مجلة صربية: "المغرب كان رائدا في مكافحته لفيروس كورونا حفاظا على الأرواح البشرية"
كتبت مجلة “كورد” الصربية أنه في الوقت الذي يكافح فيه العالم بأسره لإيجاد أفضل السبل للتعامل مع جائحة “كوفيد-19″، كان المغرب رائدا في مكافحته للفيروس ،حفاظا على الأرواح البشرية.
وكتبت المجلة، في مقال بعنوان “كيف يحارب المغرب أزمة “كوفيد-19” العالمية غير المسبوقة”، أنه منذ تسجيل الحالات الأولى، تبنى المغرب سلسلة من الإجراءات الوقائية والاستباقية لاحتواء تفشي الفيروس، وذلك بفضل الرؤية السديدة للملك محمد السادس.
وأوضحت الصحيفة ،في عددها الجديد الصادر اليوم الثلاثاء ، أن خطة المغرب لمكافحة جائحة الفيروس متعددة الأبعاد، وتتضمن تدابير متنوعة وبعيدة المدى للحد من انتشاره، ومواجهة تأثيره السوسيو-اقتصادي، مسجلة أنه بمجرد ظهور حالات الإصابة الأولى، تقرر إغلاق الحدود البحرية، وتعليق كافة الرحلات الجوية من وإلى المغرب حتى إشعار آخر، وفرض حالة طوارئ صحية منذ 20 مارس الماضي.
وأشارت المجلة إلى أنه، بهدف احتواء الوباء، أغلق المغرب جميع المدارس والجامعات منذ 16 مارس الماضي، واعتمد منصة للتعليم الإلكتروني، يمكن للطلاب الولوج لها باستخدام إنترنيت مجاني يوفره الفاعلون في مجال الاتصالات.
وأضافت أنه تم إغلاق كافة أماكن العبادة وجميع فضاءات التجمعات الاجتماعية، في حين تواصل المحلات التجارية والبقالة والبنوك تقديم الخدمات الضرورية فقط، مبرزة أن المستشفيات العمومية والخاصة والعسكرية، التي عززت من قدرة وحداتها للعناية المركزة من 1600 إلى 3000 سرير، تواصل استقبال المرضى في أفضل الظروف الممكنة، وذلك بفضل تعبئة مثالية للأطقم الطبية المدنية والعسكرية.
وتابعت أنه منذ 23 مارس الماضي، شرعت المصانع المغربية في إنتاج ثلاثة ملايين قناع صحي يوميا وتهدف لبلوغ خمسة ملايين قناع الأسبوع المقبل، وسيصبح بإمكان المملكة، مستقبلا، تصدير فائض إنتاجها، مشيرة إلى أن وضع الأقنعة أضحى إلزاميا منذ 7 أبريل لأي شخص مسموح له بالتنقل، حيث يقوم المصنعون على الصعيد الوطني بتزويد المتاجر المحلية بالأقنعة وبأسعار منخفضة خاضعة للمراقبة.
وبالموازاة مع ذلك، تضيف المجلة، شرع المغرب في تصنيع أجهزة تنفس، إذ يتوقع توفير الدفعة الأولى المكونة من 500 جهاز الأسبوع المقبل، وذلك للمساعدة في تلبية الطلب المتزايد الناجم عن جائحة “كوفيد -19 “، مشيرة إلى أن أطباء ومهندسي القطاع العام ساعدوا في تصميم أجهزة التنفس المعتمدة من وزارة الصحة بقدرة 3000 ساعة من الاستخدام، كما تمت زيادة إنتاج الكحول الإيثيلي، الضروري لتصنيع المواد المعقمة لتلبية الطلب، وهي الجهود التي لقت إشادة منظمة الصحة العالمية وخبراء دوليين.
وأبرزت أنه تمت تعبئة السلطات العمومية بشكل كبير لتقديم الدعم للسكان الأكثر تضررا من تباطؤ النشاط الاقتصادي، ولا سيما من خلال صندوق خاص أطلقه جلالة الملك محمد السادس، والذي تجاوزت التبرعات الموجهة له ثلاثة ملايير أورو.
وسجلت أن هذه المبادرة الملكية لقيت استجابة تضامنية كبيرة عبر أنحاء البلاد، حيث يستمر هذا الصندوق في تلقي مساهمات مالية طوعية من كبريات الشركات بالمملكة وشركات التأمين والأبناك وكبار المسؤولين في الدولة والبرلمانيين والمواطنين المغاربة الذين انخرطوا في هذا العمل التضامني.
كما تم تأجيل سداد القروض المصرفية للأفراد المستحقة بنهاية يونيو، وسيحصل جميع المغاربة المنخرطين في نظام الضمان الاجتماعي، حتى نهاية يونيو، على منحة 200 أورو شهريا، أي ما يعادل 75 من الحد الأدنى للأجور، بالإضافة إلى إنشاء لجنة يقظة اقتصادية لتقييم وتوقع الآثار الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة لفيروس “كورونا”.
وأضافت أنه خلال فترة الحجر الصحي الذي فرض تعليق جميع الأنشطة الثقافية، وفرت عدة مؤسسات ثقافية مغربية خدمات ترفيهية مجانية عبر الإنترنت، مشيرة إلى أن المركز السينمائي المغربي قدم عرضا إلكترونيا لمجموعة مختارة من 25 فيلما مغربيا، بالإضافة إلى نشر المكتبة الوطنية المغربية على الإنترنت عددا كبيرا من الكتب المسموعة بلغات مختلفة، كما تقترح المؤسسة الوطنية للمتاحف المغربية زيارات افتراضية مجانية للمتاحف.
ولم يفت المجلة التأكيد على أن الدبلوماسية المغربية تواصل العمل لتقديم أفضل مساعدة للمواطنين المغاربة الذين تقطعت بهم السبل في الخارج، من خلال تمكينهم من خدمات مجانية تشمل السكن والغذاء والأدوية والدعم النفسي، لافتة إلى تنسيق وثيق تم بين وزارة خارجية والبعثات الدبلوماسية الأجنبية بالرباط لتأمين حوالي 500 رحلة خاصة لإعادة 80 ألف سائح، تصادف وجودهم في المغرب عند إغلاق الحدود، إلى ديارهم.
وكتبت أن الاستجابة السريعة والإجراءات السوسيو-اقتصادية الشاملة التي تم اتخاذها للتخفيف من تداعيات “كوفيد -19 ” كانت محط ترحيب في جميع أنحاء العالم، مضيفة أن العديد من الإصدارات الدولية في أوروبا وعبر المحيط الأطلسي، وكذلك العديد من مراكز التفكير الدولية أشادت بجهود المغرب واستجابته السريعة.
وخلصت إلى أن التدابير الوقائية الاستثنائية التي اتخذها المغرب تحدث فارقا كبيرا ،وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يخضعون للحجر الصحي، وطالما استمرت كافة مكونات المجتمع المغربي في التحلي بمشاعر التضامن والإيثار، فستتمكن لا محالة من تجاوز هذه الأزمة الصحية العالمية غير المسبوقة.