
عدسة محمد بايلا ( البطولة _ أكادير )
"تحليل تكتيكي دقيق" للزمالك المصري خصم الحسنية في كأس الكونفدرالية
كمال الرميدي ( البطولة )
الزمالك انبطح هذا الأسبوع من صدارة الدوري المحلي
بعد 25 جولة من الصدارة و التي كان يبتعد فيها الزمالك عن الأهلي ب 8نقاط، أصبح الفريق غير قادر على مجاراة الضغط و انهزم أمام المصري البورسعيدي يوم الخميس الماضي بنتيجة 2-1، هي نتيجة جعلت الأهلي متصدرا بفارق نقطة واحدة.
خسارة اللقب هذا الموسم سيعد فشلا ذريعا للفريق، ففي أخر 15 سنة، الزمالك فاز باللقب فقط مرة وحيدة بينما الأهلي حقق البطولة 14 مرة.
هذه الأمور تجعل الحسنية في موقف جيد قبل مواجهة الفرسان يوم الأحد، فالفريق السوسي سيستفيد من أسبوع راحة، عكس الزمالك الذي سيلعب مباراته الثالثة في ظرف 7 أيام، و الأهم من ذلك الأجواء السلبية التي أصبحت تحيط بالفريق، فقدان الصدارة، مشاكل اللاعب كهربا و الثقة التي أصبحت مهزوزة.
و قبل مواجهة الأحد، سنطرح العديد من الأسئلة التكتيكية و الفنية لمعرفة ما حصل للزمالك؟ و عن حظوظ الحسنية في تجاوز هذا الفريق خصوصا بعد التعادل السلبي التي ألت إليه نتيجة الذهاب، و ما هي نقاط قوة و ضعف الزمالك؟
بدون الساسي فرجاني. الزمالك يعاني
مهما بلغت قوة الزمالك و خبرة لاعبيه بالمقارنة مع الحسنية، فلا يمكننا الجزم على أن الفريق المصري سيفوز في مباراة العودة، فالحسنية كانت تنقصه فقط اللمسة الأخيرة في مباراة الذهاب، و التي دخل فيها غروس فقط من أجل الدفاع.
المباراة شهدت غياب فرجاني ساسي و كهربا للإيقاف، و أحداد للإصابة، هذا ما جعل غروس يغير من طريقة تفكيره، فلعب بعبد العزيز و طارق حامد كثنائي ارتكاز في خطة 4-2-3-1، أمامهم صانع الألعاب أوباما و إبراهيم حسن، بوطيب، زيزو كثلاثي خط الهجوم، إلى أن الخطة كانت أقرب إلى 4-5-1، فالخطوط كانت متقاربة و الزمالك لم يكن قادرا على الارتداد و الاحتفاظ بالكرة، فاضطر دفاعهم إلى لعب كرات طويلة في اتجاه بوطيب و الذي يلعب دور مهاجم المحطة، يستلم و ظهره للخصم دون أن يشكل خطورة على دفاع الحسنية.
في جميع الفرق، نجد على أن اللاعب الأساسي و الاحتياطي يلعبان نفس الأدوار فقط الأول يكون عطاؤه أفضل من الثاني، إلا أن فرجاني ساسي في الزمالك يعطي أفضلية نوعية، فلا أحد قادر على تعويضه، يستلم أمام الدفاع و لديه نظرة عميقة للملعب، فهو قادر على صناعة اللعب بجانب أوباما بكرات قصيرة، مراوغات، و أيضا كرات طويلة في اتجاه كهربا، زيزو أو بوطيب، و لذلك فغيابه عن مباراة الذهاب و البورسعيدي جعل الزمالك في ورطة كبيرة، و عودته أمام الحسنية في الإياب ستكون المشكلة الأكبر لدى غاموندي.
