حوار خاص لصحيفة البطولة رئيس الاتحاد القبائلي لكرة القدم كل من يطالب بالتحرر من الجزائر مصيره السجن أو المنفى عكس مبدأ 'تقرير المصير' وعلاقتنا بالشعب المغربي تفوق الأخوة
حوار خاص لـ"البطولة"/ رئيس الاتحاد القبائلي لكرة القدم: "كل من يُطالب بالتحرر من الجزائر مصيره السجن أو المنفى عكس مبدأ 'تقرير المصير' وعلاقتنا بالشعب المغربي تفوق الأخوة"
كسر رئيس الاتحاد القبائلي لكرة القدم، أكسيل بلعباسي، صمته في مقابلة مع صحيفة "البطولة"، للتعريف بالمنتخب القبائلي للعبة، كصورة من صور نضال الشعب القبائلي، والذي تحوّل من المطالبة بـ"الحكم الذاتي" إلى النضال من أجل "الاستقلال" عن الجزائر.
/ بداية، نريد التعريف بضيفنا الكريم أكسيل بلعباسي. من يكون وما هي قصته مع القبائل؟
أكسيل شاب من شبان القبائل. ترعرعت في قرية اسمها 'تل عثمان' والتي تبعد عن 'تيزي وزو' بـ10 كلم. كنت لاعب كرة قدم هواة ومن الأوائل الذين أسسوا فريق الهواة الخاص بنا، وكنت محبًا للعبة ومناصرًا كبيرًا لشبيبة القبائل الفريق المعروف والذي حقق العديد من الكؤوس الأفريقية وكثيرون يعرفونه في المغرب. المهم هو كيف بدأت مشواري السياسي، حيث باشرت العمل في القضية الأمازيغية. ترأست جمعية ثقافية قبائلية في 2006، وغادرت أرض الوطن إلى فرنسا في 2011 وأنا مستقر هناك منذ ذلك الحين. بدأت النضال مع حركة الـ'ماك' في 2007. كنت أتابعهم عن بعد، وعندما وصلت إلى فرنسا انخرطت رسميًا في الحركة كمناضل. وفي 2013 جاءت الفكرة الأولى لتأسيس فريق وطني للقبائل، عندما التقيت الرئيس فرحات مهني في باريس.
/ منذ متى أصبح شعب القبائل يطالب بالاستقلال من دولة لا تربطه بها أي علاقة؟ وكيف يناضل أبناء القبائل من أجل نيل حريتهم؟
النضال من أجل استقلال الشعب القبائلي بدأ بعد مجزرة 2001 عندما تم قتل أكثر من 130 شخصًا قبائليًا من طرف الجمارك الجزائرية رميًا بالرصاص وعلنًا أمام كل الناس. لقد كانت القطرة التي أفاضت الكأس، حيث وقعت عدة أحداث أخرى قبل تلك السنة. ما حدث في 2001 كان سببًا رئيسيًا في دفع المسؤولين في القبائل على رأسهم فرحات مهني لسلك طريق آخر، بعد محاولات دامت لسنين من أجل التعايش مع الشعوب الأخرى الجزائرية ومع السلطات الجزائرية لكن محاولاتنا كلها قُوبلت بالرفض. لذلك تم تأسيس حركة الـ'ماك'، من أجل المطالبة بـ'الحكم الذاتي' للشعب القبائلي، ولأن لا أحد استمع لهذا المطلب، تم تأسيس أول حكومة مؤقتة في المنفى بباريس عام 2010، وبعدها ذهبت الحركة للمطالبة بالاستفتاء واستقلال القبائل.
/ كيف ستساهم الرياضة وكرة القدم تحديدًا في التعريف بقضية الشعب القبائلي؟
كرة القدم والرياضة عامةً هي أداة من أدوات النضال السلمي لأي شعب، خاصةً كرة القدم التي تعتبر رياضة شعبية ويعشقها الجميع في شمال أفريقيا. لهذا نعتبر إنشاء المنتخب القبائلي ليس فقط من أجل اللعب، بل أيضًا من أجل التعريف بقضيتنا ونضال الشعب القبائلي، لأنه في كل مناسبة يلعب فريقنا ستجد العلم القبائلي والنشيد القبائلي يرافقانه. إنها قضية نضال أكثر ممّا هي ممارسة الرياضة.
/ هل تتفق مع المقولة التي تقول إن السياسة تفسد والرياضة تصلح ما تفسده السياسة؟
نعم يمكننا القول في بعض الأحيان إن الرياضة تصلح ما تفسده السياسة لكن الأمر ليس حتميًا. تابعنا على سبيل المثال المباراة الأخيرة بين المنتخبين المغربي والجزائري لأقل من 17 سنة وما حدث فيها، وكيف زادت من حدة الأزمة بين الجانبين. نحن بالطبع ندين بشدة ما جرى للناشئين الذين لا يعرفون شيئًا عن السياسة. معاملتهم بهذه الطريقة (كضيوف) أمر فظيع.
