رؤوف خليف في لقاء حصري مع مراسل البطولة في المونديال "محمود ماهر"
خاص لـ “البطولة” | رؤوف خليف: الكرة ظلمت المغرب، والمدرسة الفرنسية تُناسب مصر!
حاوره | محمود ماهر (البطولة / موسكو - روسيا)
رغم مشكلة الحبال الصوتية التي أبعدته عن مباريات الجولة الأخيرة من دور مجموعات كأس العالم 2018، ورغم انشغاله بمتابعة كل صغيرة وكبيرة عن المباريات رفقة قنوات (بي إن سبورتس)، إلا أنه أوفى بوعده وجاء في الموعد المحدد لإجراء هذا الحوار الحصري لـ (البطولة).
المعلق الرياضي التونسي الشهير، صاحب الحنجرة الذهبية، والعبارات الرنانة، “رؤوف خليف”، تحدث بصدر رحب في عدة موضوعات عن الكرة العالمية والعربية عمومًا، والمغربية والمصرية خصوصًا، كما وجه نصيحة إلى المعلقين الرياضيين، وتطرق للطقوس التي يتبعها خلال تواجده في موسكو هذه الأيام.
المغرب أهان إسبانيا
تحسر رؤوف خليف في بداية المقابلة على الخروج غير المُستحق للمنتخب المغربي من الدور الأول، مشيرًا إلى أنه أهان نظيره الإسباني في الجولة الثالثة وكان الأحق بالفوز في تلك المباراة، مؤكدًا أن التحكيم ظلم الفريق في الجولة الثانية أمام البرتغال.
وقال “من دون منازع المنتخب المغربي هو أفضل منتخب عربي قدم لنا كرة جميلة خلال كأس العالم 2018، كان يستحق التأهل إلى الدور الثاني لكن مع الأسف الكرة ظلمته. البرتغال تقدمت على المغرب بهدف ظالم”.
وأضاف “لكن المغرب ربح منتخب قوي سيكون في القريب العاجل ربما بطلاً لأفريقيا، وبالتأكيد استمرار المدير الفني هيرفي رونار مطلوب ومهم في هذه المرحلة من أجل المصلحة العليا، أنا مع بقاء هذا المدرب حيث قدم عمل جيد جدا”.
“في هذا المونديال لا يوجد منتخب فوق العادة، وبخلاف المغرب، أفضل منتخب أعجبني في تقديم كرة قدم جذابة هو الكرواتي، أرى أنه الفريق الأكثر قدرة على الإطاحة بالكل، كذلك المنتخب البلجيكي ممتاز. انتظر المزيد من المفاجآت، ربما مَن يفوز بالبطولة فريق لم يسبق له التتويج من قبل، كرواتيا وبلجيكا مرشحان للفوز ويمثلان خطورة على أي فريق. فرنسا والأرجنتين لم يقدما الكثير، ومنتخب إسبانيا متذبذب وأهين أمام المنتخب المغربي كرويًا”.
رونار ومصر
نصح خليف الاتحاد المصري بمواصلة الاعتماد على المدرب الأجنبي في السنوات القادمة، والتغاضي عن فكرة منح حسام حسن أو أي مدرب محلي الفرصة، بسبب تغير عقلية اللاعب المصري في السنوات الأخيرة.
وقال المعلق المرموق لـ (البطولة) في هذا الصدد “كان بالإمكان أفضل مما كان في المونديال بالنسبة لمصر. الظروف التي صاحبة مشاركة الفريق لم تكن جيدة على الإطلاق”.
وتابع “هناك مشاكل أحاطت بنجم الفريق الأول (محمد صلاح) بخصوص حق رعاية صورته، ومشاكل أخرى تنظيمية تخص المعسكر، والضربة المؤلمة لمحمد صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد لا تنساها، كل تلك الظروف الصعبة عجلت بهبوط مستوى المنتخب المصري”.
وزاد “عمومًا يبقى المنتخب المصري ورقة كبيرة في أفريقيا، ومرشح بارز للتتويج بكأس الأمم القادمة في الكاميرون مثله مثل المنتخب المغربي، وما حدث في المونديال ظرف يُحتم على مسؤولي الاتحاد المصري البحث عن مدرب أجنبي كفء في أقرب وقت ممكن”.
وأشار خليف “في العادة أقول: أن المدرب الوطني يكون أكبر حافز بالنسبة للاعبي المنتخبات في التظاهرات الكبرى، لكن يبدو أن المنتخب المصري بحاجة لمدرب أجنبي جديد يُساعده على التطور، النجاح أراه سيكون مضمونًا في قادم الأيام”.
وأتم “رئيس الاتحاد المصري (هاني أبو ريدة) تحدث في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي عن احترامه لعقد هيرفي رونار مع الاتحاد المغربي، ولهذا لن يقدم على التفاوض معه؟ من الجيد تفكير مصر في المدرسة الفرنسية فهي مدرسة ناجحة وتُناسب اللاعب المصري، وبالتأكيد هناك مدربين آخرين من فرنسا قادرين على إعطاء الإضافة مثل رونار”.
زلزال كروي
لم يجد خليف أفضل من وصف الخروج المُبكر لألمانيا من كأس العالم بالزلزال الكروي، وذهب نحو تفنيد الأسباب لمراسل البطولة (محمود ماهر)، قائلاً “ما حدث لألمانيا بمثابة الزلزال الكروي لأنه حامل اللقب العالمي وفاز هنا بكأس القارات العام الماضي”.
وتابع “كل المؤشرات دلت على أن ألمانيا لن تنجح في الحفاظ على لقبه، حيث تعرض لنتائج مخيبة في المباريات التحضيرية، ولم يقم يواكيم لوف بتجديد عدة مراكز، وظل بنفس الفكر والتكتيك الكروي، فصارت خططه مدروسة بالنسبة للخصوم، بالتالي النتائج التي حدثت في دور المجموعات جاءت منطقية”.
وتعرض لوف لانتقادات لاذعة لتفضيله اللاعب “رودي” على نجم مانشستر سيتي الموسم الماضي “لروا ساني” الذي كان أحد الأعمدة الرئيسية في خطة “بيب جوارديولا” وسجل وصنع العديد من الأهداف الهامة في سكة الفريق نحو معانقة لقبي كأس الرابطة والدوري المحلي.
الحبال الصوتية وموسكو
يُفضل خليف التجول في الشوارع المحيطة بفندق الإقامة والمتاجر الكبرى بالعاصمة موسكو، خاصةً مع المحلل الرياضي الكويتي ونجم كرة القدم الكويتية في الثمانينيات “فيصل الدخيل”.
ويقول “للعلم أنا لم أقم بالتعليق منذ يومين بسبب مشكلة في الحبال الصوتية، وأعالج نفسي منها بمساعدة محمد سعدون الكواري بالعسل اليمني، لكنني وعدتكم في (البطولة) بإجراء الحوار وقررت المجيء في الموعد رغم أن الأطباء نصحوني بألا أتحدث بكثرة، وأنا أتحدث الآن”.
“في موسكو، أعيش حياة عائلية واجتماعية متميزة مع زملائي في بي إن سبورتس، نخرج ونتسلى في وقت الفراغ إذا لم تكن لدينا مباريات، وشخصيًا أقضي معظم وقتي مع أبو فواز (فيصل الدخيل)، عمومًا هذه فرصة كبيرة لنجتمع بالأحباب بشكل يومي لمدة شهر”.
“أما يوم المباراة، أضع كل تركيزي على التحضير، أعتقد أن المعلق يُحضر نفسه أكثر من اللاعب، نفسيًا وبدنيًا، للحفاظ على التركيز الكلي، هناك طقوس يجب أن نحترمها”.
نصيحة
وتصل خبرة رؤوف خليف في عالم التعليق الرياضي لأكثر من 18 عامًا، حيث عمل لقنوات راديو وتلفريون العرب والشو تايم والجزيرة الرياضية قبل بي إن سبورتس.
ووجه التونسي نصيحة إلى زملائه المعلقين الجدد بعدم الإنجراف وراء موضة السجع بمناسبة ودون مناسبة، مؤكدًا أن تحضير المعلومة شيء لا مفر منه، أما تحضير التعليقات والكلمات الرنانة فلا يجب تحضيرها وتركها تحدث بشكل تلقائي وطبيعي كي تُقنع المتلقي وتدخل قلبه.
وقال خليف “الكلام دائمًا ابن الزمان، القارحة تتفتح، والشجن يحضر، وسبحان الله لما يكون الأمر طبيعي يدخل قلوب الناس من دون استئذان، والحمد لله هذه نعمة من نعم الله أن يعطيك موهبة السجع، لأن السجع صعب، أن تستحضر الكلام بنفس الوزن على الهواء مباشرة، وهذه يلزمها بلاغة لغوية قوية، وثقافة في اللغة العربية، وبحكم دراستي في كلية الحقوق، ساعدني ذلك كثيرًا، والحمد لله هناك رضا من الناس”.
وختم “لو تحضر كلمات متصنعة لن تصل إلى القلوب، يجب أن ترتجل، المعلومة لابد من تحضيرها، لكن التعليق تلقائية وارتجال”.
وسَينشر (البطولة) المزيد من التصريحات لرؤوف خليف عن الكرة الذهبية 2018 ووضع المنتخب التونسي مع المدير الفني الوطني “نبيل معلول” خلال الساعات القليلة القادمة..فانتظرونا.
لمتابعة محمود ماهر عبر تويتر (اضغط هنا)