صورة مركبة لبعض اللاعبين الذين فسخوا عقدوهم"
"الطّلاق السريع" يَزْحفُ على الكرة المغربية
أيوب رفيق (البطولة)
بينما لازال يلَفُظُ الموسم الجديد أنفاسه الأولى، بدأت ظاهرة "الانفصال" بين اللاعبيْن وأنديتهم ب"الدوري المغربي للمحترفين" في التَّناسل؛ ولا يتعلَّق الأمر هنا بأسماء عمَّرت لأشهر أو سنوات في أحضان فرقها، بل بلاعبين انضموا فقط في الميركاتو الصيفي الجاري، ثم ترجّلوا عن السفينة قبل حتى أنْ تُباشر مسيرها، بعد أسابيع أو شهر ونصف على أكثر تقدير.
الظاهرة التي كانت تطل على الميركاتو في المواسم المنصرمة، بحالة أو حالتيْن؛ مثل الموسم الماضي، حينما فسخ فريق الجيش الملكي عقد لاعبه محمد التسولي، عقب أسابيع قليلة من انتدابه، اتّسمت هذا الموسم بتعدُّد حالاتها، وهو ما يؤكد بالملموس تنامي هذه الممارسة وزحفها على الكرة المغربية.
ويطفو إسم اتحاد طنجة على السطح كأحد الأندية التي ترتبط على نحو كبير بهذا الموضوع؛ إذ فسخَتْ، في الميركاتو الجاري، عقود لاعبين ضمَّتهم في ذات موسم الانتقالات، انطلاقا من عبد الله مادي، الذي قضى أسابيع قليلة فقط قبل المغادرة نحو سريع واد زم، ووصولاً إلى حفيظ ليركي، الذي انفصل بالتراضي عن فريق البوغاز، اليوم الإثنين.
كما شهد سِجِّل الجيش الملكي، في الميركاتو الجاري، ذات الأمر، بعد تعاقده مع السنغالي الأصل، ساير سيني، قبل أن يتم الاستغناء عنه بعد أسابيع قليلة فقط، إثر الوقوف على إمكانياته من طرف الإطار الوطني، عزيز العامري، عِلماً أن الجماهير العسكرية كانت تنتظر الكثير من الإسم الفرنسي الجنسية قبل قدومه.
هذا ويُعزى في أغلب الأحيان هذا الموقف إلى تسرُّع الفرق في التعاقد مع اللاعبين قبل ضم المدربين الذين سيقودونها. وفي هذا الصدَّد، يقول ميري كريمو، الدولي المغربي السابق: "إنها إحدى الممارسات التي تُحيل إلى الهواية وليس إلى مسابقة تتطلع إلى مُعانقة الاحتراف".
"كيف لنادٍ يتعاقد مع ثمانية لاعبين أو أكثر ثم يفسخ بعد ذلك عقود عدد منهم، إذن هناك خلل ما، لماذا لم تقف الفرق وأطرها التقنية بشكل دقيق على مؤهلات اللاعبين قبل انتدابهم"، يتحدث مهاجم "أسود الأطلس" سابقاً في تصريح خصَّ به "البطولة".
وشدَّد المتحدث نفسه على حتمية تحسين مثل هذه الجوانب التي تُحيط باللعبة ومُقاربة تدبيرها من طرف الإداريين، داعيا الأندية إلى التعاقد مع مدربيها قبل بداية الموسم، حتى يتكفّل هذا الأخير برسم الاستراتيجية الخاصة بالانتدابات وتعزيز التركيبة البشرية بمن يراهم مُناسبين.