بوحدوز ضحيةُ "خطيئة" سدَّد أضعاف ثمنها .. فهل يُطابقُ حجْمُها "الهروب" قبل "الكان"؟ - El botola - البطولة

عزيز بوحدوز

بوحدوز ضحيةُ "خطيئة" سدَّد أضعاف ثمنها .. فهل يُطابقُ حجْمُها "الهروب" قبل "الكان"؟

أيوب رفيق (البطولة)
25 يونيو 2019على الساعة21:18

أيوب رفيق (البطولة)

قدَرُ اللاعب المغربي أن يظل هدفه ضد مرماه خلال مباراة "" أمام عالقاً في ذكرى الكرة المغربية، وراسخا في أذهان متابعيها، وأن يسدد مهاجم ساندهاوسن الألماني "على الدوام" ثمن "زلته" الوحيدة في روسيا الماضي.


صار إسم بوحدوز ملازما للتدوينات الفايسبوكية "الساخرة"، وظل منذ الصيف الماضي، مادة دسمة تروج بها الصفحات الفكاهية منتوجها على الفضاء الأزرق، حتى أن اللاعب أضحى منكفأ على ذاته ولم تعد له القدرة للحديث عن واقعة كأس العالم لوسائل الإعلام.



مهاجم سابقا عاد إلى الواجهة عقب إحراز لاعب المنتخب الناميبي هدفا ضد مرماه في مقابلته أمام المنتخب الوطني، في ثاني مباريات الحالية، في تكرار للسيناريو الذي اكتوى "الأسود" بناره إبان العرس المونديالي.


لكن لنضع ما "اقترفه" بوحدوز في لقاء إيران جانبا، وننبش قليلا فيما بصم عليه خارج المستطيل الأخضر مع المنتخب الوطني. تمت المناداة على صاحب ال32 سنة لأول مرة سنة 2016 من طرف ، وسجل في ثاني مبارياته هدفا في شباك ساوتومي ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا 2017.


ما أنجزه اللاعب في المقابلات التي سبقت "كان2017" لم يكن كافيا في نظر الناخب الوطني كي يحجز له مكانا في القائمة النهائية المشاركة في المنافسة القارية، فكيف كان رد فعل المهاجم الذي كان أنذاك متألقا داخل فريقه الألماني؟



لقد تحلى بكل بساطة ب"روح رياضية نبيلة" و"احترام" لقرار مدربه، ودبج تدوينة عبر حسابه على الموقع الاجتماعي "أنستغرام" تمنى فيها للمنتخب المغربي حظا سعيداً في المسابقة، مجددا فخره بأنه حمل القميص الوطني في السابق.


بيد أن لعبة القدر كانت منصفة لبوحدوز حينها، وجرى استدعاؤه لتعويض المصاب أسامة طنان، فشارك أساسيا في ثلاثة من أصل أربعة مباريات بالمحفل القاري وسجل هدفا في مرمى الطوغو، محييا به آمال "الأسود" في العبور إلى ربع النهائي.



ما يجدر الانتباه إليه في ما جرى ذكره ليست مستويات المغربي على أرضية الملعب، وإنما سلوكه الذي اتسم بالانضباط ولم يسجل عليه يوما مع النخبة الوطنية خروجه عن النص، ضف إلى ذلك أن عروضه لم تكن بتلك الصورة الكارثية الرائجة عنه، حتى يُستخدم إسمه قصد الترويح عن النفوس وانتزاع الابتسامات المتهكمة.


لست هنا بصدد الدفاع عن اللاعب الذي أخطأ التقدير كرويا وهز مرمى منتخبه في منافسة عالمية كان المغاربة يعقدون عليها آمالا عريضة، بل هي محاولة للتنبيه إلى أن بوحدوز لا يستقيم ربطه بالخطيئة فقط، فمقابل ذلك نجح في يوم من الأيام أمام التوغو في إسعاد الشعب المغربي وشكل لهم مبعث سرور.


هدفٌ ضد المرمى لا يمكن أن يماثل خطيئة مهاجم آخر غادر معسكر المنتخب الوطني في أوج التحضير ل"الكان" الحالي، وقام باستفزاز المغاربة برمتهم بصورٍ تعبر عن عدم اكثراته لهم في الوقت الذي كان فيه "الأسود" يعانون الأمرين في محاولة فك شفرة الدفاع الناميبي.


ثمة وقائع أكثر أهمية من اجترار ذكرى قد تؤلم وتهدم نفسية لاعب سدد ثمنها على مدار سنة كاملة، فلنتفت إلى من آثروا مآربهم الشخصية على مصلحة الكرة المغربية، وتخلفوا عن الموعد حين كانت في أمس الحاجة لهم. البون شاسع بين الطرفين، وتعامل الرأي العام مع الحالتين ينبغي أن يكون مختلفا كذلك، بدل التهكم على لاعب والوقوف إلى جانب آخر بعنصر "المظلومية" دون أن نكون على دراية بما جرى في الكواليس وخلف الستار.

أخبار ذات صلة