مدير مختبر علم الفيروسات بجامعة "الحسن الثاني" لـ"البطولة": "حالتنا الوبائية ستشهد مُنعطفاً حاسماً في الأيام القادمة .. ونتائجها بِيَد المواطنين وسُلوكهم"
قال مدير مختبر الفيروسات بـ"جامعة الحسن الثاني" بالدار البيضاء، مصطفى الناجي، إن المغرب مُقْبِلٌ على مُنعرجٍ ستسلكه الحالة الوبائية في الأيام القليلة المقبلة، وذلك إمّا بانخفاض حالات الإصابة وتراجعها شيئاً فشيئاً، أو انخراطها في منحى تصاعدي وارتفاعها، مُشيراً إلى أن هذا التطور مرتبط بشكل وثيق بسلوك المواطنين ومدى احترامهم للإرشادات والتوصيات.
وأوضح أستاذ التعليم العالي بـ"جامعة الحسن الثاني" بالعاصمة الاقتصادية، في تصريح خاص لـ"البطولة"، بالقول: "المنحنى الوبائي يتضمَّن ثلاثة أشكال أو أنماط؛ الأول هو انعكاسٌ لمرحلة تصاعدية، وهي التي اجتازها المغرب، بينما الثاني يتمثَّل في فترة الاستقرار، حيث تظل الأرقام ثابتة نسبياً دون صعود أو نزول، وهو ما نشهده في الوقت الراهن".
وأردف المتحدث نفسه قائلاً: "أما المرحلة الثالثة، فتُسمَّى بالمنعرج، إذ سيتأرجح المنحنى بين الصعود أو النزول، نحتاج حالياً إلى انخفاض المنحنى، وننتظر هذا الأمر. في الوقت الحالي، من الصَّعب توقع مستقبل الحالة الوبائية، بناءً على الأرقام المتوفرة".
"الحالة الوبائية متعلقة بصورة وطيدة بالمواطن وسلوكه، إذا كان منضبطاً وملتزما بالتعليمات والتوجيهات، فهذا يعني أن ذلك سيؤثر على الوضع الصحي وسيُفضي إلى تلاشي واندثار الفيروس، عندها سنبدأ في ملاحظة تراجع المنحنى وانخفاضه بشكل ملموس"، يُضيف مصطفى الناجي.
واسترسل مدير مختبر علم الفيروسات بـ"جامعة الحسن الثاني" بالبيضاء في حديثه قائلاً: "ينبغي أن ننتظر قليلا، في الأيام القليلة المقبلة سيتضح الأمر، إذا بدأ المنحنى في النزول وعدد الإصابات في التراجع، فيمكننا التنبؤ بخروجنا من هذه المحنة، أما إذا أخذ في الارتفاع، فهذا يعني أن هناك بؤرٌ أخرى يتفشى فيها الوباء".
وشدَّد ذات المصدر على أن السَّبيل الوحيد للقضاء على فيروس "كوفيد19" هو مبدأ التباعد الاجتماعي وملازمة البيوت وغسل اليديْن باستمرار، بالإضافة إلى ارتداء الكمامات عند مغادرة المنزل للضرورة القصوى.
تجدر الإشارة إلى أن أول حالة إصابة مؤكدة بالوباء التاجي رصدها المغرب كانت في الثاني من شهر مارس المنصرم، بينما سُجِّلت أول حالة وفاة في العاشر من ذات الشهر، في الوقت الذي بلغت فيه عدد الإصابات المؤكدة لحدود الآن 1888.