ساعات على انطلاق "أعقد" نسخة من أمم أفريقيا - El botola - البطولة

كأس أمم أفريقيا 2019

ساعات على انطلاق "أعقد" نسخة من أمم أفريقيا

DW
20 يونيو 2019على الساعة15:13

لم يسبق أن شهدت الاستعدادات ل هذا الكم من التعقيدات كما هو الشأن بالنسبة للنسخة الحالية التي ستنطلق في من الحادي والعشرين من يونيو/حزيران إلى غاية التاسع عشر من يوليو/تموز.


البداية كانت مع الكاميرون حين أعلنت الأخيرة رسميا فشلها في ضمان جهوزيتها في الوقت المطلوب، رغم أن بلاد "الأسود غير المروضة" وقع عليها الاختيار قبل خمس سنوات من انطلاق بطولة 2019.


وانتهى الأمر أن قام الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) في نوفمبر/تشرين ثان بسحب ورقة التنظيم من الكاميرون، وعزا ذلك لتأخر مشاريع البناء في مواقع المباريات وإلى الأزمة السياسية بين الحكومة والشطر الناطق بالإنجليزية في البلاد.


بعد ذلك أسندت في يناير/كانون الثاني الماضي استضافة "الكان" إلى مصر التي نافست جنوب أفريقيا بشراسة.


في غضون ذلك، رفعت جزر القمر دعوى لدى المحكمة الرياضية الدولية، مطالبة بإقصاء الكاميرون من منافسات البطولة، غير أن شكواها هذه بقيت دون أثر.


وقبل انطلاق البطولة بنحو أسبوعين، تعكر صفو الاستعدادات مجددا بالإعلان عن توقيف أحمد أحمد، رئيس الكاف من قبل المدعي العام في مدينة مارسيليا الفرنسية للتحقيق معه على خلفية تهم فساد، وذلك قبل أن يخلى سبيله دون توجيه تهم رسمية إليه.


الإنهاك قبل صافرة البداية

وبعد كل هذه التطورات، لا عجب في أن ينتظر الكثير من الفاعلين في كرة القدم الإفريقية بفارغ الصبر انطلاق المنافسات التي سيشارك فيها 24 منتخبا.


ولأول مرة في تاريخها ستُقام كأس الأمم الإفريقية في فصل الصيف وسط حرارة تتجاوز 30 درجة، ما يشكل تحديا للفرق المشاركة.


ويقول الدولي التونسي السابق زبير بيه: "غالبية اللاعبين الذين سيشاركون في كأس أمم إفريقيا سبق وأن خاضوا خلال هذا الموسم أكثر من 40 مباراة، والرقم يصل إلى 50 بالنسبة لمن يلعبون في أوروبا".


ويتابع لاعب فرايبورج السابق: "والآن يجب عليهم اللعب مجددا. وهذا لا يؤثر فقط على الجسم، بل أيضا على الجانب النفسي... إنهم مجرد بشر".


وحول رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 فريقا، يرد بيه في حوار مع DW: " أنا أعارض تماما هذا المخطط، لأن الجودة ستنهار".


وكما هو الشأن بالنسبة إلى بطولة أوروبا، بات بإمكان الثالث في المجموعة التأهل لثمن النهائي، وهذا من شأنه التقليل من "سخونة" المباريات، خاصة في الدور الأول من البطولة مقارنة بنظام 16 فريقا. بيد أن النظام الجديد يمكنه أيضا خلق مفاجآت كبيرة، حسب اعتقاد باتريك مبوما، مهاجم الكاميرون السابق والحائز مرتين على لقب البطولة الأفريقية.


مصر و من أقوى المرشحين

وتتمثل جاذبية كأس أمم أفريقيا للكثيرين في كونها بطولة مفتوحة النتائج. فالكاميرون انتزعت في عام 2017 اللقب رغم أنها كانت خارج دائرة التوقعات تماما، وفي هذه الدورة تتم المراهنة بقوة على ثلاثة منتخبات وهي مصر والسنغال و.


"في أفريقيا يمكن دوما الانطلاق من فرضية أن صاحب الأرض هو صاحب اللقب"، يقول زبير بيه مضيفا أنه و"مع محمد صلاح تملك مصر لاعبا جيدا يمر حاليا بأقوى مرحلة في مسيرته. والجمهور المصري سيلعب بالطبع دوره".


السنغال بدوره، له مؤهلات قوية ويتوفر على نجوم كبار على غرار المدافع كاليدو كوليبالي، لاعب نابولي الإيطالي، إلى جانب الجناح ساديو ماني زميل محمد صلاح في ليفربول الإنجليزي المتوج حديثا بلقب أبطال أوروبا.


"ماني يبقى بالطبع الاسم البارز في هذا المنتخب، ويتميز بكونه يضع نفسه دائما في خدمة فريقه. الأمر الذي يرفع من فرص السنغال"، كما يرى بيه.


وإلى جانب مصر والسنغال، لا يمكن أبدا تجاهل ورقة المغرب. فـ"أسود الأطلس" لديهم مع حكيم زياش لاعبا موهوبا جدا، وهو ليس الوحيد، إذ "يتوفر المنتخب المغربي على لاعبين محنكين، وكذلك على مدرب ذي تجربة فريدة متمثلا في شخص هيرفي رينارد الفائز بلقب البطولة مرتين ومع فريقين مختلفين. وهذا ما يجسد قوة المغرب".


الخضر كـ"ورقة سرية"

وإلى جانب هذه الفرق الثلاثة توجد سلسلة من الفرق التي لها تطلعات لنيل اللقب، كما هو الشأن بالنسبة للكاميرون المدافعة عن اللقب.


"لا أحد يعرف ماذا سيحدث عندهم. لم يراهن أحد على فوز الكاميرون بلقب 2017. وماذا حصل؟! "الأسود غير المروضة" فازت. بعدها راهن الجميع على تأهل هذا المنتخب لمونديال 2018 ـ لكنه فشل بشكل ذريع.


سنرى ما الذي جهزه المدرب كلارنس سيدورف لهذا الفريق"، يقول باتريك مبوما.


ومن غير المستبعد أيضا أن تلعب نيجيريا وغانا دورا رئيسيا في هذه البطولة "حتى ولو أنها ليست مستقرة في الأثناء".


وفي حواره مع DW، يجر زبير بيه الانتباه إلى الجزائر كـ "ورقة سرية" حسب تعبيره. فـ"الخضر" يقودهم مدرب شاب (جمال بلماضي) بكفاءة عالية، كما أن الكثير من لاعبيه أنهوا موسما جيدا مع أنديتهم، مثل بغداد بوجناح الذي يسجل في قطر أهدافا بالجملة أو سفيان فيجولي الذي أحرز لتوه الثنائي مع جالطة سراي التركي.

أخبار ذات صلة