حوار تلفزيوني | وزير الصحة: "المغاربة أظهروا درجة عالية من الوعي .. والحالة الوبائية في المملكة مُتحكَّمٌ فيها" - El botola - البطولة

خالد أيت الطالب

حوار تلفزيوني | وزير الصحة: "المغاربة أظهروا درجة عالية من الوعي .. والحالة الوبائية في المملكة مُتحكَّمٌ فيها"

اسماعيل نعمان - صحافي متدرب (البطولة)
01 أبريل 2020على الساعة14:59

أجرى وزير الصحة، خالد آيت الطالب، مساء يوم أمس، حوارا تلفزيونيا، يشرح فيه تفاصيل الوضع الراهن، وكذا آخر المستجدات المتعلقة بإنتشار فيروس "كورونا" المستجد، وذلك بعد مرور مدة شهر تقريبا على تسجيل أول حالة مصابة بالمملكة.


وأكد السيد الوزير، أن السياسة المتبعة وكذا الإجراءات الإستباقية والإحترازية المتخذة لمواجهة الوباء، ساهمت بشكل كبير في إستقرار الحالة الوبائية بالمملكة، داعيا في الوقت ذاته جميع المغاربة لإحترام تدابير العزلة، من أجل الخروج بشكل كلي من هاته الأزمة.


وفيما يلي نص الحوار كاملا:



س: اليوم مرت مدة شهر على تسجيل أول حالة مصابة بالفيروس في بلادنا، ما هي قرائتكم لهذه المعطيات؟


ج: "المغرب يتوفر على منظومة صحية تعيش بعض الإكراهات، لكن رغم ذلك فبلادنا بذلت مجهودا كبيرا بفضل جميع المتدخلين، وكذلك بتوجيهات الملك محمد السادس من أجل التغلب على الحالة الوبائية، رغم أننا لم نصل بعد لحالة وباء، فقد إنطلقنا من حالات معزولة، ثم تدرجنا في تسجيل الحالات حتى وصلنا (لحدود إجراء الحوار) لـ 590 حالة، وهو رقم ليس مهولا بل مسيطرا عليه، وكل المصابين يستفيدون من العلاج وفي وقت مبكر، لكن الظرفية التي نعيشها الآن لا تسمح برؤية النتائج على أرض الواقع".


س: ما هي قرائتك لعدد الوفيات المسجلة بالمملكة مقارنة مع النسب المحققة في دول أخرى؟


ج: "المواطن المغربي يتخوف من الأرقام المسجلة فيما يخص الوفيات، رغم أن نسبتها لا تتجاوز 5.6٪ وهي نسبة مقبولة ومطمئنة، مقارنة مع دول تسجل نسبة تصل لـ 11.8 و 7.6 رغم توفرها على منظومات صحية جد متطورة".



س: ما رأيك في المنظور الذي يقول أن المغرب لا يجري عملية كشف وتشخيص كبيرتين؟


ج: "التشخيص يعتمد على معايير أملتها علينا منظمة الصحة العالمية، وهي أن يتوفر المريض على أعراض سريرية قبل إجراء تحاليل مخبرية عليه تدعى بـ "PCR"، فهذه الأخيرة هي الطريقة المعتمدة دوليا، والمعيار الأساسي، أما فيما يخص الكشف أو المسح ومن أجل طمأنة المواطنين، فلو قمنا بكشف موسع فإن نسبة الوفيات ستتقلص بشكل أكبر، وبالتالي ولله الحمد فالمملكة تعيش مرحلة وبائية مرت في بعض الدول منذ مدة، ولكن ليس بنفس الدرجة، وهذا راجع بالأساس للإجراءات الإستباقية والإحترازية، بالإضافة لحالة العزلة والعلاج بالأدوية وهو الأمر الذي ساهم في السيطرة على الوضع".



س: بالنسبة للمخالطين، كيف تتم عملية مراقبتهم؟


ج: بالنسبة للمخالطين، فإنهم تسري عليهم نفس الإجراءات المعمول بها في المراقبة الوبائية، حيث نصنفهم لثلاثة أصناف، صنف أول يتميز بنسبة خطورة عالية، نظرا لإحتكاكه المباشر بحالة مصابة، هذا النوع يخضع مباشرة لتحاليل مخبرية، وصنف ثانٍ وثالث تكون نسبة خطورتهم أقل نسبيا، فيتم عزلهم ومراقبتهم لحين ظهور الأعراض من عدمها. اليوم، المغرب يعيش عزلة شاملة، والأشخاص المعزولون يمكن لهم القيام بمراقبة شخصية، ويمتلكون كل الوسائل للإتصال بالمرافق الصحية في حالة ظهور الأعراض، أو اللجوء للمرافق المخصصة لهذا الغرض".


س: ما هي الإجراءات المتخذة لمواجهة تفشي الوباء، خصوصا وأن هاته المرحلة وصفت ب"الحرجة"؟


ج: "إتخذ المغرب قرار العزلة والعلاج بالأدوية مباشرة بعد التشخيص، وهي خاصية مغربية قابلة للتطور خصوصا وأن الدول الأخرى قد انطلقت من العلاج بالأدوية بالنسبة للحالات المصابة والمؤكدة، ويمكننا الجزم بأن الدول التي لم تكن مؤيدة لهاته الطريقة من العلاج أصبحت الآن متفقة عليها، لذا فالمواطنون عليهم الإطمئنان لتوفر المغرب على مصنع خاص بهذا الدواء، وعلى مخزون كاف لعلاج المصابين، بالإضافة لقابلية تصنيعه بشكل أكبر".


كما نعلم أن فترة حضانة الفيروس تمتد لأسبوعين، وبما أننا قررنا العزلة بشكل مبكر، فإن 14 يوما الأولى والثانية هي التي تمكننا من معرفة تطور الحالة الوبائية، هاته الأخيرة تشهد حاليا تصاعدا وهو أمر جد طبيعي، لكنها أقل بشكل كبير، مقارنة بما يجري في باقي دول العالم".


س: بالنسبة للجهود التي ترمي لمكافحة إنتشار فيروس كورونا، وبتعليمات من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية، تم تكليف الطب العسكري بالعمل بشكل مشترك مع الطب المدني لمواجهة هذا الوباء، كيف ستساهم هذه الإجراءات في الحد وتقليص من إنتشار الفيروس؟


ج: "صاحب الجلالة الملك محمد السادس يضع المواطن في صلب إهتماماته، لهذا أعطى تعليمات من أجل إقرار العزلة والعلاج بالأدوية، بالإضافة لتخصيصه لغلاف مالي مهم يهدف للنهوض بقطاع الصحة وتجهيزه بالمعدات اللازمة، كما أعطى تعليماته أيضا لعمل القطاع الصحي المدني والعسكري وكذا الحر بشكل تكاملي، للحد من إنتشار الوباء".


س: في أية مرحلة يتم اللجوء للتحاليل المخبرية، هل في البداية أم لحين وصوله لحالة معينة؟


ج: "هذا الأمر يجري على جميع الحالات، فالطبيب لا بد له من القيام بتحاليل لتشخيص المرض، نفس الشيء ينطبق على تشخيص "الكورونا"، مع إختلاف محدد يكمن في كون الحالة وبائية، لذا فهناك عدة معايير مضافة نقوم بتطبيقها لتحديد هل الشخص المصاب لديه أعراض تجبرنا على إخضاعه لتحاليل مخبرية، أم أنه قدم من مكان وبائي ويشكل علينا خطرا، إذن فالتحاليل المخبرية تتم لتشخيص الحالة، بينما الكشف يسمح لنا بإظهار بعض الحالات المعزولة التي يمكن ان تكون حاملة للعدوى، دون أن تظهر عليها أعراض، وتشكل خطرا على المحيط إن لم تلتزم بإجراءات العزلة".


س: بالنسبة للعلاج فقد تم الترخيص بإستعمال دواء "الكلوروكين" و "هيدروكسي كلوروكين"، هل بالفعل ظهرت نتائج ومفعول هذا الدواء فيما يخص المرض؟


ج: "التجارب الطبية على المستوى الدولي أثبتت نجاعتها في إطار مواجهة كوفيد 19، إذ بإمكان هذا الدواء تقليص حمولة الفيروس في مدة تتراوح بين 5 و 6 أيام، والمغرب شرع في إستعمال هذا الدواء منذ وقت مبكر، لكننا عندما نعطي المريض الدواء فإننا ننتظر المدة الكاملة للعزلة وليس فترة العلاج فقط، لذا فإننا قبل الإقرار بشفاءه من عدمه، فإننا نعمل على إجراء تحليلين مخبريين على بعد 24 او 48 ساعة، وتكون نتيجتهما سلبية، حتى يمكن لنا الإعلان عن شفاء المريض، وأنه لم يعد بإمكانه نقل العدوى للآخرين".



س: بالنسبة للتحاليل، هناك ثلاثة مراكز مكلفة بهذا الامر وهي معهد باستور، معهد الصحة بالرباط، والمستشفى العسكري، هل هناك إمكانية او مشروع لتوسيع هاته المراكز حتى تكون هنالك مراكز جهوية لإجراء التحاليل؟


ج: "في الأول تم الإعتماد على 3 مراكز ذات خبرة طويلة في التعامل مع العديد من الأوبئة، ك"سارس" و "H1N1" ثم "إيبولا"، الآن نحن في مرحلة مهمة تسمح لنا بتعميم هاته التجربة على مراكز جهوية تتوفر على خبراء، حتى يتسنى لنا الحصول على النتائج أولا بأول، ونتمكن من تقليص المدة الزمنية للحصول عليها".



س: هل هناك إمكانيات لإقتناء عدة أجهزة تسمع بالتشخيص الآني؟


ج: "كما هو معروف، فالعالم الآن يعتمد على تقنية "PCR" التي تمر عبر ثلاث مراحل، حتى يمكن تحديد نتائجها خلال مدة تتراوح بين 4 حتى 6 ساعات، وعندما سنحاول المرور للكشف الموسع، فإننا سنحتاج لتحاليل آنية سريعة، وكما هو معلوم، فالعالم يعرف اليوم إنتشار تصنيع بعض الأجهزة التي تسمح بإجراء تحاليل آنية ستعمم السوق، ونحن قدمنا طلبات لإستقبالها، رغم ذلك، المغرب حاليا يتوفر على أجهزة تمكنه من القيام بتحاليل مخبرية عن طريق "PCR" ، والتي ستعمم على مراكز تتوفر على خبراء بإمكانهم إستعمال هاته الأجهزة".



س: السيد الوزير، رسالتكم للمواطنين والمواطنات في هاته الظرفية الإستثنائية التي نعيشها؟


ج: "قطاع الصحة يتوفر على مهنيين مجندين، يعملون في ظروف تشوبها ضغوطات نفسية كبيرة، لذا أطالب المواطنين والمواطنات بتقدير هاته الجهود المبذولة، حتى يتسنى لهم الإحساس بتقديرهم وتجنب الإحباط، لهذا أدعو الجميع للتضامن ولو بشكل معنوي، ولله الحمد المغاربة أبانوا على وعي كبير فيما يتعلق بإحترام تدابير العزلة بشكل شبه كلي، لذا فأنني متفائل بالخروج من هاته الظرفية، و"نبقاو فدارنا" حتى نمر من هاته الأزمة بشكل كامل".

طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة