الجماعة تفوق الفرد .. لِنلتفّ حول "الأسود" قبل "المُحاسبة"

أيوب رفيق (البطولة)

سياق خاص واستثنائي ذاك الذي يتأهب فيه المنتخب الوطني المغربي للمشاركة في كأس أمم أفريقيا 2019، فما أحاط بـ"الأسود" من جدل ولغط صنعه بالأساس خروج اللاعب عبد الرزاق حمد الله من المعسكر الإعدادي بمدينة سلا سرّب بعض الشكوك إلى نفوس المتابعين، وألقى بظلال سلبية على الجو العام لمجموعة هيرفي رونار.

لكن التعاطي مع الأحداث التي رافقت تحضيرات المنتخب الوطني للعرس الأفريقي وجب أن يكون أكثر حكمة وذكاء من الرأي العام، ذلك أن المرحلة الحالية تقتضي تعبئة شاملة وتأجيلا لكل ما يمكن أن يعكر صفو ممثلي الكرة المغربية في الاستحقاق القاري.

ما ينبغي التشديد عليه في هذه الظرفية هو أن المجموعة تفوق الفرد، والمصلحة العامة تتجاوز الخلافات الشخصية والتجاذبات الجانبية. لقد كان بود الكثيرين أن يكون مهاجم النصر السعودي حاضرا، لكن غيابه الحتمي حاليا يتطلب من الجميع التطلع إلى الأمام وعدم الالتفات إلى الخلف.

لست ممن يتسرعون في إطلاق الأحكام الجاهزة على مسيرة "الأسود" في "الكان، ولا ممن يمكنهم أن يستشرفوا نهاية النفق انطلاقا من الظلام الذي يعم بدايته، بل أجد نفسي متمسكا بالأمل والتفاؤل الحاضرين في دواخل كل محب ومناصر للمنتخب الوطني.

يستحضر العديدون الإطار العام الذي خاض فيه رفاق ياسين بونو النسخة الماضية من "الكان" بالغابون، وكيف أن خلاف حكيم زياش مع هيرفي رونار وغيابه عن المسابقة قد أعدم جميع آمال وطموحات الرأي العام، قبل أن يبصم "الأسود" على مشاركة لا بأس بها، ويفكوا عقدة الدور الأول التي لازمتنا لـ13 سنة كاملة.

بداية الرحلة ليست دائما وردية، ولا مؤشرا مطلقا على ما يليها من فصول، بل الملاحظ أن ما عاشه اللاعبون يشكل بالنسبة لهم وقودا إضافيا في المغامرة التي يقبلون عليها. لنعيد التذكير بهذا التصريح الذي أدلى به مصطفى حجي، مساعد مدرب المنتخب الوطني، قبل التوجه إلى مصر: "نحن ذاهبون إلى مصر لخوض غمار حرب مسلحين بجنود وليس لاعبين فحسب".

إن هذا الحرص الذي نبديه على تحصين الجو العام قبل المشاركة في كأس أمم إفريقيا لا يعفي أساسا الجهاز الوصي على الكرة في المغرب وكذا أفراد المنتخب من المسائلة والمحاسبة عقب المسابقة القارية، حيث الظرفية المناسبة لتطارح الآراء ووجهات النظر بدون قيد ولا تحفظ.