طريقة لعب الزمالك
كشكل أول يدخل غروس، ب4-2-3-1، و التي تتكون من الحارس جنش، الظهير التونسي نقاز و الذي يمتاز بأدواره الهجومية، و الظهير عبد الله جمعة و الذي كان محط نقاش كبير في بداية الموسم بسبب أخطائه الدفاعية لكن غروس أصر عليه و أصبح من أهم قطع الزمالك في التشكيل الأساسي، في قلب الدفاع لوينش و الهداف محمود علاء و الذي يعتبر هداف الزمالك بقدره على تسجيل ضربات الجزاء و تفوقه في المواقف الثابتة بسبب طول قامته و تمركزه الجيد داخل المربع,
في الوسط القائد حامد طارق و الذي يكلف باسترجاع الكرة، و التغطية بالخصوص على حمدي نقاز و أيضا عمق الملعب، لأن من يلعب بجانبه هو العقل المدبر للعمليات الهجومية لفريق الزمالك و هو الدولي التونسي فرجاني ساسي، هذا الأخير يمتاز بنظرته الجيدة للملعب و تمريراته القصيرة و الطويلة الدقيقة في اتجاه العمق, كذلك قامته الطويلة تفيده في الدخول للصندوق و محاولة الاستفادة من العرضيات، و أيضا تفوقه و بشكل كبير في الصراعات الهوائية.
في وسط المباراة و أثناء ضغط الزمالك تتحول الخطة ل4-3-3، ففرجاني ساسي يتقدم للمساعدة في الأدوار الهجومية بجانب أوباما، طارق حميد يميل للعمق، و نشهد أيضا الصعود المتكرر لحمدي نقاز، بوطيب يعتبر المهاجم الصانع، و الذي يميل أكثر لمساعدة الفريق في صناعة اللعب، فهو يلعب في غالب الأوقات و ظهره للخصم، ليقوم بسحب الدفاع و السماح لزيزو، و كهربا باختراق دفاعات الخصوم و طلب الكرة في ظهر الدفاع .
المساحات التي يتركها الزمالك
تعتبر المساحة و تحركات اللاعبين هي أهم شيء في كرة القدم، و كيف ما تبحث عن المساحة و أنت تتحرك، فقد تتركها أيضا للخصم، و هذا ما يقع للزمالك فهناك 3 مساحات يتركها الزمالك للخصوم يمكن للحسنية استغلالها,
المساحة الأولى : أثناء هجمة الزمالك ففرجاني ساسي يقوم بالتقدم و بشكل كبير تاركا وراء مسافة و مساحة كبيرة بينه و بين عبد الله جمعة، خصوصا إذا كانت أدوار عبد الله جمعة قليلة، فهناك يمكن للحسنية طلب الكرة أثناء الارتداد الهجومي، و الذهاب لخلق محاولة 1 ضد 1 أو 2 ضد 1، و ما يعزز هذا الموقف هو عدم رجوع محمود كهربا لمساندة الدفاع.
مثلا في مباراة سموحة التي لم يلعبها الظهير الأيسر عبد الله جمعة من أجل إراحته سنلاحظ أن ظهر ساسي قابل للأكل في هذه اللقطة ضد سموحة
المساحة الثانية و هي عندما يقرر عبد الله جمعة القيام بالأدوار الهجومية و هذه المساحة ستتوفر بشكل كبير في مباراة العودة في مصر، فظهر عبد الله جمعة سيكون مفتوح لجناح الحسنية، و ستكون المواجهة حينها مباشرة مع قلب الدفاع لوينش.
