مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشامب
ديشامب لا يعرف "خطر المغامرة" للفوز بالمونديال
رغم امتلاكها أكثر التشكيلات التي تضم مواهب، في نهائيات كأس العالم 2018، فإن فرنسا ستخوض نهائي البطولة، بعد غد الأحد، أمام كرواتيا، بنهج عملي يبتعد عن روح المغامرة، مع تسخير المهارات الفردية لصالح المجهود الجماعي.
ولم يكن طريق بطلة 1998 إلى النهائي الثالث لها في 20 عاما، صعبا للغاية، بل أن مسارها كان عبارة عن توليفة محسوبة بدقة، مع تخلي المدرب ديدييه ديشامب عن خططه المعتمدة على تقديم أداء سلس، لصالح اللعب بدون أي عروض جمالية، مع الكثير من الفاعلية على المرمى.
وهو ما حول الفريق إلى آلة لحصد الانتصارات، وحافظ له على نظافة شباكه، في أربع من بين ست مباريات خاضها في البطولة، حتى الآن.
عرض وحيد
وكان العرض المميز الوحيد لفرنسا في نهائيات روسيا، خلال الانتصار المثير 4-3 على الأرجنتين، في دور الـ16.
وذلك بعد أن شقت تشكيلة ديشامب طريقها عبر الخطوط غير المنضبطة، للمنتخب الذي يدربه خورخي سامباولي، من خلال الهجمات المرتدة التي قادها كيليان مبابي، مستغلا قوته وسرعته.
وعقب تلك الإثارة، جاء الانتصار 2-0 على أوروجواي في دور الثمانية، ثم الفوز 1-0 على بلجيكا في الدور قبل النهائي.
وفي كلتا المباراتين، وجدت فرنسا منفذا من خلال الكرات الثابتة، قبل أن تتراجع بعد التقدم في كل مباراة، وتتخلى عن الاستحواذ على الكرة، مع حفاظها على قوتها، والاعتماد على الهجمات المرتدة.
ولم يقدم الفريق العروض المميزة، التي اعتقد الكثيرون أن بوسعه تقديمها، لكن هذا الأداء بدا كافيا لفرنسا، للصعود لثاني نهائي بطولة كبرى على التوالي، بعد أن غير ديشامب من خططه، لدفع الفريق لبلوغ هذه المرحلة.
تعديل ديشامب
وبدا واضحا أن قائد الفريق، الفائز باللقب عام 1998، يملك خططا طموحة لفرنسا، عندما اختار الجناح السريع عثمان ديمبلي، ضمن ثلاثي الهجوم في المباراة الافتتاحية، أمام أستراليا، مع جلوس المهاجم الأكثر قوة، لكن المفتقر للإبداع، أوليفييه جيرو، على مقاعد البدلاء.
لكن مع عدم جدوى خطته، واكتفاء الفريق بالتعادل 1-1، عاد ديشامب إلى المعتاد، حيث دفع بجيرو بدلا من ديمبلي، ولجأ للمخضرم بليز ماتويدي، بديلا لكورينتين توليسو.
واكتسب الفريق المزيد من التوازن، وانتزع الفوز 2-1 بعد تسديدة طائشة غيرت مسارها.
وتمسك ديشامب بنفس التشكيلة منذ ذلك الوقت، وكان الأساسي بالنسبة لخطته، هو قدرته على إقناع اللاعبين من أصحاب المهارات، مثل بول بوجبا، للنهوض بأدوار دفاعية إضافية.
وبفضل مساعدة نجولو كانتي، الذي لا يكل ولا يمل، حد أغلى لاعب في العالم سابقًا من ميوله الهجومية، ليصنع حائطا أمام الدفاع.
ووصف ديشامب أداء لاعب مانشستر يونايتد أمام بلجيكا، في الدور قبل النهائي، بأنه "هائل".
كما قال بوجبا إنه سعيد بالالتزام بطلبات مدربه، من أجل حصد الجائزة الكبرى في عالم كرة القدم، وهي كأس العالم.
وقال "أريد الفوز بكأس العالم هذه، وللقيام بذلك يجب عليك تقديم بعض التضحيات.. الدفاع ليس نقطة قوتي، لست كانتي لكنني سعيد للقيام بذلك، تقدم بي العمر وأصبحت أكثر نضجا".
قدرات عالية
ويضم دفاع فرنسا مجموعة من اللاعبين، من أصحاب القدرات العالية، مثل ثنائي قلب الدفاع، رفائيل فاران، وصمويل أومتيتي، وهما عنصران أساسيان في تشكيلة قطبي الدوري الإسباني، ريال مدريد وبرشلونة، على الترتيب.
والاثنان استطاعا حسم الانتصار في مباريات صعبة، بمراحل خروج المغلوب.
وافتتحت ضربة رأس قوية من فاران، إثر ركلة حرة، التسجيل لفرنسا أمام أوروجواي، التي لا ترحم، بينما أثبتت ضربة رأس دقيقة من أومتيتي، أنها أحدثت الفارق أمام بلجيكا.
وكان الهدفان من صناعة أنطوان جريزمان، هداف بطولة أوروبا 2016، الذي تمتع بحرية بسيطة في الهجوم، لكنه أثبت مدى فاعليته في نواحي أخرى.
وأظهرت الخبرة التي يتمتع بها الظهيران، مدى قوة وصلابة تشكيلة ديشامب.
ويملك لوكاس هرنانديز وبنجامين بافارد، الكثير من خبرة اللعب في قلب الدفاع، وهو ما يعني أن الاثنين لا يندفعان بشكل أهوج للأمام.
كما أثبت اللاعبان مدى نفعهما للفريق على الصعيد الهجومي، حيث سجل بافارد هدف التعادل المؤثر أمام الأرجنتين، بعد تمريرة من هرنانديز.