
اسماعيل الحداد والطفل المناصر للوداد الرياضي
الحداد يرْسُم البسمة على "طِفل ودادي" .. الإنسانية هي المغزى الحقيقي للكرة
أيوب رفيق (البطولة)
لم يكنُ هدفا الوداد الرياضي ولا إبداعات جماهيره في المدرجات وحدها من استأثرت بالأنظار ولفتت الانتباه في مواجهة المريخ السوداني، يوم أمس الخميس، بَلْ خَطفَ اسماعيل الحداد كذلك الأضواء بالتفاتته الإنسانية تُجاه طِفل من "ذوي الاحتياجات الخاصة" بعد انقضاء اللقاء بثنائية لصالح الفريق الأحمر، ضمن إياب دور الـ32 من "كأس محمد السادس للأندية الأبطال".
الجناح الأيسر في صفوف "وداد الأمة" خلع قميصه وأهداه لأحد الأطفال "المُقعدين"، باثّاً جُرعاتٍ من السُّرور والسَّعادة في نفسِ "المُناصر الودادي"، والذي بدا عليه الذُّهول والامتنان لما صدر من لاعب حسنية أكادير سابقاً والدولي المغربي الحالي.
لقد خلَّف مقطع الفيديو الذي يُوثِّق لهذه المُبادرة والتي انفردت "البطولة" برصدها وتوثيقها سيلاً من ردود الأفعال التي تصُبُّ في اتجاه التنويه بهذا السلوك المُفعم والطافح بالإنسانية، صانعاً الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي بعد المقابلة التي أُجريت على أرضية "المركب الرياضي محمد الخامس".
وأثبتت كرة القدم ولازالت أنها مسرحٌ للقيم الإنسانية ومنبعٌ للمبادئ التي تُرسِّخ روح التآخي والتضامن، وهو ما يجعلها ذات أبعاد متعددة لا تقتصر فقط على ما هو رياضي، بل تتجاوزه لتمتد إلى الاجتماعي والإنساني والنَّفسي.
المشهد الذي أثَّثه الحداد والطِفل الذي يعشق الوداد هو رِسالة إلى كل الجماهير المغربية بكل أطيافها تحثُّ على تكريس روح التآخي ونبذ العنف، حيث جسَّد اللاعب والمُحب المعنى الحقيقي والمغزى الأصلي للمستديرة إلى جانب كونها مصدراً للاستمتاع والترفيه.
ومن المؤكَّّد أن الهدية التي حظي بها الطِّفل الودادي هي بمثابة "بلسم" و"دواء نفسي" له سيتذكره أبد الدَّهر، وسيُعينه على الظروف الصحية الصعبة التي يشكوها على حداثة سنِّه، ليتأكد له في آخر المطاف أن الكرة "علاج" قد يُرفِّه به عن نفسه ويُسافر به إلى عوالم أخرى مليئة بالشَّغف والندية.