صحف كرواتيا تشيد بالحلم وإنكلترا بالوحدة
انقسمت الصحف الكرواتية والانكليزية الصادرة الخميس بين الاشادة بمنتخب الأولى الذي حقق "الحلم" وبلغ نهائي كأس العالم، والثانية التي لم تخف خيبتها على رغم دور "الأسود الثلاثة" في "توحيد" انكلترا.
وفاز المنتخب الكرواتي على نظيره الانكليزي 2-1 بعد التمديد (الوقت الأصلي 1-1)، في المباراة التي أقيمت بينهما الأربعاء على ملعب لوجنيكي في موسكو، ضمن نصف نهائي مونديال روسيا. وبلغت كرواتيا المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخها، بينما كانت انكلترا تمني النفس ببلوغها للمرة الثانية، بعد عام 1966 عندما توجت على أرضها.
وتصدر الصفحة الأولى لصحيفة "سبورتسكي نوفوستي" الكرواتية عنوان "حلم، حلم، حلم! كرواتيا في النهائي. لا تستيقظوا، سنكرر ذلك!"، في إشارة الى توقع الصحيفة إحراز المنتخب اللقب عندما يلاقي فرنسا في المباراة النهائية للمونديال الروسي التي تقام الأحد في موسكو.
واعتبرت الصحيفة ان مدرب المنتخب زلاتكو داليتش بات "أسطورة"، وان المنتخب سيكون أمام فرصة "الثأر" من خسارته 1-2 أمام فرنسا المضيفة في نصف نهائي مونديال 1998، عندما بلغت كرواتيا هذا الدور للمرة الوحيدة (قبل 2018)، في مشاركتها الأولى كدولة مستقلة.
واعتبرت الصحيفة ان ثلاثة عوامل ساهمت في الانجاز الكروي، هي "المعنويات الكرواتية التي لا تكسر، نوعية اللاعبين، والخطوات الصحيحة للمدرب داليتش"، متوقعة ان تكون المباراة النهائية الأحد "مواجهة كبرى بين الفريقين اللذين قدما الأفضل في كأس العالم".
من جهتها، رأت صحيفة "يوتارنيي ليست" ان كل ما يتبقى الآن هو "خطوة اضافية نحو اللقب"، ناشرة صورة كبيرة للمهاجم ماريو ماندوزيكتش الذي سجل الهدف الكرواتي الثاني في الشوط الاضافي الأول.
وتوجهت صحيفة "فيسيرنيي ليست" الى اللاعبين "الأساطير" بالقول "الآن، اسعوا الى الذهب".
ونقلت الصحف المحلية عن المدرب السابق ميروسلاف بلازيفيتش الذي قاد المنتخب الى نصف نهائي 1998، قوله انه "سعيد جدا (...) هذه إحدى أجمل اللحظات في مسيرتي في كرة القدم".
ورفض المدرب البالغ من العمر 83 عاما، التعليق على المباراة المقبلة ضد فرنسا، قائلا "أريد ان أستمتع بهذه اللحظة. سنتحدث عن فرنسا في الأيام المقبلة. سقط الانكليز، ايماننا بقدرتنا على القيام بذلك كان حاسما".
واحتفل عشرات الآلاف من المشجعين الكرواتيين في العاصمة زغرب ومدن أخرى لساعات ليل الأربعاء الخميس بفوز منتخب بلادهم وبلوغه المباراة النهائية الأولى له في كأس العالم.
- أمل انكليزي -
في المقابل، طغت الخيبة على وجوه عشرات الآلاف من المشجعين في لندن والمدن الانكليزي ليل الأربعاء، لاسيما وان الخسارة أتت بعد تقدم منتخب بلادهم بهدف مبكر في الشوط الأول من المباراة.
الا ان الصحف أشادت بقدرة المنتخب على توحيد البلاد في ظل أزمة سياسية على خلفية "بريكست" (الخروج من الاتحاد الأوروبي)، وخطة مثيرة للجدل للعلاقة بين المملكة المتحدة والاتحاد في المراحل المقبلة.
وكتبت صحيفة "ذا صن" الانكليزية "أمتنا المقسمة توحدت بفضل رجل انكليزي مهذب (المدرب غاريث ساوثغيت) ومجموعة من الشبان العاديين"، في اشارة الى لاعبي المنتخب ذي التشكيلة الشابة.
أضافت الصحيفة "انسوا مانشستر يوناتيد، وست هام يونايتد، نيوكاسل يونايتد. حاليا، نحن انكلترا +يونايتد+ (متحدة)، أولا خلف الأمل (بالتتويج باللقب)، والآن بعد الخسارة".
ورأت "ديلي ميرور" ان المنتخب الانكليزي الذي سيلاقي نظيره البلجيكي السبت في مباراة المركز الثالث، سيدخل "لاعبوه برؤوس مرفوعة لعلمهم انهم فخورون بأنفسهم، وانهم رسموا ابتسامة على وجه بلد متعارض".
ولفتت صحيفة "ذا تايمز" الى انه بعد تتويج انكلترا بلقب 1966، انضمت المملكة المتحدة الى الاتحاد الأوروبي (عام 1973)، بينما تتجه الآن لتركه. وقالت "هل سنكون قد خرجنا عمليا من الاتحاد الأوروبي بحلول مشاركتنا المقبلة في المباراة النهائية لكأس العالم، نقطة قابلة للنقاش"، في اشارة ضمنية الى الانتظار الطويل منذ النهائي الأخير (52 عاما)، وأيضا صعوبة مسار الخروج العملي من الاتحاد والمفاوضات المضنية.
أضافت "على رغم ذلك، كما قال مدرب انكلترا المثير للاعجاب غاريث ساوثغيت، الفريق وفر شعورا موقتا من الوحدة في زمن الانقسام".
واعتبرت صحيفة "ذا غارديان" ان "انكلترا خسرت، الا ان ساوثغيت أعاد ايقاد النار، بحسب المشجعين الفخورين".