الوِداد مع الركراكي.. نجاح في النتائج تبايُن في الفرَح! - El botola - البطولة

وليد الركراكي مدرب فريق الوداد الرياضي

الوِداد مع الركراكي.. نجاح في النتائج تبايُن في الفرَح!

محمد زايد (البطولة)
26 دجنبر 2021على الساعة16:25

مشكلة هذا الموسم (بالنسبة لمناصريه) أنه يجمع النّقاط محققا أكبر عدد من الانتصارات، دون إقناع في أغلب مبارياته إن لم نقل جلّها، على الأقل بالنسبة لهؤلاء الذين يمنّون النّفس بأداء أفضل.


المتفق عليه في عُرف الكُرة أنّ التّاريخ لا يدوّن إلّا المنتصرين، لا تهمّه الطريقة ولا الإقناع ولا حتى التفاصيل العابرة، فحَتّى حين تم اعتبار مارادونا مسجلا لهدف بيده في نصف نهائي كأس العالم، وهي المسابقة الأسمى كُرويا، لم يُنزع اللقب من الأرجنتين ولم يلغَ الهدف، فما بالك بالطريقة والأداء في هذه المباراة أو تلك، ببساطة، لأنّه دُوّن في صفحات التاريخ، وهكذا هي صفحاته، لا تقبل التّصحيح ولا الإزالة.


حين يتخوّف المشجع من الأداء رغم تحقيق النتائج الإيجابية، يكون حقيقة متخوفا من المستقبل وليس من حاضرِ فريقه، يظن أن الأداء بطريقة غير مقنعة سيجرّ الفريق للنتائج السلبية بعد نهاية "البَركة" و"الحظ"، وهنا يجب أن نطرح تساؤلا مهما جدا؛ على أيّةِ أُسُس بنيتَ موقفك ورأيك بخصوص أداء هذا الفريق أو ذاك؟ هل هي معايير تقنية محضة أم وِفق تجارب شخصية وآراء ذاتية؟


يختلف العالم حول هوية اللاعب الأفضل والمدرب الأكثر عبقرية والفريق الأكمل، لا نجد أصواتا مُوحدة تختار هذا الإسم أو ذاك، فنجد الآراء تختلف كلٌّ حسب هواه وميلِه ومنطقِه، متابعين كُنّا أو من أصحاب الاختصاص، إلا في حالة واحدة، والتي نتفق عليها سُكّان الأرض كلّنا من المهتمين بذاك الفريق أو المنتخب أو بتلك المنافسة، ألا وهي النتيجة، نعم نتيجة التباري تحسم الرّأي فتؤكده أو تطعن فيه، تُعلن هذا الطّرف فائزا والآخر منهزما، لا يهمها حينها من كان الأكثر استحقاقا والأفضل أداء والغنيّ مجهودا، بل تعلن الفائز، ضاربة عرض الحائط كل العواطف والحياد والمنطق غير آبهة به ولا مكترثة لحاله.


إنّ ما حقّقه الوداد كفريق منذ بداية الموسم قد دُوّن في صفحات التّاريخ مُحطّما أرقاما قياسية خاصة به، اتفقنا مع الأداء أو اختلفنا فيه، لأن الإقناع مسألة نسبية تختلف من مشاهد وآخر، بين مولع وغيره، حتى أننا لا نعلم بحق ما هي الطريقة المثلى للأداء الجيد؛ هل حين تكثر الكرات القصيرة بين اللاعبين، أم حين يخلق هؤلاء عددا كبيرا من فرص التسجيل أم حين يمنعون المنافس من الوصول أكثر لمرماهم، فلا نعلم أي الطّرق بالنسبة للمختصين هي الطريقة المثلى للأداء الجيد.


مشجعو الوداد من حقهم الخوف على مستقبل الفريق أو النادي ككل، يريدون الحفاظ على مكتسبات حققوها في المواسم الأخيرة لا يريدونها أن تندثر بسهولة، وهذا حقهم، لكن يجب ألا يبخسوا الناس أشياءهم، لأن ما يقدمه وليد الركراكي لحد الساعة لم يقدمه غيره، بل وبتشكيل أحيانا أكاد أجزم أنه لو توفّر لغيره لاختلف الأداء والنتيجة كذلك، ببساطة لأن الرجل واقعي أكثر مما توقع مناصرو الفريق، والواقعية بأي حال من الأحوال لا تعني "التزكريم" ولا الصراخ" والإنفعالات الزائدة.


حتى لو أردنا انتقاد طريقة لعب الفريق فالنتائج كما قلنا تضرب آراءنا عرض الحائط وتُحدثنا عن أرقام إيجابية، (طبعا نتحدث عن حصيلة الذهاب وليس مباريات بعينها وأداء هذا اللاعب أو ذاك، لأننا سنناقشه بشكل مستفيض مستقبلا) وحتى المتخوفون من المستقبل بهذا الأداء، ليس لهم ضمانات على انحدار المستوى وتحقيق نتائج سلبية، تماما كما ليس للمتفائلين ضمانات على الاستمرار في المنحى الإيجابي، رغم قربه من الواقع بحكم تفاصيل الحاضر الحالي، لهذا لا يمكننا لوم الركراكي على طريقته وهو يحقق المبتغى، على الأقل الآن، لأن ذلك سيكون أشبه باحتفال مسلم بأعياد الميلاد " تناقض بين رغبات الذات والواقع المعيش".

طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة