للألمان كان اللقاء مصيريا بجميع المقاييس، فقد نُظر إليه على أنه مقياس لمدى جدية الاتحاد الألماني لكرة القدم والمدرب لوف في تحقيق الوعود حول إعادة الكرة الألمانية إلى مكانتها الطبيعية عقب تجربة قاسية.
خاض بطل العالم هذه المباراة بذات التشكيلة التي خاضت نهائي مونديال روسيا في 15 تموز/ يوليو على ملعب "لوجنيكي" في موسكو أمام كرواتيا، باستثناء الحارس هوجو لوريس، الذي غاب بسبب الإصابة وناب عنه ألفونس أريولا، في أول مباراة له مع "الديوك"، مستفيدا أيضا من إصابة الحارس الثاني ستيف مانداندا.
أما على الجانب الألماني، فكانت التشكيلة الألمانية بدون مفاجآت أو جديد، باستثناء غياب سامي خضيرة بعد استبعاده عن تشكيلة المانشافت، ومسعود أوزيل، الذي قرر الاعتزال دوليا بسبب المعاملة "العنصرية"، التي قال إنه شعر بها على خلفية الجدل الكبير الذي أثير حول صورته وزميله إلكاي جوندوجان مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
الرهان على شباك نظيفة
لوف لم يخاطر في هذه المباراة، كما أنه لم يقدم أفكارا ثورية، بل اعتمد على خط دفاع رباعي الأطراف لم تغب عنه الركيزتان الأساسيتان للفريق، جيروم بواتينج وماتس هوميلز.
الأمر الملفت الوحيد أن المدير الفني قرر إشراك أنطونيو روديجر في مركز الظهير الأيسر، عوضا عن قلب الدفاع، مفضلا إياه على نيكو شولتس، فيما منح ماتياس جينتر مهمة اللعب أمام خط الدفاع على الرغم من أن مركزه الأساسي هو قلب الدفاع.
اللعب المفتوح ورقة تركها لوف جانبا هذه المرة، لأن خسائرها ستكون كارثية، خاصة وأنه يلعب أمام فريق بهذا الحجم. وهو ما أكده توماس مولر، مهاجم المنتخب الألماني، حين قال: "قررنا أنه يتعين علينا الاحتفاظ بشباكنا نظيفة في اللقاء".
السبب الثاني في ذلك، أن لوف يفتقر إلى مهاجم بحجم كيليان مبابي أو أنطوان جريزمان، فكل منهما قادر عبر جهود فردية على صناعة الفارق دون الحاجة إلى فتح اللعب.
ويدرك لوف جيدا أن من مهامه القادمة هي تطوير قدرات الوجوه الجديدة، وقد يكون أكثر المرشحين لذلك تيمو فيرنز، غير أنها عملية تتطلب وقتا وجهدا كبيرا.
لكن أهم ما حدث يوم أمس هو نجاح الفريق في إظهار قدرته في استعادة الثقة رغم كل الانتقادات التي واجهها في الأشهر الثلاثة الأخيرة، إلى جانب البرهنة على ثباته في الدفاع والحفاظ على تضييق المساحات، وامتصاص الهجمات المرتدة، وكلها أمور كانت غائبة تماما في مونديال روسيا.
في المقابل، ولحسن حظ لوف، بدت فرنسا لم تستفق بعد من نشوة التتويج بكأس العالم وافتقدت السرعة والحلول الإبداعية، بل ولولا أريولا، الذي تصدى لعدة محاولات في الشوط الثاني لتغيرت نتيجة المباراة، التي أقيمت في إطار المجموعة الأولى، التي تضم أيضا هولندا.
عملية متواصلة
التعادل السلبي أمام الديوك الفرنسية وإصرار المانشافت على الصحوة، أول ضمان انتزعه لوف لإعادة الهدوء إلى محيطه.
"إنها عملية متواصلة" يقول المدرب الألماني بعد مباراة الخميس، أما "العلاج التام فلا يمكننا تحقيقه إلا في البطولة القادمة".
قد يكون لوف محقّا في كلامه، لكن إذا كان الأمر يتعلق بعملية متواصلة، فإن الضغط الممارس سيتواصل أيضا، وعند كل مرة سيُقاس بإنجازاته، وأول نكسة ستعيد الأمور إلى نقطة الصفر، فجرح المونديال دفين، والحاجة إلى تطوير الكرة الألمانية ضرورة ملحة.