كانت مواجهة الرجاء والأهلي المصري، لحساب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا "القشة" التي قسمت ظهر إدارة الفريق الأخضر، بعد نهاية حلقات مسلسل صبر أنصار النادي "الطويل"، مخافة التشويش على اللاعبين وحرمانهم من التركيز على مهمة السعي وراء اللقب القاري الرابع.

وغادر الرجاء الرياضي المسابقة القارية الأغلى على يد الأهلي المصري، إثر هزيمته ذهابا بهدفين مقابل واحد، واكتفائه بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله إيابا في الدار البيضاء، ما أجج من غضب أنصار النادي تجاه إدارة الفريق خاصة بعد أن تفننت هذه الأخيرة في إطلاق الوعود ذات اليمين وذات الشمال بمجرد تسلمها مقاليد تدبير النادي الأخضر.

ولوح رئيس النادي أنيس محفوظ لحظة انتشائه بانتخابه رئيسا للرجاء الرياضي بجملة من الوعود مبديا ثقته التامة في قيادة النادي صوب حلم التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا عبر جلب مدرب "عالمي" على حد وصفه هو مارك فيلموتس، الذي لم يعمر مقامه في القلعة الخضراء طويلا، بالإضافة لاستقدامه لثلة من اللاعبين الذين لا زال الكثير منهم حبيس دكة الاحتياط أو منحصرا ظهوره في صور تداريب الفريق.

ومن جهته سار عبد الإله الإبراهيمي، الناطق الرسمي على نهج رئيس النادي، حين أكد في العديد من المناسبات أن الفريق الأخضر على موعد مع التعاقد مع أسماء في المستوى، مطالبا بالمساندة "اللا مشروطة" للجماهير لتحقيق لقب دوري أبطال أفريقيا، ليحضر بعدها الدعم المتواصل لعشاق الرجاء وتغيب وعود ظهرت "حقيقتها" منذ نهاية الميركاتو الشتوي.

وقال الإبراهيمي حينها: "لم يعد مسموحا لنا الغياب أكثر عن منصة التتويج، سنجهز لاعبين في المستوى وسنستقدم مدربا عالميا. نود من الجماهير مساندتنا دون تفرقة، والانتدابات لا بد أن توازي قيمة النادي".

وتعاقد الرجاء الرياضي منذ تولي أنيس محفوظ ومكتبه مع كل من الحارس الجزائري مرباح غايا، والمهاجمين الكونغوليين كاديما كابانغو وبيني باديبانغا، هيثم البهجة، يونس مختار، الحارس مروان فخر، عبد المنعم بوطويل، محمد المورابيط ثم عبد الصمد البدوي.

وفي قراءة قصيرة لتعاقدات النادي الأخضر، فرض الحارسان مرباح غايا ومروان فخر مكانتيهما في الكتيبة الرجاوية، بينما فشل المهاجمان كابانغو وباديبانغا في إيجاد موطئ قدم لضعف مؤهلاتهما الفنية، رفقة هيثم البهجة الذي لم ينجح في التأقلم لحدود اللحظة، فيما لم يخض البدوي ومختار أي مباراة رسمية مع "النسور"، في وقت لا زال محمد المورابيط يغيب عن الفريق بسبب "عدم انضباطه".

وباع المكتب المسير للرجاء الرياضي الوهم لأنصاره بعد أن عرفت مواجهة الأهلي المصري "الحاسمة" غياب أي إسم للعناصر التي جلبتها إدارة الفريق خلال "الميركاتو الشتوي"، ليضرب بتصريحاته السابقة عرض الحائط معريا عن واقعه "المرير" وفشله في تسيير ناد بحجم الرجاء.

وكان يوسف شيبو، محلل قنوات "بي إن سبورتس" قد وضع المكتب المديري للرجاء في المرآة، وجعل أخطاءه تحت العدسة المكبرة، بعد الإقصاء أمام الأهلي، حين صرح قائلا: "عيب وعار على المسؤولين الذي يقودون الفريق بشكل غير احترافي. هم أناس هاويين وأقزام في التسيير".

وبذلك، أضحت الجماهير الرجاوية ضحية لوعود مكتبها المسير "الكاذبة"، بدءا من إقراره بعدم إقالة المدرب السابق الشابي، وهو ما نقضه بعدها بأيام، مرورا بتلويحه الدائم بانتظاره للميركاتو على أحر من الجمر لجلب لاعبين "عالميين"، وصولا للتتويج باللقب القاري وهو ما اصطدم بـ"واقع مرير" كانوا هم أبطاله، جاعلين من محبي الفريق الأخضر ضحيتهم الوحيدة بدل العمل على الرفع من قيمة الفريق وتحويل حلمهم برفع بعصبة الأبطال لحقيقة.