لائحة حاليلوزيتش الأولية .. الاعتماد على "الماضي" والاكتفاء بـ3 أسماء جديدة

أيوب رفيق (البطولة)

بعد 24 ساعة فقط على تنصيبه مدرباً للمنتخب الوطني المغربي، أصدر البوسني وحيد حاليلوزيتش لائحةً موسعة تضم 46 لاعباً تأهباً لوديتيْ بوركينا فاسو والنيجر يوميْ 6 و10 شتنبر على التوالي، واللتيْن ستُقامان على أرضية "الملعب الكبير لمراكش".

ولم يكن المدير الفني السابق لنادي نانت الفرنسي يحتاج إلى حيز زمني شاسع كي يختار القائمة الأولية لـ"أسود الأطلس"، في أفق تقليصها بناءً على القناعات التي ستتشكَّل لدى حاليلوزيتش في قادم الأيام، انطلاقاً من العروض التي سيُقدِّمها اللاعبون مع أنديتهم في الجولات المقبلة من الدوريات التي ينشطون فيها.

هذا وقد استند صاحب الـ67 سنة على قاعدة بيانات اللوائح التي جرى استدعاؤها في السنوات القليلة الماضية لتمثيل "كتيبة الأسود"، مع اختياره لبعض الأسماء الجديدة على غرار نبيل تويزي، لاعب مانشستر سيتي ومحمد إيحاراتن، لاعب إيندهوفن، ثم الالتفات إلى عدد مهم من لاعبي "البطولة الاحترافية".

إعادة ذوي "الغياب الطويل"

لعلَّ أهم ما يسترعي الانتباه في اللائحة الأولى للبوسني حاليلوزيتش هو عودة عادل تاعرابت، المُمارس في صفوف بنفيكا، والذي لم تطأ قدماه معسكرات المنتخب الوطني لعدة سنوات، عاش فيها صاحب الـ30 سنة تيهاً وضياعاً قبل استعادة رباطة جأشه والرفع من منسوب انضباطه وجاهزيته مع فريقه البرتغالي.

وضمَّت كذلك لائحة العائدين كل من مهدي كارسيلا وجواد الياميق وأشرف بنشرقي وكذلك عصام شباك ونايف أكرد، بالإضافة إلى أسماء أخرى غابت عن الفترة الأخيرة التي أشرف فيها الفرنسي هيرفي رونار، الناخب الوطني السابق، على رِفاق القائد مهدي بنعطية.

وانطلق حاليلوزيتش من فكرة منح فرصة ثانية لكل الأسماء التي سبق لها تسجيل تواجدها في السنوات القليلة الفارطة داخل "عرين الأسود"، بغض النظر عن مدى صمودها أو استمرارها في مفكرة "الثَّعلب" الفرنسي.

الانطلاق من العام إلى الخاص و"المصالحة" مع "الجميع"

ارتأى مدرب المنتخب الإيفواري سابقاً قطع علاقة الجفاء التي ربطت مجموعة من اللاعبين مع المنتخب الوطني بناءً على الاختيارات الفنية لسلفه، فقد شكَّل قاعدة اختيارات موسعة سيحتكم في تقليصها في آخر المطاف على مُتابعته للأسماء عن قرب رفقة الأندية التي تُمارس فيها أو بعد قدومها لمعسكر "الأسود".

ويبدو أن الرُّبَّان البوسني يُريد بناء تصوراته الخاصة بكل لاعب عن طريق الوقوف عليها بنفسه، وليس الاتكاء على مدى تجاوبها مع مخططات المدرب السابق هيرفي رونار، إذ تعتمد القائمة على نسبة مهمة من الأسماء التي لم تنجح في إقناع المدير الفني للمنتخب السعودي حالياً بإمكانياته وقدراتها.

"الانفتاح" على وجوه جديدة

لم يخلُ "الكوموندو" الجديد لـ"أسود الأطلس" من بعض الوجوه الجديدة التي سلَّط عليها حاليلوزيتش الضوء، ومن أبرزها محمد إيحاتارن، متوسط الميدان الهجومي لنادي إيندهوفن الهولندي ونبيل تويزي، المهاجم الشاب لمانشستر سيتي الرديف، والذي يحظى بين الفينة والأخرى بالتواجد رفقة كبار الفريق تحت قيادة الإسباني بيب غوارديولا.

كما وجَّه مدرب المنتخب الجزائري في "مونديال 2014" البوصلة نحو متوسط ميدان حسنية أكادير، المهدي أوبيلا، الذي كان قد اكتفى سابقاً بالحضور مع المنتخب المحلي، بعدما قدّم في الموسم الفارط عروضاً جيدةً مع "غزالة سوس" سواء في "البطولة الاحترافية" أو مسابقة "كأس الكونفدرالية".

منح الفرصة لأبناء "البطولة الاحترافية" مبدئياً

حاول حاليلوزيتش من خلال اللائحة الموسعة التي أعلن عنها، اليوم الجمعة، تدارك "الفرص الشحيحة" التي قدَّمها سلفه رونار للاعبي "البطولة الاحترافية" حسب العديدين، حيث اختار 12 لاعباً محلياً في قائمته المبدئية، من بينهم بدر بانون، قائد الرجاء الرياضي ومحمد الناهيري، ظهير الوداد الرياضي وكذلك عمر بوطيب من الفريق الأخضر.

وتُشكِّل هذه الخطوة رسالة "مشفرة" من البوسني للأسماء المُمارسة في الأندية المحلية قائمة على أن الجاهزية والمردودية يفوقان حسابات "المزاولة في أوروبا أو المغرب" وذلك في سباق التنافس على مكان داخل المنتخب الوطني المغربي في قادم المناسبات والاستحقاقات.

وكانت بعض الأصوات قد تعالت من طرف الجماهير المغربية مُنتقدةً المدرب السابق رونار لعدم منحه الفرصة لمجموعة من الأسماء التي تنشط في "الدوري المغربي"، في أعقاب المشاركة المُخيِّبة لـ"الآمال" لـ"الأسود" ضمن نهائيات "كأس أمم أفريقيا 2019" بمصر.