/ أصبحنا نسمع كثيرًا عن المنتخب القبائلي لكرة القدم ورغبة أبناء القبائل في تطويره واللعب في مستوى المنتخبات الوطنية إقليميًا ودوليًا. حدّثنا عن نشأة هذا المنتخب الذي يمثل أكثر من 11 مليون قبائلي وما طموحاتكم كرئيس للاتحاد القبائلي للعبة؟
كما قلت سابقًا، أول فكرة لتأسيس الفريق الوطني القبائلي أتت في 2013 بعد لقائي بالرئيس فرحات مهني، والذي أبدى رغبته الكبيرة في إنشاء فريق وطني لكرة القدم، وعندما لاحظ أنني شخص يحب اللعبة، اغتنمنا الفرصة وتحدثنا عن الظهور في كأس العالم للشعوب غير المعترف بها (كونيفا) في 2016، لكننا لم نتمكن آنذاك من المشاركة بسبب ضيق الوقت والظروف المادية. هذه الأمور منعتنا من المشاركة في نسخة 2016، لكننا نجحنا في الانضمام إلى 'كونيفا' يوم 14 يونيو 2017، وتأهلنا بعد التصفيات إلى كأس العالم للشعوب غير المعترف بها والتي جرت في إنجلترا عام 2018. حجزنا تأهلنا من بين 56 فريقًا مشاركًا إلى النهائيات التي كانت تضم 16 فريقًا وطنيًا، وأخذنا المرتبة العاشرة فيها وهي مشرفة لأنها كانت أول مشاركة لنا رغم الصعوبات الكثيرة التي واجهتنا، خصوصًا اللاعبين الذين كانوا خائفين من التنقل إلى إنجلترا، والجزائر استعملت كل الطرق لإفشال مشاركة الفريق الوطني القبائلي، لكننا شاركنا في المسابقة وكانت مشاركتنا إيجابية جدًا. إنها المرة الأولى التي يُسمع فيها النشيد القبائلي في ملعب بإنجلترا وأمام حضور الجماهير. لقد كانت لحظة تاريخية بالنسبة لنا، بحضور الرئيس المؤقت فرحات مهني في الملعب.
/ هل هناك خطة (استراتيجية) لتطوير كرة القدم والرياضة عمومًا في القبائل وجعلها صورة من صور التحضر والحرية للقبائليين؟
طموحاتنا في الحاضر هي التأهل إلى كأس العالم 'كونيفا' 2023 ولم لا محاولة الفوز باللقب، أما طموحنا في المستقبل هو المشاركة في المباريات الرسمية للفيفا وامتلاك منتخب وطني مثل جميع الشعوب المستقلة، ونتمنى قبل كل هذا أن تكون هناك مباراة ودية بين فريق مغربي والفريق الوطني القبائلي في المملكة. أغتنم الفرصة لتوجيه الدعوة لكل الفرق المغربية، إذا كان هناك فريق مستعد للعب مع الفريق الوطني القبائلي، فهذا سيشرّفنا كثيرًا.
/ هل تم إنشاء منتخبات أخرى للقبائل في الرياضات الجماعية؟ وماذا عن دعم الرياضات الفردية؟
لدينا فريق التايكواندو الذي شارك في إحدى الكؤوس الأفريقية، كما نمتلك لاعبين يشاركون في الرياضات الفردية، سواءً في الكاراتيه أو رياضات أخرى، لكن الأمر أصبح صعبًا في الأعوام الأخيرة، فأنتم تعرفون أن كل من يرفع علم القبائل مصيره السجن أو المنفى عكس مبدأ "تقرير المصير". لهذا السبب يخاف الناس، بالرغم من أن كثيرين يريدون تمثيل الشعب القبائلي، لكن تغطرس الحكومة الجزائرية يمنعهم من ذلك.
/ قُمت بعدة زيارات شخصية وعائلية إلى المغرب. نطلب منك وصفاً للعلاقة بين أبناء المملكة وأبناء القبائل والقواسم المشتركة بينهما؟
هناك مذكرة توقيف دولية ضدي من طرف الجزائر ولهذا لا أستطيع الدخول إلى بلدي القبائل. وعندما أذهب إلى المغرب أحس وكأنني في بلدي بدون مجاملة. أشعر وكأنني في القبائل، والشعب المغربي معروف وأعرف العديد من أبنائه حتى قبل ذهابي إلى المملكة لأول مرة. دائمًا ما أحظى بترحيب الأخوة من المغاربة. هناك شيء آخر يُسعدني كثيرًا وهو تقدّم المغرب في كل المجالات، حتى أصبح نموذجًا لكل الدول الأفريقية التي تسعى لأن تتعلم منه الكثير والكثير.
/ كلمة أخيرة تقولها للجمهورين المغربي والقبائلي.
كلمتي الأخيرة للشعب القبائلي والشعب المغربي هي "الأخوة والأخوة ثم الأخوة". نتمنى تقوية العلاقات والأخوة بين هذين الشعبين والمضي معًا إلى الأمام، وهذا لن يحدث إلا بمساهمة القبائليين والمغاربة. نتطلع لإنشاء تنظيمات رياضية وثقافية بين الجانبين. وللعلم، فإن الكثير من أبناء القبائل اختاروا قضاء عطلتهم الصيفية هذا العام في المغرب وهذا أمر يُسعدنا كثيرًا. نتمنى الخير للجميع، ولنا لقاء قريب في المملكة خلال زيارتي السادسة لها إن شاء الله.