رأي | كلوب يُلقن جوارديولا دروسًا في كرة القدم "المباشرة"
يُتابع الكثيرون اللعبة الأكثر شعبية على مستوى العالم، وفي كرة القدم إما أن تكون عضواً في فريق "بيب جوارديولا" وإما أن تكون ضمن فريق "يورجن كلوب"، اللونان الأبيض والأسود لا وجود للون الرمادي بينهما، شخصان مختلفان تمامًا في فهم أفكار اللعبة، وسواء كنت تفضل الإسباني أو الألماني، فبكل تأكيد أنت مُستمتع بتنافسهما منذ ثلاثة أعوام في الكرة الإنجليزية.
مباراة ملعب الأنفيلد -الأولى في موسم 2019-20- تسيدها أصحاب الأرض، واستعرض فيها مدرب بروسيا دورتموند السابق "يورجن كلوب" عضلاته، مُلقنًا خصمه جوارديولا دروسًا في كيفية لعب كرة القدم المباشرة، وللمزيد من التفسير كرة القدم التي تمنحك لقب دوري أبطال أوروبا بدون ميسي.
الدروس تضمنت مفاهيم صريحة لكرة القدم "الفعالة"، التي لا تحتاج فيها لـ100 لمسة حتى تصل إلى شباك الخصم، معاني لكيفية الخروج المثالي من منطقة جزاءك بثلاث إلى أربع تمريرات لا أكثر، لا حاجة لأن يلمس كل لاعبيك الكرة في رحلتهم إلى منطقة جزاء الخصم.
مباراة لخصت أهمية فترات الإعداد البدني في كرة القدم، وكيف أن كلوب عادل القدرات الفردية النظرية للاعبي السيتي، بمستويات بدنية هائلة لنجوم ليفربول، قد لا تجد مثلها في أي مكان آخر في العالم.
لاعبون يركضون في كل دقيقة وخلال جُل المباريات، بشكل يُجبر فضولك على البحث عن فرصة لفترة "معايشة" لما يفعله الألماني من أجل تحويل لاعب كرة القدم العادي إلى ماكينة، تتخطى أقصى حدود القدرات البشرية.
دروس كلوب لجوارديولا شملت كيفية الحفاظ على الانسجام داخل فريقك، وعدم "التفزلك" بتبديل لاعبيك وتغيير تشكيلتك من مباراة لأخرى بدون أي داعي، المداورة لا تحدث في أول عشر جولات من المنافسات، فما كان يفعله بيب في المباريات الماضية، جعله الآن بعيدًا عن ليفربول بتسع نقاط.
الانسجام واللعب كلحمة واحدة كانت من العوامل التي صنعت الفارق الليلة، لاعبو ليفربول كانوا يمررون الكرات في المساحات، وهم على يقين بأنها ستجد زميل، الانتشار هو كل شيء في لعبة كرة القدم.
في النهاية كرة القدم لا تحتاج لكل تلك "الفلسفة"، والمدرب ليس هو العنصر الأساسي في اللعبة يا سيد جوارديولا .. اترك للاعبيك شخصيتهم على أرضية الميدان.
