“قصص العزل 1” | عندما أصبح حمل “الكرفس” في مباريات تشيلسي “جريمة” - El botola - البطولة

“قصص العزل 1” | عندما أصبح حمل “الكرفس” في مباريات تشيلسي “جريمة”

فاروق عصام (البطولة)
25 مارس 2020على الساعة19:00

يقضي مُعظمنا حاليًا أغلب وقته في عزلة صحية "مُحببة"، تفاديًا لأن يكون طرفًا في إعياء نفسه أو أي شخص آخر من حوله، بالمرض المنتشر في هذه الأيام، والمرتبط بـ"فيروس كورونا" أو كما يطلق عليه علميًا "كوفيد-19".


العزل لم يعد "مزحة" وبات ضرورة حتمية على الجميع، في ظل تزايد أعداد المُصابين بالفيروس يومًا تلو آخر، في شتى أنحاء العالم، ومن أجل محاربة هذا التفشي، وفق ما فرضه المختصون، يجب السيطرة على العدوى، والحد من إصابة المزيد من الأشخاص.


ويعتبر الكثيرون البقاء في المنزل لكل تلك الساعات أمرًا "مُملاً" -وقد يكون كذلك حقًا-، ولكن هناك العديد من الأمور التي يمكن أن تُفعل من المنزل، للمساعدة على تمرير الوقت، ومن ضمنها سيكون متابعة قصصنا التي سوف نطرحها عليكم من خلال منبر "البطولة" بشكل متعاقب، في محاولة لتسلية وقتكم، بحكايات "شيقة" بخصوص لعبتكم "المُفضلة" كرة القدم.


كيف أصبح "الكرفس" سلاح المقاومة لجماهير تشيلسي؟

القصة الأولى في سلسلتنا، ستكون من قلب المملكة المتحدة، وتحديدًا غرب عاصمة إنجلترا "لندن"، حيث يسكن نادي تشيلسي الإنجليزي، الذي فرض نفسه بقوة على الكرة المحلية، نتيجة ثورة التغيير التي قام بها الثري الروسي "رومان أبراموفيتش" مطلع الألفية الثانية.


ربما لم تكن على علم أنه في عام 2007 كان نبات "الكرفس" الذي نستخدمه في شتى أنواع الطعام، أكثر الخضروات انتشارًا في شوارع حي غرب لندن "الراقي"، حيث لم يكن هناك متجر أو بائع لا يعرض كافة أنواعه، ليسيطر على السوق تمامًا، ولكن ما السبب ولماذا حدث هذا الأمر؟


القصة تعود إلى تقليد متعارف عليه في ملعب "الستامفورد بريدج" بين "مشاغبي" المدرج الشمالي لجماهير البلوز، والذين كانوا يحملون معهم خلال المباريات خضروات "الكرفس" إلى الملعب، ويحضرون بها إلى المدرجات، من أجل التفاعل مع هتاف "شهير"، ظل يتردد في أصداء الملعب اللندني لمدة عقدين من الزمان.


ويحمل هذا الهتاف الكثير من الكلمات "البذيئة"، وكانت جماهير تشيلسي معتادة على غنائه أثناء الأوقات الصعبة من المباريات، حيث كان معناه أن الخصم جاري إخضاعه، ولا شيء سيوقف نجوم البلوز من القيام بهذا الأمر، ولو لم يحدث هذا، سوف يساعدهم منصاروهم بعرقلة المنافس بنبات "الكرفس"، ومن ثم يبدأ الجميع بإلقاء الخضروات في الملعب.


وأثناء إحدى المباريات التي أقيمت في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة "كارلينج كب" بين تشيلسي وآرسنال خلال موسم 2006-07، اشتكى نجوم آرسنال للحكم من كثرة إلقاء "الكرفس" عليهم في المعشب، وكانت هناك لقطة شهيرة للنجم الإسباني "سيسك فابريجاس" يحمل فيها الخضار ويذهب به للشكوى أثناء تنفيذ ركلة ركنية.


تشيلسي كان يجب أن يتدخل


بات الحكام يرفعون الكثير من الشكاوى في حق نادي تشيلسي خلال تقارير المباريات، بسبب أفعال جماهيره، وبالفعل وقعّت لجان الانضباط بالاتحاد الإنجليزي الكثير من الغرامات على البلوز، مما جعل إدارة الأخير تتدخل وتطلب من جماهيره التوقف، ولكن المطالب "السلمية" لم تؤت ثمارها، ليصدر تشيلسي بيانه الشهير، في شهر مارس من عام 2007، والذي جاء كالتالي.


"إلقاء أي شيء في مباراة لكرة القدم، بما في ذلك الكرفس، هو جريمة جنائية من الآن فصاعدًا، وسوف يسمح بالقبض على أي مشجع يلقي الكرفس في الملعب، وسينتهي الأمر باتهام في سجله الجنائي ..في المستقبل، إذا تم العثور على أي شخص يحاول إحضار الكرفس في ستامفورد بريدج سوف يرفض دخوله، وسيواجه هذا الشخص عقوبة تصل إلى الحرمان النهائي من الحضور للملعب".


غضب جماهير تشيلسي

قرار إدارة تشيلسي بالحد من تقليد استمر لمدة 20 عامًا سبب الكثير من الغضب لجماهير الفريق، التي أخذت تحمل معها "بالونات" على شكل خضروات "الكرفس" خلال المباريات، من أجل شجب هذا البيان، ولم يتوقف "الجيش الأزرق" في أي مباراة عن ترديد الهتاف ذاته، ولكنهم لم يتمكنوا هذه المرة من إلقاء المزيد من "الكرفس" على الخصوم.


وتحول "الكرفس" بعدها إلى رمز بين مشجعي تشيلسي، وبات يُزين الشوارع والموائد، ولم يخلُ أي احتفال أو تجمع لجماهير البلوز خارج "ستامفورد بريدج" من تواجد هذا النبات، والذي اعتبرته الجماهير من وقتها سلاحًا للمقاومة، وكان المفلت في الأمر ترحيب نجوم تشيلسي حينها بتلك العادة، التي سوف ترتبط للأبد بتاريخ نادي تشيلسي الإنجليزي.



طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة