تقرير | من تنظيف الشوارع إلى سلم المجد.. "حارس إيران، لبّى موعد النجومية" - البطولة
تقرير | من تنظيف الشوارع إلى سلم المجد.. "حارس إيران، لبّى موعد النجومية"

.

تقرير | من تنظيف الشوارع إلى سلم المجد.. "حارس إيران، لبّى موعد النجومية"

محمود علي
27 يونيو 2018على الساعة22:05

اجتذب الحارس الإيراني، علي رضا بيرانفاند، الأنظار إليه، بعد تألقه في مباريات الثلاث في مرحلة المجموعات بنهائيات، لا سيما مباراة ، التي تصدى خلالها لركلة الجزاء التي سددها

لكن التألق الذي ظهر عليه البالغ من العمر 25 عاماً لم يأتـ من فراغ، إذ أنه جاء بعد ركلة كفاح عانى فيها من مراحل كانت جد صعبة على المستويين الحياتي والفني.


نشأ علي وسط عائلة بدوية رحّالة امتهنت رعي الأغنام في مدينة أزنا لستار الإيرانية، وبينما فرضت عليه مسؤولية الابن الأكبر مساعدة أهله، كان لعب كرة القدم مع أصدقائه يُهون عليه كثيراً من مشقة ضغوطات الحياة.


وعندما بلغ الثانية عشر من عمره، انضم إلى أحد فرق المدينة كـ حارس مرمى لممارسة اللعبة التي استحوذت على كل شغفه، لكن والده مرتضى كان العائق الوحيد أمامه.


ويقول علي لصحيفة "الجارديان" البريطانية عن هذا: "لقد وصل الأمر بوالدي إلى حد تمزيق ملابس الكرة الخاصة بي وقفازي، بسبب رفضه ممارستي لكرة القدم، وكنت أضطر في كثير من الأوقات إلى اللعب بيدي عاريتين بسبب ذلك".

أدرك بيرانفاند أن الحل الوحيد أمامه لتحقيق حلمه، هو الهروب من منزله، وبالفعل قرر الهروب صوب العاصمة طهران بحثاً عن فرصة، وتمكن من الالتحاق في البداية بأحد الأندية، وكلفه التدريب معه آنذاك مبلغ يُقدر بنحو 30 جنيهاً استرلينياً.


وكانت الأزمة الحقيقية له في ذلك التوقيت، هو إيجاد مكان للنوم، بعد أن نفذت أمواله القليلة التي جاء بها من بلدته، فـ اضطر إلى المبيت مع مهاجرين فقراء آخرين في منطقة برج آزادي بالعاصمة، مقابل تقاسم الإيجار معهم، وكان يضطر في كثير من الأحيان للنوم أمام بوابة النادي لتوفير حق المواصلات.


في ذلك التوقيت، علم مدربه الحسين فايز، بأوضاعه السيئة، فرتب له مكان للإقامة به في منزل زميل له بالفريق، ومن هناك عمل في مصنع خياطة مملوك لوالد زميل آخر معه في الفريق، ثم عمل في غسيل السيارات.

في مرحلة الشباب، انتقل لفريق نفط طهران، وسمح له مسؤولو الفريق بالإقامة بغرفة الصلاة مؤقتاً، لكن بعد وقت منعوه من ذلك، فاضطر للعمل في مطعم بيتزا، لكنه لم يدم هناك طويلاً، وذلك بسبب تعرضه للإحراج حينما وجد نفسه وجهاً لوجه امام أحد مدربيه، الذين كانوا يشترون البيتزا، وعندما امتنع عن خدمته بعد استشعاره الحرج، طرده صاحب المطعم.


وكانت مهنته الآخيرة التي اتجه إليها، هي عامل نظافة في لوليه بارك في العاصمة طهران.


وأثر عدم إيجاد مكان للنوم على تركيز وطاقة علي وتأديته في فريقه بنادي نفط طهران، فـ استغنى عنه مسؤولو النادي، لكن بعد فترة كان قد اقترب فيها من عامه الـ 23 تلقى اتصالاً هاتفياً من مدربه في الفريق، الذي طلب منه العودة مُجدداً، وقد كانت العودة التي فتحت له آخيراً أبواب النجومية.

فـ بعد فترة من عودته، نجح علي في اللعب بشكل أساسي مع فريقه، ومن ثم انضم إلى المنتخب الاولمبي الإيراني دون الـ 23 عاماً، حتى وصل إلى المنتخب الإيراني الأول.


ربما كان ذلك، هو السبب في أنه لم يخشـ نظرات رونالدو عندما حدق في عينيه، في ركلة الجزاء التي جمعتهما وجهاً بوجه، فقد واجه في حياته ما كان أصعب بكثير من نظرات اللاعب الأفضل في العالم.


طاغات متعلقة