تقرير خاص | الكعبي .. من "العَدَمِ" إلى عالَمِ النّجومية والأضواء - El botola - البطولة

أيوب الكعبي

تقرير خاص | الكعبي .. من "العَدَمِ" إلى عالَمِ النّجومية والأضواء

أيوب رفيق (البطولة)
13 يوليوز 2018على الساعة20:03

أيوب رفيق (البطولة)

سِلاَحُه نَهمٌ كروي لا مَجَال لإشباعه، ورَأسمالِهِ طموحٌ شخصي لا يَنْضَبُ، ودَمَاثةُ أخلاقٍ كانت سبيله النّافذُ إلى قلوب زُملائه، كما خصومه. بهذه الصِّفات، شقَّ أيوب الكعبي مَسَاره في عالم المستديرة، وصَنَع له إسماً لاَمسَ صيْتَهُ كافَّة أرجاء الخريطة الكروية، وطنياً وقاريّاً، بلْ حتَّى دولياً، وهو الذي دَاعب مُفكّرة أندية مختلفة، قبل توقيعه في كشوفات الصيني.


يَشْهَدُ له المُقرَّبون بالـ"الهدوء البالغ"، و"الخَجَلِ"، وكذلك"التَّواضع"، خارج المُستطيل الأخضر، لكن ذلِك سُرعان ما يستحيل إلى جَسارة هجومية، ورباطةِ جأش، وجُرأة منقطعة النّظير، حين تطَأُ قدماه أرضية الملعب، جاعِلاً هاجِسَه الأوَّل زيارة شباك المنافسين، وإهداء النِّقاط والانتصارات لأنديته و.



"حب كرة القدم كان يَسْكُنُني منذ طفولتي، كُنت أُضحِّي بدراستي من أجل ممارسة اللعبة، ووالدي لطالمَا ساندني وأيَّد إدماني على الكرة، الأهم بالنسبة إليه هو عدم الانجراف مع تيار الإدمان على الممنوعات"، يقول صاحب الـ25 سنة، والهداف التاريخي لنهائيات 2018 بتسعة أهداف، في تصريح إعلامي سابق.


مُثابرة واجتهاد يتجاوزان الجانب الكروي

العِصامية والاعتماد على النَّفس من بين البنود التي تؤثِّثُ الدستور الخاص بأيوب الكعبي، في مشواره الشخصي كما الكروي، فالشاب الذي أبْصَر النّور بمدينة الدار البيضاء، وبالتحديد بحي "البرنوصي"، كان يُزاول مهنة النّجارة في مرحلة المراهقة، ويُوائِمُ بينها وبين الممارسة الرياضية.


ويسرد ، زميله في ، بعض خِصاله، بالقول: "أيوب أثبت أن الصَّبر والخُلق الحسن يُثْمران في آخر المطاف، وهما أهم ما يجب على لاعب كرة القدم أن يتَّسِم بهما"، مؤكداً، في حديث إعلامي، أن الدولي المغربي مُدمنٌ على الاجتهاد والعمل المُضني للتطوير من إمكانياته وقدراته.


قصَّ أيوب شريط علاقته بالمستديرة سنة 2011، بانضمامه إلى فتيان اتفاق للا مريم بالعاصمة الاقتصادية، ثم فئة الشُّبَّان بعد ذلك، إذ كان مُتَّقِداً بالموهبة والحماس، منذ ذلك الحين. "لقد كان موهوباً ويسجل الكثير من الأهداف، والفرق اتضَّح جلياً بينه وبين أقرانه"، يتحدث مدربه السابق في الفريق، يونس درو، ضمن تصريح لـ"القناة الثانية".


"الراسينغ البيضاوي" .. مرحلة المَخاض وبداية ارتقاء السُلَّم

لم تخلُ مسيرة الكعبي من مدٍّ وجزرٍ، وصعودٍ وهبوطٍ، حيث الْتحق بصفوف ، أحد الأندية المرجعية والعريقة، عام 2014، لكن جرت إعارته بعد موسم واحد إلى فريق في قسم الهواة يُدعى "الشَّعب"، قبل أن يُسجِّل عودته إلى كِبار "الراك" ويدشن رحلة البروز.



الموسم الأول لأيوب مع فريقه كُلّلَ بإحرازه سبعة أهداف، فيما دوَّن في الثاني 11 هدفا، غير أن الثالث سيظلُّ راسخاً في ذهنه وتاريخه، بعدما فاز بجائزة هداف بـ25 هدفا، مُساهماً في ارتقاء "الراك" إلى ""، موسم 2016 / 2017.


العروض المُشرقة التي نسجها اللاعب لم تكَنُ لتمضي دون أن تتلقَّفها أعْيُن و"رادارات" مجموعة من الأندية المغربية، كان فريق نهضة بركان أكثرها عزيمة وجدية في الظفر بخدماته، وهو ما نجح فيه، في الميركاتو الصيفي المنصرم، ليحرز في موسمه الأول بـ"الدوري المغربي للمحترفين" 12 هدفاً، محتلاً المرتبة الثالثة في قائمة الهدافين.

"الشَّان" .. المُنعطف الحاسم

مثل مفاجأة سارَّة جادَ بها القَدَر على المغاربة، كان أيوب الكعبي في نهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين، بحر هذه السنة. بنجاعة تهديفية عالية وحس هجومي بالغ، قدَّم اللاعب نفْسه للعالم أجْمعَ، حتى صار مادّةً دسمة تناولتها وسائل الإعلام الوطنية والقارية والدولية بإسهاب.



"حين تابعته للمرة الأولى بدوري النتيفي، أَيْقَنتُ أنه قادر على المضي قدماً والذهاب بعيداً في هذا الميدان"، يقول جمال السلامي، مدربه في منتخب المحليين إبَّان "الشَّان"، عقب تسجيل اللاعب لتسعة أهداف كاملة في المنافسة، وانتزاعه لجائزة الأفضل في المسابقة، عن جدارة واستحقاق وبالإجماع.



أما منير الجعواني، مدربه في فريقه نهضة بركان، فيُبرز انْضباطه وثبات مستواه، حيث يُسلِّط الضوء على "كونه اللاعب الأكثر مشاركة في الموسم الماضي مع ناديه"، فضلا عن إحرازه لثلاثين هدفاً في موسم واحد، ما بين مبارياته مع المنتخب المحلي أو الفريق البركاني أو حتى المنتخب الأول.



خوض الكعبي لنهائيات 2018 بروسيا مع "أسود الأطلس"، وانتقاله إلى هيبي فورتين الصيني بأكثر من ستة ملايين دولار، هو تتويج لمسار عنوانه الاجتهاد والعمل في صمت للاعبٍ يُزاوج بين التألق داخل الملعب والتواضع والخُلق الحسن خارجه وفي علاقته مع مُحيطه.

طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة