"البطولة" تعرض عليكم قراءة "تحليلية" خاصة لمباراة نهضة بركان و غورماهيا الكيني
كمال الرميدي ( البطولة )
نهضة بركان خطى خطوة كبيرة نحو النصف
حتى و إن كان الفريق البركاني قد اكتسب خبرة لا بأس بها في هذه المسابقة، إلا أن أشد المتفائلين لم يكن يتوقع أن يخرج نهضة بركان منتصرا في كينيا بنتيجة 2-0، خصوصا و أن الفريق سافر إلى العاصمة نايروبي في رحلة استغرقت أكثر من 15 ساعة، و فقط ب18 لاعب من بينهم 3 حراس.
في الفترة الأخيرة يعاني الجعواني من ضغط كبير، فنتائج الفريق في الدوري سيئة، خصوصا تلك الهزيمة أمام الرجاء و التي أدخلت الشك في مكونات الفريق، و لأن المصائب لا تأتي فرادى فالإصابة أنهت موسم ألان تراوري، و ستغيب المباركي عن مباراة العودة بالإضافة للعديد من اللاعبين، فالفريق لعب مباراة الذهاب فقط ب3 قلوب دفاع، و بدون بديل للنمساوي، إلا أن مساعد المدرب عادل سراج أوفى بتصريحاته و التي قال فيها على أن التأهل يجب أن يحسم في كينيا، عكس ما تعود عليه الفريق من قبل، فممثل الكرة المغربية كان قد أقصى الموسم الماضي من نفس الدور بعد أن عاد من كينشاسا بهزيمة أمام فيتا كلوب 3-1.
مباراة الذهاب
دخل الجعواني مباراة الذهاب بضغط عالي في أولى الدقائق، محاولا امتصاص حماس الفريق الكيني و الذي كان متوقعا أن يدخل بضغط كبير، فبعيدا عن الخطط و الأرقام، فالمدرب البركاني قام بتقسم الفريق إلى قسمين، 5 لاعبين مكلفين بالضغط في مناطق الفريق و التحولات الهجومية، و5 لاعبين مكلفين فقط بالأدوار الدفاعية و لا يقدمون أي إضافة هجومية.
فكرة الجعواني كانت الهجوم لكن دون ترك أي مساحة، ومنع غور ماهيا من الهجوم الموضعي فكان يتم إجبار غور ماهيا على لعب كرات طويلة.
فمثلا نشاهد ضغط النمساوي على جناح غور ماهيا في منطقته، و نلاحظ على أن نهضة بركان استطاع في حشر الثلاث لاعبين و منعهم من إيجاد الربط مع بقية الفريق.
الكرات الثابتة نقطة قوة الفريق
يستغل المدرب الجعواني جودة عرضيات النمساوي و طول قامة لاعبيه للفوز بالمواقف الثابتة، فالفريق استطاع مرة أخرى الفوز عن طريق موقف ثابت، لكن هذه الأمور لا تأتي صدفة، فقد قمت في السابق بتحليل جميع ركنيات نهضة بركان مع منير الجعواني و التي تركز على خطة واحدة.
في هذه الصورة من مباراة كان فيها المدرب مطرودا إلا أنه أصر على إعطاء تعليمات للاعبيه أثناء تنفيذ المواقف الثابتة.
خطة نهضة بركان في الركنيات
يهاجم نهضة بركان في الركنيات ب5لاعبين، محمد عزيز دائما في القائم الأول، و في القائم الثاني يكون في غالبية الأوقات لابا كودجو، بينما 3 لاعبين يتوسطهم دايو في الوسط بحيث يتمركزون في مساحة صغيرة من أجل إزعاج المدافعين و حماية من سيرتقي لضرب الكرة.
فالأوامر تعطى للنمساوي أولا بالبحث عن محمد عزيز الذي يحاول بغت المدافعين بسرعة و طلب الكرة في القائم الأول، أما في حال فطن الدفاع لذلك فهم يبحثون عن القائم الثاني، في حين هناك لاعب أخر خارج المربع من أجل الكرات الثانية و وراءه 3 لمنع المرتدات.
الإنذار الأول جاء قبل الهدف بعد أن فاز محمد عزيز بالكرة في القائم الأول.
الهدف الأول
3 لاعبين كانوا كافيين للمرتدات و تسجيل الهدف الثاني
بعد تسجيل الهدف الأول، دخل نهضة بركان الشوط الثاني بحذر أكبر، بحيث أصبح الفريق يقلل من صعود الأظهرة و خصوصا المساوي، و اقتصرت المرتدات فقط على 3 لاعبين بحيث كانوا يستغلون بحث غور ماهيا على التعادل و يطلبون الكرة في ظهر وسط الميدان لخلق وضعية 3 ضد 3، وهذا ما تأتى عنه الهدف الثاني.
حمدي العشير طلب الكرة و استطاع الاختراق بشكل طولي في مساحة كبيرة.
لعشير وزع عرضية في اتجاه كودجو إلا أنها كانت بعيدة، و إلى حدود هذه اللحظة، نلاحظ أن الظهير الأيسر لغور ماهيا في طريقه للفوز بالكرة
لكنه ظن أنه فاز بالكرة قبل استقبالها و انطلق للتحول الهجومي، فقام بكر الهلالي بقطعها و نظرا لوضعية المدافع الذي لم يكن يشاهد ما يقع وراءه فقد سهلت المهمة على لاعب نهضة بركان و سجل الهدف.
مباراة الإياب
من المتوقع أن يتأهل نهضة بركان إلى دور النصف النهائي، بعد أن حقق نتيجة كبيرة في الذهاب، فقد استطاع الفريق البركاني القضاء على نقطة قوة غور ماهيا الوحيدة، ألا وهي الاستقبال في نيروبي، فالفريق الكيني لم يستطع طوال المسابقة من الفوز خارج أرضه، تلقى هزيمة أمام الزمالك برباعية، في الجزائر أمام نصر حسين داي، في أنغولا ضد بيترو أتليتيكو، بحيث كان يدافع فقط و مع ذلك كان يستقبل العديد من الأهداف فمن أصل 3 مباريات خارج أرضه في المجموعات لم يحقق ولا نقطة، سجل عليه 7 وسجل هدفا وحيدا.