المساحة الثالثة: يعتبر حمدي النقاز من اللاعبين المهمين داخل نادي الزمالك، لأنه يعطي إضافة قوية للفريق من الناحية الهجومية بصعوده المتكرر و الذي يتيح لزيزو الدخول للعمق و بذلك يستغل الفريق عرض الملعب بشكل كامل، إلا أن هذا الصعود المتكرر يترك وراءه العديد من المساحات، في العديد من الأحيان يقوم طارق حامد بتغطية تلك المساحة لكن في البعض الأخر لا، و تتاح للخصم فرص مهمة وجب استغلالها,
دور بوطيب في الزمالك
يلعب المهاجم المغربي خالد بوطيب دور مهاجم المحطة، و ذلك بمساهمته في صناعة اللعب و سحب الدفاع، فهو يعتبر مهاجما لا مركزيا، صحيح أن أرقامه سيئة على المستوى التهديفي لكنه يفيد بشكل كبير كل من زيزو و كهربا بتحركاته و سنلاحظ في هذه الصور كيف يقوم بدور المحطة في هجمات الزمالك و سحب دفاعات الخصوم
في هذه اللقطة في الديربي سنشاهد كيف قام بالضغط و استرجاع الكرة و أتاح فرصة 3 ضد 3 للزمالك
في هذه اللقطة سيقوم بسحب المدافع و فتح مساحة لكهربا من أجل الاختراق
في هذه اللقطة سيقوم بسحب المدافع و فتح مساحة لكهربا من أجل الاختراق
و كذلك نفس الشيء في الديربي
دور المحطة في استقبل الكرات الطويلة
كذلك نفس الشيء في هذه اللقطة
مشكلة بوطيب في ذلك الدور
مشكلة بوطيب في اللعب كلاعب محطة تتجلى في أن الفريق يتوفر على صانع ألعاب و هو أوباما بالإضافة لصعود فرجاني ساسي للعب دور صانع ألعاب ثاني، فالفريق يجد مشاكل كبير من ناحية التهديف إذا لم يستطع كهربا أو زيزو الدخول للعمق و إيجاد المساحات التي يتم فتحها, لذلك فهي نقطة تشكل عائقا كبيرا لغروس إذا ما تعذر على زيزو و كربها الدخول للعمق، أو عدم سحب بوطيب لدفاعات الخصوم,
دور حمدي النقاز الهجومي
يتيح حمدي نقاز للفريق الفرصة للقيام بأدوار هجومية عن طريق صعوده المتكرر و أيضا اختراقاته لدفاع الخصوم و لعب ثنائيات، كما يتيح لزيزو بالدخول للعمق, سنشاهد في هذه اللقطة كيف لعب الكرة بلمسة ثم اتجه لطلب الكرة في ظهر الدفاع,
صانع الألعاب أوباما
إذا كان بوطيب يقوم بتحركات عمودية لسحب الدفاع و فتح المساحات، و كذلك الأمر لفرجاني ساسي بصعوده بطريقة عمودية فأوباما يتحرك بشكل عرضي يبحث بين الخطوط و المساحات العرضية، ففي العديد من الأحيان يكون قريبا من الأجنحة، تارة بالقرب من زيزو و النقاز، وتارة كهربا و عبد الله جمعة فهو يحب استلام الكرة في المساحات العرضية، كما يمتاز بمهارة تقنية تفيده في 1 ضد 1، و الانطلاق في المساحات، فاتحاد طنجة قد عانى منه في مباراة الإياب في مصر,
في هذه اللقطة من الديربي الأخير سنشاهد كيف انطلق من مربع العمليات نحو عرض الملعب مستغلا المساحة العرضية ثم قام بالدوران و التسديد
فرجاني ساسي
شخصيا أعتبره أفضل لاعب في الدوري المصري هذا الموسم، هو من يقوم بهندسة هجمات الزمالك، لديه نظرة ثاقبة في أرض الملعب، قادر على قيادة الكرة و الربط بين الدفاع و الهجوم، لعب كرات طويلة على المقاس، صراعات هوائية، سيشكل خطر كبير على الحسنية في مباراة العودة، لذلك فمراقبته بشكل فردي مهمة
محمود علاء هداف الفريق
بعد محمود علاء قلب دفاع الزمالك قوة ضاربة في الفريق، ليس فقط لمهامه الدفاعية بل أيضا لإتقانه لتسديد ضربات الجزاء و المساعدة في التسجيل، بحيث يعتبر هداف نادي الزمالك، لتميزه في الضربات الراسية.