رأي خاص | المنطق لم يكن له مكان في الحفل "النسائي" للفيفا - El botola - البطولة

رأي خاص | المنطق لم يكن له مكان في الحفل "النسائي" للفيفا

فاروق عصام (البطولة)
23 شتنبر 2019على الساعة21:23

فاروق عصام (البطولة) 


آثارت جوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم كعادتها في كل عام الكثير من الجدل، عقب انتهاء الحفل المهيب الذي أقيم في مدينة ميلانو الإيطالية، داخل أحد أشهر قاعات الفن الكلاسيكي على مستوى العالم "آللا سكالا".


وأطلت "الفيفا" على متابعي كرة القدم، من خلال حفل يواكب "الموضة" التي يسير عليها حاليًا أغلب المؤسسات العالمية ليس فقط في مجال الرياضة، ولكن في شتى المجالات، عن طريق تمكين المرأة وإعطائها دورًا بارزًا، واستغل "جياني أنفانتينو" الأضواء من أجل التمهيد لمشروع الاتحاد الدولي الاستثماري في الكرة النسائية، والذي سوف يشهد ضخ مليار دولار في مجال الكرة النسائية خلال أربعة أعوام قادمة.


فقرات الكرة النسائية بدت طاغية على الحدث، وربما اقتربت من أن تتخطى جوائز الرجال، في لعبة حين بدأت في الملاعب الطينية بإنجلترا كان هدفها الرئيسي هو الترويح عن الرجال، ومساعدتهم على نسيان متاعب الحياة، ويكفي أنه للمرة الأولى تظهر جائزة أفضل لاعب في العالم "هامشية" أمام جائزة الحدث الرئيسية، التي عرفت تتويج فتاة أمريكية حصلت على كأس عالم -مضحك بعض الشيء-.



نعود لما يهمنا وهو تقييم اختيارات الفائزين -الرجال- من قبل الاتحاد الدولي، وسط استمتاع الأخير حتى الآن بالهمهمات التي تظهر عقب الحفل، وعلامات الاستفهام التي يتم طرحها حول معايير اختيار الفائزين أو حتى المرشحين لجوائز الأفضل.


هل الأمر يتعلق بالمهارات والإمكانيات الفردية، أم له علاقة بالإنجازات وتحقيق الألقاب؟! وإلى متى سوف يستمر تدخل أشخاص لا يحملون المؤهلات اللازمة للتصويت؟! مع الاستعانة بـ"جوكر" التصويت الجماهيري "العاطفي" من أجل وضع أسماء لامعة على المسرح كل عام.


تشكيلة "الفيفا" لعام 2019 .. الشهرة تحكم كالعادة!


حين يتواجد أربعة لاعبين من فريق ريال مدريد في تشكيلة عام 2019، والذي وصفته جماهير الميرنجي ذاتها، بأنه عام "الحزن" بالنسبة لهم، فيجب أن تكون هناك وقفة، كيف لفريق لم يحقق أي شيء سواء محلي أو قاري أن يتواجد منه لاعبين بهذا الكم؟! تساؤل كان يُخفيه تتويج الميرنجي بألقاب دوري الأبطال المتعاقبة.


ماذا قدم مدافع كـ"سيرجيو راموس" خلال الموسم الماضي حتى يتواجد في تشكيلة العام؟ .. ربما عاش مودريتش أسوأ أعوامه مع الريال عقب الصعود إلى القمة في 2018، ولكن رغم ذلك كان حاضرًا ويقف بجوار صديقه "مارسيلو"، الذي كان يطالب بعض جماهير السانتياجو بيرنابيو برحيله إلى يوفنتوس هذا الصيف، بسبب المستوى المتواضع الذي قدمه الموسم الماضي، وحتى في كوبا أميركا، خطف مواطنه "داني ألفيش" كل الأنظار خلال إنجاز السيليساو القاري.


ألم يكن لثنائي ليفربول "ماني وصلاح" أي دور في أداء الريدز خلال الموسم الماضي؟ ألم تسمع الفيفا عن فريق يدعى "مان سيتي" حقق أربعة بطولات محلية في إنجلترا، وظفر بلقب البريميرليج برصيد 98 نقطة مسجلاً 95 هدفًا؟!


مغامرة أياكس التي تغنى بها أغلب عشاق اللعبة في الموسم الماضي، تلخصت في نجمين فقط! واحد منهما انضم إلى برشلونة.


ميسي يستحق .. ولكن


اختيار أفضل لاعب في العالم يبقى لغزًا كبيرًا لدى كل النقاد والمراقبين، هذا العام عاد الاتحاد الدولي لينسف نظرية الاختيار بناءًا على الإنجازات، بعدما كسر "لوكا مودريتش" شوكة "الدون والبرغوث" في 2018، ميسي فردياً كان اللاعب الأفضل دون أدنى شك طوال العام، حمل البلاوجرانا على كتفيه في أوقات حالكة في الموسم الماضي، وكان دائم التسجيل، وربما لا تتذكر له حصيلة مباريات خافتة تزيد عن أصابع اليد الواحدة، ولكنه في الوقت ذاته خسر رهانات عدة، إذاً الإنجازات لا تعني للـ"الفيفا" شيء! وبكل بساطة لو كان الاختيار يتعلق بالقدرات الفردية، فلا داعي لإقامة حفل ولنعطي الجائزة لليو كل عام.


على أية حال، تبقى جائزة الكرة الذهبية منذ الانفصال هي المرآة الحقيقية، التي تعكس المنطق في الاختيارات،  نتيجة الاستعانة بأشخاص أصحاب كفاءة وأهلية للتصويت، وفي الثاني من شهر ديسمبر القادم سوف نتعرف على صاحب البالون دور، بالإضافة إلى النجوم والتشكيلة الأفضل حقًا على مستوى الكرة العالمية.



طاغات متعلقة